أنقرة، برلين (أ ف ب، د ب ا) - بدأ خبراء عسكريون من حلف شمال الأطلسي «الناتو» أمس، جولة تفقدية بمحافظة ملاطيا جنوب شرق تركيا على المواقع التي قد تنشر فيها بطاريات صواريخ باتريوت التي طلبت حكومة أنقرة من الحلف نصبها قبالة الحدود السورية، على ما أفادت وكالة أنباء الأناضول. في حين جدد موسكو على لسان نائب وزير الخارجية الروسي أندريه دينيسوف قولها إن نشر أنظمة باتريوت على الحدود التركية السورية، من شأنه أن يخلق مزيداً من المشاكل بدلاً من حلها، حسبما ذكرت وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية للأنباء. وقالت وكالة الأناضول أمس، إن خبراء الناتو الذين وصلوا إلى أنقرة أمس الأول، تفقدوا قاعدة عسكرية بمحافظة ملاطيا جنوب شرق البلاد تؤوي سلفاً نظام رادار إنذار ضمن الدفاعات المضادة للصواريخ التابعة للأطلسي. ويجب أن توافق الدول الأعضاء الأخرى ال27 في الحلف رسمياً على طلب حليفتهم التركية خلال الأيام المقبلة. وإزاء المخاوف من امتداد النزاع السوري إلى أراضيها، طلبت أنقرة الأسبوع الماضي من الحلف الأطلسي بنشر صواريخ باتريوت أرض جو قرب الحدود السورية، مما أثار غضب نظام الرئيس بشار الأسد ودفع بحليفتيه روسيا وإيران إلى تحذير تركيا. وكررت الحكومة التركية على غرار قادة الأطلسي خلال الأيام الأخيرة، التأكيد على أن مهمة صواريخ باتريوت محض «دفاعية» وأنها لن تستعمل لإقامة منطقة حظر جوي شمال الأراضي السورية. وذكر عسكري تركي أن 4 بطاريات قد تنشر في ملاطيا وديار بكر وسنليورفا جنوبتركيا، الأمر الذي يقتضي نشر نحو 400 جندي أطلسي في تركيا من البلدان الثلاثة المالكة نظام باتريوت وهي الولاياتالمتحدة وهولندا وألمانيا. من ناحيته، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه دينيسوف في مؤتمر صحفي ببرلين بعد افتتاح مؤتمر دولي حول قضايا الأمن والدفاع الأوروبي «مؤتمر برلين للأمن»، يستمر يومين، «لاتروقنا هذه الفكرة ( نشر باتريوت) لأننا نرى في طياتها تهديدات خفية». وتابع «إذا تم التخلص من المشاكل والصعوبات المصاحبة لهذه التهديدات الخفية.. أو إذا قدم شركاؤنا تفسيرات واضحة للمعنى الحقيقي وراء القرار بنشر هذه الصواريخ ، فإن ذلك سيساهم في جهود السلام». وأشار إلى أن «أنظمة باتريوت تعد سلاحاً خطيراً ويجب أن تكون موجهة ضد تحديات خطيرة. هذا هو السبب في أن لدينا أسئلة من قبيل: ما نوع التحديات التي تستهدفها، ومن يهدد من، ومن أين يأتي التهديد؟». وتابع الدبلوماسي الروسي قائلاً: «جميع الإجابات التي نتلقاها تقتصر على تصريحات مهدئة». واستطرد «لكن عند أخذ المشاكل السياسية والعسكرية في الاعتبار، فإننا نريد تفسيرات واضحة وشاملة».