قال الشيخ علي محمد خواجي إمام وخطيب الجامع الشرقي بمركز الشقيري في خطبة الجمعة يوم أمس: إن الله هيأ لعباده مواسم عظيمة وأيامًا فاضلة؛ لتكون مغنمًا للطائعين وميدانًا لتنافس المتنافسين، وإن عشر ذي الحجة هي خاتمةُ الأشهر المعلومات، وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.وعشرذي الحجة في قول جمهور العلماء هي الأيام المعلومات التي شرع الله ذكره فيها على ما رزق من بهيمة الأنعام، وعشر ذي الحجة من جملة الأربعينَ التي وعدها الله عز وجل لموسى عليه السلام،وعشر ذي الحجة فيها يوم عرفة ويوم النحر، وعشر ذي الحجة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام)، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء) أخرجه البخاري من حديث ابن عباس، قال ابن حجر: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها»، فأيام عشر ذي الحجة خير أيام السنة بنص هذا الحديث، وفي عشر ذي الحجة أعمال فاضلة ينبغي الحرص عليها، فمن ذلك الصيام، وقد أضافه الله إلى ذاته لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه]، وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم]، وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها.