يشرف الضابط بديانغ من القوة الافريقة في افريقيا الوسطى، على عمليات التفتيش المنهجية التي يقوم بها رجاله للمدنيين والسيارات على المنفذ الشمالي لبانغي، ويقول «اننا نصادر كل شيء، هذه هي الاوامر»، وتدل ناقلة الجند المدرعة المركونة على رصيف طريق بي.كاي-12 المؤدي الى الكاميرون، الى وجود نقطة المراقبة هذه، ويفتش الجنود الكاميرونيون والكونغوليون والغابونيون جميع المارة وسيارات الاجرة والشاحنات التي تدخل وتخرج من المدينة، وقال الضابط بديانغ تحت المطر «اننا نبحث عن اسلحة» وقد باتت مهمة القوة الافريقية القضاء على المسلحين في العاصمة التي شهدت فوضى خلال الاشهر التي تلت تسلم متمردي سيليكا السابقين الذين اصبحوا لصوصا لا يرحمون، السلطة في اذار/مارس الماضي، وقد اوقف الجنود رجلا مسلحا بقوس وجعبة مليئة بالسهام وقال انه حارس في سفارة نيجيريا ومضطر لحمل قوسه، وقال جندي كونغولي متذمرا ان «سلاح الخدمة يجب ان يبقى في مركز العمل»، وحسم الضابط بديانغ الامر بالقول «فلتتم مصادرة» القوس، في هذه الاثناء، اجتازت سيارة بيك آب تنقل رجالا يرتدون ثيابا غير متناسقة الحاجز من دون ان تتوقف، وقال الضابط «نعثر على اسلحة لكن الامر ليس سهلا»، مشيرا الى ان الاقواس والسكاكين ليست الهدف الاول، بل بنادق الكلاشنيكوف وقاذفات الصواريخ الموجودة بكثافة في العاصمة في ايدي المقاتلين. وادى قرار الرئيس ميشال دوتوديا بحل تحالف سيليكا الى توضيح الوضع على الصعيد الرسمي: يجب نزع سلاح جميع الذين لم يلتحقوا بقوات الامن لكن الامور تجري بطريقة اخرى ميدانيا، فقد التحق في الواقع قسم من مقاتلي سيليكا بالقوات المسلحة الجديدة. وقال اوكتاف، سائق سيارة الاجرة وهو يشير الى سيارة بيك آب مكتظة بالرجال المسلحين لدى مرورها على «الجادة المغبرة»: «هنا، التحقت سيليكا بالجيش»،وفي مكان آخر، يلمح المارة على باب سيارة بيك آب اخرى رأس ميت مع عبارة «خطر.. نريد احترامكم»، وقال اوكتاف «هم، انهم سيليكا السابقون»، لذلك يتعين من حيث المبدأ نزع سلاحهم، وثمة ايضا «المترددون» الذين لا يعرف احد فعلا الى اي فئة ينتمون، وفي الاحياء، ثمة ايضا عناصر سابقون من القوات المسلحة لافريقيا الوسطى الذين احتفظوا بأسلحة وبزات عسكرية لدى سقوط نظام فرنسوا بوزيزيه، وباتت تضاف اليهم «القوات المسلحة لافريقيا الوسطى العائدة»، وهم جنود سابقون يقومون بالاندماج في الجيش الجديد، وقال المتحدث باسم القوة الافريقية القومندان إيي نغوي «انها مهمة بالغة الصعوبة»، واضاف «لا نعرف كميات الاسلحة الموجودة ولا عدد الرجال الذين سننزع اسلحتهم»، وقال ضابط افريقي كبير طلب التكتم على هويته «يعرف الجميع ان السلام هش هنا.. والقادة العسكريون لن يسلموا اسلحتهم من تلقاء انفسهم وتوافر لهم الوقت الكافي لاخفائه» في بانغي، ويتعين بالتالي على القوة الافريقية والشرطة والدرك في افريقيا الوسطى التصدي لآفة جديدة، فالجنح الصغيرة انتقلت الى الجريمة المسلحة بعد استعادة اسلحة الحرب، وقال دبلوماسي معتمد في بانغي ان «هذه الظاهرة لم تكن موجودة حتى الفترة الاخيرة»، الا ان سكان بانغي يعربون عن تقديرهم «لعملية ازالة التلوث» وهو الاسم الذي اطلقته القوة الافريقية لعملية نزع السلاح، ويتضاءل اطلاق النار خلال الليل واعتاد الناس على الخروج في المساء. وقال اوديلون الذي ركز تخشيبة الادوية التي يبيعها قرب حاجز الطريق بي.كاي-12 «ما يقومون به امر جيد»، واضاف «لا فوضى معهم.. لم نعد نريد جميع هؤلاء الاشخاص الذين يتنزهون بأسلحتهم.. فليذهبوا (القوة الافريقية) الى الاحياء» الواقعة خلف هذه الممرات الموحلة والمظلمة والتي لم تجرؤ اي قوة على المجازفة بدخولها حتى الان.