صحف الامارات /افتتاحيات. أبوظبي في 14 أكتوبر/ وام / تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية مستقبل مصر .. وترحيل الكيان الصهيوني للفلسطينيين وقالت افتتاحية البيان..من البديهي القول إن التنمية لا تستقيم مع الإرهاب ..وفي مصر التي أنهت قبل أكثر بقليل من 100 يوم ثورتها الثانية تبقى الكثير من التحديات السياسية والأمنية التي تطل برأسها.. فالمصريون خاضوا ثورتي 25 يناير و30 يونيو بشجاعة ووعي كبيرين وكل همهم أن يمضوا ببلادهم نحو التطور السياسي والتنمية الاقتصادية..وإن كانت ثورة 25 يناير نجحت في فرض التغيير والسير في خضم عملية انتقالية فإن ثورة 30 يونيو كانت تصحيحاً واضحاً لتلك العملية خاصة أن الأمر تعلق بأمن مصر القومي ومستقبلها وعلاقاتها الاستراتيجية بمحيطها العربي الذي استعدته زمرة مارقة لا تقيم وزناً لأواصر الأخوة بل وعملت تخريباً داخلياً وخارجياً حتى أطاح بها الشعب المصري بتلاحمٍ قل نظيره مع مؤسسات الدولة الفاعلة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية. واوضحت البيان تحت عنوان / مستقبل مصر/ انه بوجود كل تلك التحديات التي تمر فيها مصر منذ قرابة ثلاثة أعوام ومن دون نسيان التدخلات الخارجية والتلويح بعامل المساعدات تأخرت مسيرة التنمية التي لعب الإرهاب المنتشر في بعض المحافظات وخاصة شبه جزيرة سيناء دوراً ذا مغزى في تعطيلها..ومن هنا تأتي أهمية العون الذي يقدمه أشقاء مصر إليها وهم الذين يدركون ضرورة أن تكون أرض الكنانة بخير لأنها المؤشر الذي يمكن من خلاله رصد الحال العربي في المجمل. واكدت ان ذلك الدعم الذي لا يقتصر على المجال المالي فحسب أمر لا غنى عنه وواجب لا بد منه لكي تنجح مصر في صد موجة الإرهاب والتدخلات الخارجية ومحاولات العبث بأمنها واستقرارها الداخلي بالنظر إلى الاضطرابات التي تعصف أيضاً حولها في غير منطقة من المغرب العربي. واختتمت البيان بالقول ..أما المصريون أنفسهم فيديرون المشاورات السياسية البينية بحكمة وبوصلتهم خريطة الطريق التي ستصلح ما تم تخريبه من قبل البعض الذين لا يزالون يتربصون بتلك المشاورات محاولين إفشال العملية السياسية برمتها سواء عبر افتعال الاضطرابات الأمنية أو بالتعنت السياسي الذي لن يجر سوى الخراب عليهم. من جانبها وتحت عنوان /ترحيل الفلسطينيين / اوضحت افتتاحية الخليج انه منذ سنوات يعمل الكيان الصهيوني على ترحيل الفلسطينيين الذين يشكلون عقبة أمام عملية الاستيطان كما هو الحال في خربة زيتونة في منطقة الخليل أو في قرى منطقة الأغوار .. فعملية الاستيطان التي يقوم بها الكيان الصهيوني تتم في مجملها من خلال ضم أو السيطرة على الأراضي غير المسكونة ولكنها قد تصطدم أحياناً بمناطق مأهولة بالسكان الفلسطينيين .. ومن أجل التغلب على هذه العقبات فالكيان يختلق أعذاراً من أجل هدم تلك القرى . وقالت ان العذر في حالة خربة زيتونة أنها تتألف من مبان عشوائية بنيت على مناطق أثرية ..وهي حجة لن يتوقف استخدامها لأن كل الأرض الفلسطينية تعتبر مناطق أثرية .. وسلطات الاحتلال لا تريد أن تتخلص من مثل هذه القرى الفلسطينية فحسب وإنما تعمل أيضاً على اقتلاعها من جذورها ..فهي ترفض حتى التفكير في خلق بديل سكني لأهلها .. والكيان الصهيوني خبيث حتى في طريقة ترحيل الفلسطينيين.. فهو من ناحية يحاول التغطية على عملية الترحيل من خلال "عملية قانونية" تتولاها المحاكم لإضفاء الانطباع بأن الإجراءات "الإسرائيلية" قانونية وليست سياسية لأنها تتم بموجب دعاوى تقام في المحاكم ضدها . واكدت الخليج ان هذا الأمر له خطورته لأن الذهاب إلى المحاكم "الإسرائيلية" هو من ناحية أخرى اعتراف بأن القانون "الإسرائيلي" هو الذي يسري في هذه الحالات وليس القانون الدولي ..فالقرى التي تعمل "إسرائيل" على ترحيل سكانها هي مناطق محتلة وبالتالي فالقانون الدولي الذي يقول بعدم جواز إجراء تغييرات في الأرض المحتلة هو الذي ينبغي أن يكون الساري وليس قانون الاحتلال ..لكن الكيان الصهيوني منذ البداية لا يعترف حتى باحتلاله للأرض الفلسطينية .. من ناحية أخرى فإن الاحتلال بهذه الطريقة المركبة التي يعمل فيها على ترحيل الفلسطينيين إنما يمهد لعمليات ترحيل أكبر .. فترحيل سكان القرى الصغيرة تجارب كغيرها من التجارب التي يقوم بها الكيان الصهيوني لابتلاع الأرض الفلسطينية وترحيل أهلها .. فمعالجة المشكلة ينبغي أن تتم في ضوء حقيقتها أنها عملية ترحيل وفي ضوء أنها انتهاك للقوانين الدولية وفي ضوء أنها مرحلة من مراحل استكمال عملية الاستيطان الجارية في الأراضي المحتلة . واختتمت الخليج بالتأكيد ان هذا الأمر خطير خطورة بناء المستوطنات نفسها ويحتاج إلى إجراءات وتحركات سياسية من السلطة الفلسطينية ومن الجامعة العربية على مستوى هذه الخطورة لأن الاحتلال يعمل بشكل حثيث على ابتلاع الأرض تمهيداً لتهويدها في نهاية المطاف .