كشف مهرجان دبي السينمائي الدولي، الذي تنطلق دورته التاسعة في التاسع من الشهر المقبل، عن القائمة النهائية للأفلام المحلية المنافسة على جائزة «المهر الإماراتي»، التي تتضمن 10 أعمال لمخرجين إماراتيين، تشير إلى تنامي المواهب السينمائية الإماراتية، فضلاً عن أن ستة من الأعمال التي تمّ ترشيحها للتنافس للمهر الإماراتي سيتمّ عرضها عالمياً للمرة الأولى. وقال المدير الفني للمهرجان، مسعود أمر الله آل علي، عن الأعمال التي تمّ اختيارها للتنافس في المهرجان «تحتفي جائزة المهر الإماراتي بالمُنجز السينمائي للمخرجين المحليين، وتوفّر لهم أرضية خصبة يقدّمون من خلالها ابداعات صناعة السينما الإماراتية للجمهور العالمي، ونحن نفخر بعرض تلك الأعمال الممهورة بأسماء مخرجين من أبناء البلد، التي تميّزت برقيّ أفكارها وجودتها، ونتشرّف باختيارها للتنافس على الجائزة، ونأمل أن يكون التنافس على الجائزة بناءً في اتجاه ترسيخ المستقبل السينمائي للمبدعين الإماراتيين، ومصدراً لإلهام الجيل التالي من المخرجين المواطنين». وتعود الفنانة التشكيلية والكاتبة والمخرجة الإماراتية، منى العلي، التي تمّ ترشيحها لجائزة «المهر الإماراتي» في 2010 هذا العام بفيلم «دوربين»، الذي يناقش قضية إنسانية، هي اختلاف وجهة نظر الناس تجاه الحياة، على الرغم من أنها حياة واحدة بالنسبة للجميع، فالتشاؤم مدعاة لأن نراها مظلمة، والسعادة تظهرها برَّاقة، وما بينهما يأتي «دوربين» أو المنظار الذي ننظر من خلاله إلى هذه الحياة، لتبقى نظرة الصبي مَعْبراً إلى حياة مشرقة. ومن خلال «رذاذ الحياة» تتّبع المخرجة فاطمة عبدالله النايح، الحائزة جائزة «أفضل موهبة صاعدة» في مهرجان الخليج السينمائي، خطوات عائشة، تلك الفتاة التي تنطلق بكل نشاط وحيوية لا تنقطع استعداداً ليوم الزفاف، لكن الفرح ينقلب فجأة إلى حزن. وفي عرضها العالمي الأول، تطلُّ المخرجة أمل العقروبي وفيلمها «نصف إماراتي» الذي يناقش قضية اجتماعية يجسدها خمسة مواطنين إماراتيين يتشاركون المعضلة ذاتها، ويتبادلون قصصهم عن التحديات التي تواجههم، كون أحد الوالدين من جنسية غير إماراتية. وفي قضية اجتماعية تتناول علاقة المرأة المُعقَّدة مع المجتمع، يضع جمعة السهلي أمام المشاهدين «رأس الغنم» في محاولة لا تنقصها الجرأة، إذ يخترق بعدساته حياة تلك الإنسانة التي تتخبّط بين سيطرة والدها، وتسلّط زوجها، وأخ فاقد الحيلة، وتعيش في واقع قهري، لا يجيد سوى خفضها اجتماعياً، وتجريدها من إنسانيتها. أما المخرج منصور الظاهري فيفضح من خلال العالم الافتراضي في فيلم «سراب.نت» الطرق الملتوية لبعض الشباب الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لخداع الفتيات الباحثات عن فارس الأحلام، بما يحوّلهن إلى ضحايا عبث أولئك الشبان وطيشهم. وللمرة الأولى عالمياً سيكون الجمهور على موعد مع «تمرّد»، والمخرج والكاتب إبراهيم المرزوقي الذي يراقب عن كثب المشكلة الغريبة التي يعانيها طباخ يقوده حظه العاثر إلى مواجهة شديدة الغرابة. وفي محاولة جادّة لكشف الغموض، يخترق المخرجان حميد العوضي وعبدالله الجنيبي حياة مجموعة من الأصدقاء في فيلم «الطريق» ليستكشف مع الجمهور تفاصيل قصتهم الغربية. وسيكتشف جمهور السينما أن فيلم «الفيل لونه أبيض» مع المخرج الحائز العديد من الجوائز الدولية، وليد الشحي، يقدّم أطول لقطة في فيلم إماراتي ، التي تبلغ مدتها ثماني دقائق ونصف الدقيقة من دون انقطاع. يعود المخرج في فيلمه هذا، إلى بيئة إماراتية تقليدية، حيث يعيش فتى في مقتبل العمر، بين وطأة الفقد وهاجس الموت، ويخوض صراعاً مع حاضره، ربما يرسم مستقبله، ويترك بصيصاً من أمل. كوميدياً، يداعب المخرج ماهر الخاجة جميع المرتبطين عاطفياً في «يجب أن نتحدث»، الذي يتعرّض للجانب الفكاهي للعلاقات الاجتماعية مُستوحياً ذلك من واقع قصة حقيقية، حيث الاستجوابات التي يفرضها أحد الطرفين، والمآسي التي يمكن أن يتعرّض لها أحدهم بسبب تلك الورطة العاطفية. ولمزيد من التوغّل في جوانب العلاقات الإنسانية يعود المخرج أحمد زين في «صافي» إلى الأيام الخوالي، في قصة عفوية تسترجع الذكريات الجميلة، في قصة الصراع بين الهوائي القديم وبين عفوية الصغار عندما قرروا متابعة أحد الأفلام القديمة والمميزة، التي ظلّ اسمها عالقاً في أذهان الجميع، ولكنهم فشلوا في تثبيت المحطة التلفزيونية، ولم يستطيعوا مشاهدة هذا الفيلم، في ذلك الجو الحار جداً، ليندبوا حظهم ويقضوا وقتهم بلعب الورق والاستمتاع بمشروب «الفيمتو» المثلج، وفي لحظات ينتقل المشاهد إلى مشهد الهوائي الجديد الذي غيّر حياتهم، وجعل كل دول العالم تتقارب أصواتها وصورها بلمسة زر واحدة.