إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أما بعد: قال الله تبارك وتعالى:(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ، وقال الله جل وشأنه وعز سلطانه:(كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون). إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في ذكر محاسن سعادة الشيخ/ عبدالرحمن بن عمر نصيف كان الشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- من أعيان مدينة جدة، فاضلًا صدوقًا ومن الموحدين الدعاة إلى توحيد الله على بصيرة ويذكر ويرشد ويوجه ويصلح بل من أوائل المصلحين موفقًا مسددًا آخذًا بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:(ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى يا رسول الله قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين الحالقة) فكان له مواقف بارزة في إصلاح ذات البين رحمه الله تعالى. كان تقيًا ورعًا عابدًا ناسكًا بشوشًا تعلو بشاشة وجهة على محياه لكل من يقابله خلوقًا وصولًا يحث ويذكرنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله يبغض الفاحش البذئ) كان يذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من سره أن يبسط له في زرقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) والشيخ عبدالرحمن نصيف من بيت فضل وعلم يحتضن الدعاة ورجال العلم وتربطه صداقة بكثير من العلماء الربانيين وعلى رأسهم سماحة جده محمد أفندي نصيف رحمهما الله تعالى. كان -رحمه الله- يقف إلى جانب اليتيم والأرملة والمساكين ويساعدهم ويواسيهم ويحنو عليهم ويقضي حوائجهم كان -رحمه الله- يحب الصدق والوفاء والمناصحة والدعوة الى الله ويبذل الرأي والمشورة بل كان ممن يستشار فيشير فنعم الرأي الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني فإذا هما اجتمعا لنفس حرة بلغت من العلياء كل مكان كان همة العمل في إدخال السرور على إخوانه المسلمين آخذًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)، كان -رحمه الله- في عون إخوانه بصفة عامة آخذًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه). لعمرك ما الرزية فقد مال ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزية فقد حر يموت بموته خلق كثير وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات رحم أبا فيصل الله وأسكنه فسيح جناته ونسأل الله جل وعلا أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأحسن الله عزاء معالي الدكتور عبدالله نصيف والدكتورة فاطمة نصيف والمهندس عبدالعزيز نصيف والدكتور محمد نصيف وابنه فيصل وإخوانه ونسأل الله أن يجعل الخير والبركة والصلاح في آل نصيف عامة وفي ذريته خاصة وإخوانهم وألهمم الصبر والسلوان. داود أحمد العلواني العمري - جدة