حذّر سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة الجمعة يوم أمس من المظاهرات والاعتصامات التي تجر إلى الفوضى والبلاء للأمة وتفريق الصف وتدمير الممتلكات. مبينًا أنه لابد من كل راع أن يراعي رعيته فالمسؤول لا بد أن يراعي شؤون رعيته فيسوسهم سياسة حكيمة يكون فيها الصلاح قدر الاستطاعة لحل مشكلاتهم والتخفيف من معاناتهم، ومن حقهم عليه تأمين حاجاتهم والسعي في تحقيقها وتسهيل أمورهم، كما أن من حقهم عليه أن يسوسهم بالعدل في المعاملة والرعاية وعدم التفرقة بينهم بغير سبب شرعي، فإن العدل سبب في صلاح المجتمع، وصلاح الدولة وشؤونها، وبالعدل تتآلف القلوب وتجتمع الكلمة ويدحر الشر والفساد، مشيرًا إلى أن العدل لا يستقيم إلا بوجود إمام عادل يسوس الأمة سيادة خارجية تقتضي رد الأعداء وردعهم، وتقدم بالسياسة والسيادة والحذر من تلونها. وأضاف المفتي أن السياسة الحكيمة تضبط أمور البلاد وتقيها الفساد والشر وتخلصها من المتآمرين وحقد الحاقدين، ومن السياسة الحكيمة سياسة هذه البلاد التي جنبتها الأضرار والمساوئ. وأما السياسات الأخرى لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة ولا يهم الخلق صلحوا أم فسدوا، سفكت الدماء أم لم تسفك، ودمرت الممتلكات أم لا. السياسة الحكيمة ترصد كل الأحداث وتضع النقاط على الحروف تجنب البلاد المخاطر والأضرار، فتحكم بالعدل بين أفراد مجتمعها وتجنبهم الظلم. وأردف المفتي إن من حق الراعي على رعيته أن يكونوا ساعين للإصلاح يدعون له بالتوفيق والسداد، حريصين على الأمن والاستقرار والطمأنينة بعيدين عن الدعاوى الضالة كإثارة الفوضى والاضطرابات التي تعد من شعارات الجاهلية، فهذه الفوضاويات والمظاهرات لا يرضى بها مسلم يؤمن بالله لما فيها من الضرر والبلاء للأمة وتفريق القلوب والصفوف وتدمير الممتلكات. مبينًا أن من أعظم حقوق الراعي على رعيته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية الأخلاق والأعراض والبعد عن كل رذيلة. وأشار المفتي إلى أنه على الآباء أن يراعوا أبناءهم ويعاملوهم المعاملة الحسنة وينصحوهم ويسعوا لإصلاحهم فلا يتركونهم دون رقيب ولا حسيب فيعرفون من أصحابهم ويحذرونهم من رفقاء السوء والفساد وأصحاب الأفكار المنحرفة والضالة ومروجي المخدرات، فالأباء مؤتمنون على أبنائهم، ومن حق الأبناء على أبيهم أن يمنعهم من المواقع السيئة والوسائل السيئة والمفسدة. موضحًا أنه يجب على القاضي أن يعدل في حكمه ولا يحيد عن العدل فيه ولا تميل نفسه لخصم دون آخر فيقع في الظلم الذي حرمه الله على عباده.