الجمعة 11 أكتوبر 2013 09:25 مساءً | عبدالحافظ الصمدي | الكل يتصادمون بكؤوس نخبك أيتها البلاد المترامية الحقائق والأساطير وينثرون دمك على الأرصفة ويستعذبون الطواف حولك وأنت المغدورة تحت غطاء السرير.. جمال بن عمر؛ هذا المجعوث الأممي إلى اليمن، ما زال يرى من نفسه رجلا لا ينطق عن الهوى وأنه الصادق الأمين في تعاطيه مع الملف اليمني، وساستنا للأسف كلهم فاغرو أفواههم تجاهه, يبدون مذهولين بحماقة معتوه رمتنا به الأممالمتحدة، بعد أن نفضت جعبتها فلم تجد سواه قابلاً ليكون عود ثقاب لإشعال الحرائق باليمن.. وأعتقد أن "أصحابنا" في الحوار "متجملين" من هذا المبعوث وسيسقونه من "الدبية" عسل، ولربما يضيفون في الدستور تجريم الإساءة ل"بن عمر" أو المساس بأطروحاته أو الاستهزاء من شطحاته، من يدري..؟! فقد يفعلونها وذلك ليس بمستبعد منهم، كيف لا ونحن كرام وأبناء كرام ومن شيمنا رد الجميل وخاصة أن كل طرف من قوى المحاصصة سيأخذ نصيبه من الكعكة.. ربما قد يأتي يوم يكون فيه المطلوب منا أن نهتف خلف من عاف الزمن نخالة أدمغتهم: (يعيش الموفنبيك وتسقط الهوية) فالموفنبيك خط أحمر والوطن سطر باهت في أجندات المتناحرين بأفخم فندق في صنعاء؛ ذلك مالم توقد الوطنية فينا ثورة تهدُ معبد الموفنبيك وتحطم أصنامه التي تديرها أصابع الخارج في مربعات التمزيق. مشكلتنا أننا نتعامل مع قضايانا السياسية بمنظور الخارج ومن منطلق المكايدات السياسية ومع قضايانا الاقتصادية بعقلية عسكرية ومع القضايا الأمنية بمفهوم اقتصادي، إذا ما تعلق الأمر بحياة الجندي يعني الجنود يقتلون خيراً من مفاوضة الخاطفين إذا ما بدت الخسارة في استمرار الحصار تتجاوز قليلاً قيمة العسكري في رؤية حكومتنا الموقرة.. فمنذ عقود مضت ونحن نعيش التجارب في شكل الدولة ونظام الوحدة حتى أننا أعقنا مسيرة ثورات سبتمبر وأكتوبر وفبراير ونحن نتقاتل على منجزات لم تؤت أُكلها بعد، ولا أدري كيف لشعب عظيم بحجم اليمن يقبل أن يكون حقلاً لتجارب فاشلين، وثالثة الأثافي أنهم جاءونا بتابوت الخارج لانتشالنا جثثا وهم القادرون على جعل الحي ميتا في البلاد؛ حيث لا توجد تجربة واحدة لتدخلات الخارج كلها نجحت في إنقاذ البلاد التي فتحت أبوابها لحلولهم المميتة وهاهم اليوم يطرحون علينا معالجات جلها لا تستند إلى دراسات أكاديمية علمية يقنعونا بجدوى عصارة أفكارهم البالية لأنهم عهدونا نتناول المعلبات دون أن ننظر إلى تاريخ انتهائها. أقول: إذا أردت أن تستمتع بحبك لوطنك وتكتشف حجم ولائك له، فلا تطلع اليه من فندق مطل في ضفة مرتفعة بصنعاء، حيث تعشعش مؤامرة تختمر في موفمبيك، لكننا وكما يبدو للأسف سنظل مكتوفي الأيدي نترقب الدراجة النارية التي يقودها "بن عمر" ويتسكع بها في وطن تتأرجح خارطته على حافة الانهيار، حتى تحل المصيبة الشاملة وعظم الله أجر اليمنيين مقدما.