أعلنت إدارة مهرجان دبي السينمائي الدولي، والمقرر عقده في الفترة من التاسع وحتي السادس عشر من ديسمبر المقبل، عن القائمة النهائية للأفلام المحلية المنافسة على جائزة "المهر الإماراتي"، والتي تتضمن عشرة أعمال لمخرجين إماراتيين، فضلاً عن أن ستا من الأعمال التي تم ترشيحها للتنافس سيتم عرضها عالمياً للمرة الأولى. قال المدير الفني للمهرجان مسعود أمر الله آل علي: "تحتفي جائزة "المهر الإماراتي" بالمُنجز السينمائي للمخرجين المحليين، وتوفّر لهم أرضية خصبة يقدّمون من خلالها إبداعات صناعة السينما الإماراتية للجمهور العالمي، ونحن نفخر بعرض تلك الأعمال الممهورة بأسماء مخرجين من أبناء البلد، والتي تميّزت برقيّ أفكارها وجودتها، ونتشرّف باختيارها للتنافس على جائزة "المهر الإماراتي"، ونأمل أن يكون التنافس على الجائزة في اتجاه ترسيخ المستقبل السينمائي للمبدعين الإماراتيين، ومصدراً لإلهام الجيل التالي من المخرجين المواطنين. وتعود الفنانة التشكيلية والكاتبة والمخرجة الإماراتية منى العلي التي تمّ ترشيحها لجائزة "المهر الإماراتي" في 2010، هذا العام بفيلم "دوربين"، الذي يناقش قضية إنسانية بحتة، هي اختلاف وجهة نظر الناس تجاه الحياة، على الرغم من أنها حياة واحدة بالنسبة للجميع، فالتشاؤم مدعاة لأن نراها مظلمة، والسعادة تظهرها برَّاقة، وما بينهما يأتي "دوربين" أو المنظار الذي ننظر من خلاله إلى هذه الحياة، لتبقى نظرة الصبي معبراً إلى حياة مشرقة. ومن خلال "رذاذ الحياة" تتّبع المخرجة فاطمة عبدالله النايح، الحائزة على جائزة "أفضل موهبة صاعدة" في "مهرجان الخليج السينمائي"، خطوات عائشة، تلك الفتاة التي تنطلق بكل نشاط وحيوية لا تنقطع استعداداً ليوم الزفاف، لكن الفرح ينقلب فجأة إلى حزن. في عرضها العالمي الأول، تشارك المخرجة أمل العقروبي وفيلمها "نصف إماراتي" الذي يناقش قضية اجتماعية يجسدها خمسة مواطنين إماراتيين يتشاركون المعضلة ذاتها، ويتبادلون قصصهم عن التحديات التي تواجههم، كون أحد الوالدين من جنسية غير إماراتية. يستكشف الفيلم ما يتوقّعه المجتمع منهم، ومدى احتضانهم في الثقافة التي ينتمون إليها. وفي قضية اجتماعية تتناول علاقة المرأة المُعقَّدة مع المجتمع، يضع جمعة السهلي أمام المشاهدين "رأس الغنم" في محاولة لا تنقصها الجرأة، حيث يخترق بعدساته حياة تلك الإنسانة التي تتخبّط بين سيطرة والدها، وتسلّط زوجها، وأخ فاقد الحيلة، وتعيش في واقع قهري، لا يجيد سوى خفضها اجتماعياً، وتجريدها من إنسانيتها. إنها كما الشاة التي تذهب على مذبح التضحية بها، دفاعاً عن أفكار ومعتقدات وعادات بالية، بينما تصرّ المرأة على أن يكون لها شخصيتها، وحياتها كإنسانة. يفضح المخرج منصور الظاهري من خلال العالم الافتراضي في فيلم "سراب.نت" الطرق الملتوية لبعض الشباب الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي لخداع الفتيات الباحثات عن فارس الأحلام، بما يحوّلهن إلى ضحايا عبث أولئك الشبان وطيشهم، ويجعل من وسائل الاتصال الحديثة في أيدي هؤلاء الشبان أداةً، لا تراعي عادات وتقاليد المجتمع. ولأول مرّة عالمياً يعرض فيلم "تمرّد"، للمخرج والكاتب إبراهيم المرزوقي الذي يراقب عن كثب المشكلة الغريبة التي يعاني منها ذلك الطباخ البائس، الذي يقوده حظه العاثر إلى مواجهة شديدة الغرابة! إذ أنه يعيش حيث عمله في أحد البيوتات، ويخوض صراعاً نفسيا وجسدياً مع يده اليسرى، ويسعى جاهداً للتخلّص من هذا الصراع. ويخترق المخرجان حميد العوضي وعبدالله الجنيبي حياة مجموعة من الأصدقاء في فيلم "الطريق" ليستكشف مع الجمهور تفاصيل قصتهم الغربية، التي تتصاعد أحداثها في سلسلة مثيرة للفضول، ستكون كفيلة بتغيير مجرى حياتهم إلى الأبد. أما فيلم "الفيل لونه أبيض" للمخرج وليد الشحي، يقدّم أطول لقطة في فيلم إماراتي حتى الآن، والتي تبلغ مدتها ثماني دقائق ونصف دون انقطاع. يعود المخرج في فيلمه هذا، إلى بيئة إماراتية تقليدية، حيث يعيش فتى في مقتبل العمر، بين وطأة الفقد وهاجس الموت، ويخوض صراعاً مع حاضره، ربما يرسم مستقبله، ويترك بصيصاً من أمل. ويشارك المخرج ماهر الخاجة بفيلم "يجب أن نتحدث"، الذي يتعرّض للجانب الفكاهي للعلاقات الاجتماعية مُستوحياً ذلك من واقع قصة حقيقية، حيث الاستجوابات التي يفرضها أحد الطرفين، والمآسي التي يمكن أن يتعرّض لها أحدهم بسبب تلك الورطة العاطفية، ولمزيد من التوغّل في جوانب العلاقات، أما المخرج أحمد زين يعرض له فيلمه الجديد "صافي".