جانيت نمور- هنا امستردام- " كنت منتج ذلك الفيلم الذي يعد نقطة سوداء في حياتي" تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بفرح خبر تأدية "منتج الفيلم المسيء للنبي" فريضة الحج بعد اعتناقه للاسلام. وانتشر الخبر بسرعة البرق على موقع الفيسبوك وتويتر، حيث اعرب كثر عن فرحهم بذلك، وخاصة كونه مزمع على انتاج فيلم جديد عن سيرة النبي. وتناقلوا صور فان دوورن بلباس الإحرام، التي بادر بنشرها بنفسه على حسابه على موقع تويتر. لكن السؤال الاهم الذي يطرح هل الهولندي فان دوورن، الذي اعتنق الاسلام مؤخرا بعد ان كان معروفا بعدائه له وانتمائه الى حزب الحرية حزب السياسي اليميني خيرت فيلدرز، هو حقا منتج الفيلم المسيء للرسول ام لا؟. الفيلم المقصود ظهر واضحا من التعليقات التي انتشرت على الصفحات العربية على الفيسبوك ان الامر قد اختلط على الكثير من المعلقين والمغردين حول اي فيلم انتجه فان دوورن. هل المقصود هو الفيلم الذي انتج ونشر في الولاياتالمتحدةالامريكية العام الماضي واثار الكم الهائل من السخط وردود الفعل الغاضبة في العالم العربي والاسلامي، ام فيلم "فتنة" الذي انتجه خيرت فيلدرز مع عدد من اصدقائه ونشره عام 2009 حيث تظهر فيه آيات قرآنية مترافقة مع صور لهجمات ارهابية مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة وصور جثث متفحمة لضحايا الهجوم على القطارات في مدريد وصور من تفجيرات لندن وغيرها. لا علاقة لي بالانتاج الاهتمام الكبير الذي حظي به خبر اعتناق فان دوورن للاسلام وتأديته لفريضة الحج عائد لاعتقاد البعض انه هو من انتج فيلما مسيئا للرسول ثم عاد واعتنق الإسلام. وهذا ما تروج له العديد من وسائل الاعلام العربية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي من دون التأكد من حقيقة الامر. " سبحان الله..بعد انتاجه الفلم المسيء للرسول..ها هو يسلم ويحج.. الهولندي منتج الفلم المسيء"....." منتج الفلم المسيء للنبي يؤدي الحج ويؤكد أن دموعه لم تتوقف منذ وصوله مكة وانه سينتج فيلما يوضح أخلاق سيد البشر *فسبحان من يغير ولا يتغير"...." بالنسبة لي فان بيني وبين هذا الرجل ثأر ناره لم تنطفي حتى الان ويجب عليه الالتزام بوعده وانتاج الفيلم عن اخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام وبعدها لكل حدث حديث". في تغريدة اطلقها فان دوورن في شهر فبراير الماضي اشهر فيها إسلامه وطوى صفحة العداء للاسلام واي ارتباط له بافكار حزب الحرية وزعيمه خيرت فيلدرز، وكذلك اي صلة بينه وبين فيلم فتنة. وقال فان دوورن في حديث لاذاعتنا اجراه معه الزميل نصر الدين الدجبي في شهر مايو الماضي انه لم يساهم في انتاج الفيلم (فتنة). مبينا ان الفيلم انتج قبل إلتحاقه بالحزب، دون ان ينفي اسهامه في الدعاية له وتوزيعه لاحقا بعد التحاقه بالحزب. بين النفي والترجمة إلا ان الامر الذي يثير الحيرة والتساؤل كان ما جاء في مقابلة اجرتها صحيفة عكاظ هذا الاسبوع مع الهولندي ارناود فان دوورن اثناء تأديته لفريضة الحج وقوله «لم يدر في خلدي كعضو حزب الحرية اليميني الهولندي السابق أن أدخل الإسلام الحنيف، وأتوجه بعد ذلك لزيارة الحرمين الشريفين، خصوصا أني أنتمي للحزب الذي أسهم في إنتاج الفيلم المسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كنت منتج ذلك الفيلم الذي يعد نقطة سوداء في حياتي". وهذا ما يتناقض مع نفي فان دوورن السابق وتأكيده لإذاعتنا عدم إشتراكه في انتاج فيلم فتنة، فهل الامر يعود الى خطأ ما في الترجمة ام ان الرجل قد بدل موقفه من الموضوع. علق صحفي عربي يعيش في هولندا على هذا الامر وكتب على صفحته على الفيسبوك "هو (فان دوورن) لم ينتج شيء الى الان ولم يشارك في الانتاج وكان قد كذب الخبر سابقا.... ولكن للاسف الصحفي الذي يجري معه الحوار بلغة اجنبية بعدها يكتب ما يراه هو مناسب".