الكويت - 27 - 10 (كونا) -- تستقبل دولة الكويت غدا أمير دولة قطر الشقيقة سمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي يقوم بزيارة رسمية الى البلاد تستغرق يوما واحدا هي الاولى منذ توليه سدة الحكم في شهر يونيو الماضي. ومن المقرر أن يجري سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وأخيه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مباحثات رسمية تتناول سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين بما يعود بالخير والازدهار على شعبيهما اضافة الى تبادل الرأي حول أبرز القضايا والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية. وترتبط القيادتان الكويتيةوالقطرية بعلاقات راسخة ومتميزة فقد كان سمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه أول قائد عربي يصل الى (الدوحة) للتهنئة بتسلم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم. كما قام سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح حفظه الله بزيارة رسمية الى (الدوحة) في شهر يناير عام 2007 منح خلالها قلادة الاستقلال من سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر السابق وبالمثل كانت أول زيارة خارج البلاد لسمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بعد تسميته رئيسا لمجلس الوزراء الى دولة قطر ما يعكس عمق العلاقة بين البلدين الشقيقين. واستكمالا لهذه الزيارات الثنائية المتبادلة تأتي زيارة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى الكويت غدا لتضيف لبنة جديدة في صرح العلاقات الراسخة بين البلدين والتي تبلورت على مدى مئات السنين لتصل الى أوج نضوجها عام 1990 ابان الغزو العراقي للكويت حيث هبت قطر حكومة وشعبا لتقف موقفا صلبا قي الدفاع عن الكويت مسطرة أجمل الملاحم في التكاتف والتعاون بين الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي. ولم يكن هذا الموقف بالغريب على الاشقاء في قطرفالكويتوقطر ارتبطتا بعلاقات وثيقة في مختلف المجالات سواء على المستوى الثنائي أو ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي ففي الجانب الاقتصادي يرتبط البلدان بعدة اتفاقيات من أبرزها اتفاقية التعاون الاقتصادي التي وقعها الجانبان في فبراير عام 1982 الى جانب اتفاقية ربط شبكتي الصرف الآلي بين البنوك الكويتيةوالقطرية المبرمة في شهر أكتوبر عام 1997 على ضوء الاتفاق بين بنك الكويت المركزي ومصرف قطر المركزي. وتتويجا للعلاقات الاستثنائية بين البلدين الشقيقين تم التوقيع في شهر يونيو 2002 على اتفاقية تشكيل اللجنة العليا المشتركة للتعاون برئاسة وزيري خارجية البلدين ونصت في ديباجتها على ان قيام هذه اللجنة يأتي "انطلاقا من علاقات الأخوة الراسخة وتجسيدا للرغبة المشتركة في تعزيز روح التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين ودعم مسيرة التعاون بينهما في مختلف المجالات". وقد شملت الدورة الاولى للجنة المشتركة الكويتيةالقطرية التوقيع على محضر الاجتماع الذي اشتمل على أوجه التعاون في مجالات الخارجية والدفاع والامن والاقتصاد والتجارة والاستثمار والقطاع الخاص والبترول والكهرباء والماء والصناعة والتربية والتعليم العالي والخدمة الاجتماعية والتنمية الادارية والعمل والاسرة والاعلام والشباب والجمارك والنقل الجوي. وعقدت اللجنة العليا المشتركة اجتماعات دورتها الثانية التي استضافتها العاصمة القطرية (الدوحة) في شهر ابريل عام 2005 حيث اختتم الجانبان الكويتيوالقطري اجتماعاتهما بالتوقيع على عدد من برامج التعاون في مجالات التربية والاعلام والمعارض والمؤتمرات بما من شأنه تدعيم أواصر التعاون بين الدولتين في هذه المجالات الحيوية. أما في مجال التعاون التجاري فقد شهدت حركة التجارة بين الكويتوقطر تقدما ملحوظا خلال السنوات الماضية حيث ارتفعت قيمة الصادرات بين البلدين في الفترة بين العامين 2005 و 2009 على سبيل المثال من 1ر6 ملايين دينار كويتي الى 4ر14 مليون دينار بما يقارب معدل زيادة يصل الى 55 في المئة بينما زادت الواردات من 2ر3 مليون دينار الى 1ر5 مليون دينار. ولم تقتصر العلاقات الاقتصادية الكويتيةالقطرية على الجانب الرسمي فقط بل تعدته الى شراكة ناجحة ومتميزة بين القطاع الخاص في كلا البلدين اذ تعتبر الشركة الوطنية للاتصالات في الكويت أحد أبرز الامثلة على التعاون الاستثماري المثمر بين البلدين على مستوى القطاع الخاص. واستكمالا لمنظومة العلاقات المتميزة بين الشعبين الشقيقين تم الاعلان في ديسمبر 1995 عن قرار السماح للمواطنين الكويتيينوالقطريين بحرية التنقل والسفر من والى البلدين في جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية بموجب البطاقة المدنية. وعلى صعيد العلاقات الثقافية بين الكويتوقطر وقع البلدان في نوفمبر 1981 اتفاقية لانشاء مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية كما يشترك البلدان في مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي يلعب دورا مهما في تعزيز أوجه التعاون التربوي بين دول مجلس التعاون الخليجي. كما يشكل التعاون التربوي والتعليمي أحد القطاعات المهمة ضمن مجالات التعاون بين الكويتوقطر خصوصا في السنوات الأخيرة حيث أتاحت المنح التعليمية المتبادلة بين البلدين فرصا عديدة للكثير من طلبة الكويت للدراسة في العديد من أفرع أفضل الجامعات العالمية التي تم افتتاحها في قطر. ومن بين تلك الجامعات جامعة (وايل كورنيل) و(كارنيغي ميلون) و(جورج تاون) اضافة الى انضمام طلبة الكويت الى أكاديمية (قطر) للقادة التي تجمع بين الدراسة العلمية والعسكرية.(النهاية) غ ح / ت ب كونا271427 جمت اوك 13