حين كُنَّا طلاباً، كانت الفرحة لا تسعنا حين يقع الاختيار علينا لنكون جنود النظام داخل حرم المدرسة، بل كُنّا نشعر بأننا نمتلك ذات الحصانة والهيبة التي كان المعلم يتمتع بها. حين كُنَّا طلاباً.. كُنَّا نحمل النظام أمانة في أعناقنا وننسى أنفسنا.. كُنَّا نُشكِّل دورنا التنظيمي ليكون شماعة نُعلِّق عليها تهربنا وإهمالنا وتأخرنا دراسياً.. بل كُنَّا نختلف في كل شيء إلا في العذر المستلقي على طرف اللسان: "نحن نظام".. هذه العبارة التي كانت جواز سفر لنعبر إلى أي مكان دون حسيب أو رقيب. مرت الأيام.. دون أن يُسدي لنا أحد نُصحاً.. ودون أن يُرشدنا أحد إلى سوء تصرفنا -إلا من رحم الله-.. مرت السنون.. وكُنَّا نخالف النظام ونضرب به عرض الحائط، وربما كُنَّا ندري أننا مخالفون بامتياز. واليوم.. وبعد أن غادرنا مقاعد الدراسة، وخلعنا عباءة النظام تلك.. إلا أن المأساة تتكرر.. فطالب النظام "يتسكع" في الممرات.. و"يمترُ" مسحباً قدميه الفناء طولاً وعرضاً.. فيتأخر عن الرسالة الأسمى التي جاء إلى المدرسة من أجلها.. والتي لأجلها أيضاً غادر منزله.. وفي نيته ولوج منشأة هي للتربية منبراً وللتعليم منارة. واليوم أيضاً.. يشارك طالب النظام مدير المدرسة والوكلاء المهام.. ويتقاسم معهم الأعباء.. طبعاً دون مقابل.. فهم للتنظيم أداة.. إلا أنها للأسف حادة من كل الأطراف.. وجارحة. قبل الختام.. لست أبداً ضد مشاركة الطالب في العمل الجماعي.. ولست أيضاً معارضاً للأنشطة اللا صفية.. خصوصاً تلك التي تبني شخصية الطالب وتؤهله للقيادة.. ولكن..!! أنا وفي صفي الكثير نقف ضد استغلال الطالب على حساب تحصيله العلمي.. إذ أن الدافع الرئيس لدخوله معترك المعرفة العلم.. لا أن يثقل كاهله بمهام ثانوية تحطم البناء الأهم. أخيراً.. حتى لا يكون الأمر في ظاهره نظام.. وفي باطنه مخالفة صريحة.. لابد من إعادة النظر في جماعات النظام على وجه الخصوص.. فأبناء المجتمع في الأعناق أمانة.. والتعليم أسمى رسالة.. ودمتم في نظام. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (107) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain