د. عبد العزيز حسين الصويغ العنوان اقتبسته من تعليق أو معلومة في الفيس بوك في صفحة الأستاذ فالح الصقير يقول فيها: الأميون العرب أكثر من 90 مليون عربي أميّ منهم 60٪ نساء، و6 ملايين طفل بما نسبته 27٪ من السكان. - أين وزارات التربية والتعليم العربية؟! *** هذا الخبر أصابني بالذهول.. ليس لأن هناك أمية في عالمنا العربي، بل لارتفاع نسبة الأمية عن تلك التي كنت أتخيّلها، بينما العالم يعيش في الألفية الثالثة التي يتصدر العلم والمعرفة والتقنية الأولوية فيها. لذا فقد عدت للمصدر الأصلي لهذه المعلومة.. الكارثية، وهو تقرير نشرته أخيرًا المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) من أن عدد الأميين في المنطقة العربية فاق 97 مليونًا، مع التخوّف من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية في الوطن العربي؟! *** فإذا علمنا أن سكان الوطن العربي قد بلغوا 367,4 مليون نسمة، وإذا كانت نسبة الأمية بين الذين هم فوق ال15 عامًا قد قاربت 97,2 مليونًا، أي أن ما يعادل 27,9 في المئة من السكان، وأن أكثر من 6 ملايين طفلاً عربيًّا ممّن هم في سن الدراسة غير ملتحقين بالتعليم في الدول العربية، في مجتمعات تبلغ نسبة الشباب دون ال25 فيها نحو 70 بالمئة من مجمل سكان المنطقة، فإن هذه الإحصائية لعدد الأميين العرب تُصبح مفزعة وخطيرة. *** إن الشباب هم عدة المستقبل، ونضع عليهم، بعد الله، الآمال في استعادة بعض المواقع التي فقدها العرب في كثير من الميادين. فإذا كانت أشياء كثيرة قد ضاعت، فإن التعويل هو على الأجيال القادمة لتعويض ما فات. فأمام شبابنا اليوم الفرصة لاقتحام مجالات لم تتح للأجيال السابقة؛ خاصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وهم الأكثر تفاعلاً مع ثقافات العالم، والأكثر قدرة على الابتكار والإبداع، والأكثر طموحًا وتطلعًا للمستقبل. *** ورغم أن التقديرات تشير إلى أن إجمالي من هم في عمر ال65 سنة أو أكثر في الوطن العربي سيبلغ في 31 أكتوبر الحالي 16,7 مليون يشكلون ما نسبته 4,1% من إجمالي السكان، وسيصل عددهم إلى 17,7 مليون نسمة بحلول سنة 2015، فإن هذه الفئة العمرية هي من يتحكم في الاستحواذ على المقدرات الاقتصادية والمالية في المجتمعات العربية، بل وفي تحديد مساراتها المستقبلية. هذا الوضع يُشكّل عائقًا للشباب لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم، ويعيق التوظيف الأمثل لقدراتهم ويؤدّي إلى رغبة عالية لديهم للهجرة. فمع ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب، والتي بلغت حوالى 26% في المتوسط وهي أعلى نسبة بطالة في العالم، وانخفاض نسبة المشاركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكذلك تردّي جودة التعليم والخدمات الصحية وانتشار الفقر إضافة إلى ضعف البرامج والمؤسسات الشبابية الحكومية والأهلية، فإن الشباب يشعرون أن لا مكان لهم في مجتمعاتهم؟! *** وهكذا فإن توفير البيئة الصالحة للشباب، بما يتواءم مع أعدادهم وطموحاتهم، يُصبح أولوية في مجتمعاتنا العربية. ويجب أن يكون للشباب دور في إعادة تشكيل مجتمعاتهم وسبل إطلاق طاقاتهم الإبداعية من خلال الفرص التي تتيحها أعدادهم المتزايدة. * نافذة صغيرة: (أولّ مظاهر النّهضة محاربة الأميّة في المدن والأرياف ولا تنمية في ظلّ الأمية، ولا تقدم في ظلّ الجهل).. د. محمد فاروق النبهان. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain