بوتين يبحث مع أردوغان الأزمة السورية أكدت دمشق أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبها تحت أي ظرف كان، وحذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون النظام السوري من استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه، يأتي هذا في وقت وصل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا لبحث قضايا عدة على رأسها الأزمة السورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر قوله إنه تعقيبا على تصريحات كلينتون التي حذرت فيها دمشق من احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية، فإن سوريا تؤكد مرارا وتكرارا أنها لن تستخدم مثل هذه الأسلحة، إنْ وجدت، تحت أي ظرف كان. وكانت كلينتون قالت للصحافيين اليوم في أعقاب لقائها وزير الخارجية التشيكي كاريل شوارزنبرغ إن موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة، وأضافت "مرة أخرى نوجه تحذيرا شديدا جدا إلى نظام الرئيس بشار الأسد بأن سلوكه مشين وأعماله ضد شعبه مفجعة". وأوضحت أنها لن تتحدث عن أي إجراءات محددة قد تتخذها بلادها في حال بروز إثباتات ذات مصداقية على استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد شعبه، لكن "يكفي القول إننا سنتحرك بالتأكيد في حال حدوث هذا الأمر"، دون الكشف عن تفاصيل إضافية عن طبيعة خطط التحرك. وتأتي تحذيرات كلينتون الشديدة اللهجة بعدما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش السوري نقل أسلحته الكيماوية في الآونة الأخيرة مما حدا بالولايات المتحدة وحلفائها إلى نقل تحذير إلى الأسد عبر روسيا ووسطاء آخرين. وطبقا لمسؤولين اطلعوا على معلومات استخبارية عن سوريا، فإن ما تنوي القوات السورية فعله بتلك الأسلحة يظل أمراً يكتنفه الغموض. غير أن مسؤولا أميركيا قال إن النشاط الذي نراقبه يوحي بأن ثمة حالة استعداد محتملة فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية تتجاوز مجرد نقل ترساناتها من عشرات مواقعها المعروفة داخل سوريا. على أن ذلك المسؤول أحجم عن تقديم مزيد من التفاصيل بشأن ما سيتبع تلك الاستعدادات من تداعيات. زيارة رغم التباين في الأثناء يلتقي اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة. وتأتي زيارة بوتين بعد فتور في العلاقات بين أنقرةوموسكو بسبب تباين موقفيهما من المسألة السورية. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن قوات أمنية كبيرة نشرت لاستقبال بوتين، تشمل وحدات خاصة من الشرطة والقناصة وخبراء متفجرات تمركزوا في مطار أتاتورك في إسطنبول. وخرج العشرات في مظاهرة قرب القنصلية الروسية في إسطنبول وفي أماكن أخرى من المدينة للتنديد بزيارة بوتين للبلاد ودعمه لنظام الأسد ووصفته بأنه "شريكه في قتل السوريين" . وقال مستشار بوتين للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف في بيان إن المفاوضات ستتناول سلسلة مسائل دولية وإقليمية ملحة بينها التسوية وعملية السلام في الشرق الأوسط والوضع في قطاع غزة والأزمة السورية. وبعد الاجتماع، يجري بوتين اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عبد الله غل، حسبما أوضح أوشاكوف. ورغم التباين بينهما في ما يتصل بالسياسة الدولية، عزز البلدان تعاونهما في مجالي الطاقة والتجارة. وتواصل تركيا دعمها للمعارضة السورية المسلحة، في حين تتمسك موسكو بدعم نظام الرئيس بشار الأسد، وتحول دون تبني أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدين النظام. كذلك أبدت روسيا رفضها لقيام الناتو بنشر صواريخ باتريوت قرب الحدود مع سوريا تلبية لطلب أنقرة، معتبرة أن هذا الأمر يفاقم خطر اندلاع نزاع واسع يكون الأطلسي طرفا فيه. نشر باتريوت وأفادت مصادر دبلوماسية بأن وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين سيجتمعون الثلاثاء والأربعاء في بروكسل سيتجاوبون مع الطلب التركي. في غضون ذلك، أوضح مسؤول أميركي كبير يرافق كلينتون في جولتها الأوروبية للصحافيين، أنه حتى لو وافق وزراء خارجية الناتو على هذا الأمر "فلن يكون هناك نشر فوري" لصواريخ باتريوت. وأضاف المصدر -الذي رفض الكشف عن هويته- بُعيد وصول كلينتون إلى العاصمة التشيكية براغ، أن واشنطن "متفائلة برد إيجابي للحلف الأطلسي لمساعدة تركيا في تعزيز دفاعها الجوي"، لكن "هذا الأمر سيتطلب على الأرجح أسابيع عدة على الأقل". وطالبت أنقرة بنشر بطاريات مضادة للصواريخ بعد مقتل خمسة مدنيين في بلدة أقجة قلعة الحدودية جراء سقوط قذائف أطلقت من سوريا في الثالث من الشهر الماضي. ولا تتمثل مهمة صواريخ باتريوت من طراز "باك-3″ في التصدي لتهديد مماثل بل في اعتراض الصواريخ البالستية مثل سكود التي تملكها سوريا. وتفقد خبراء من الناتو خلال الأيام الأخيرة المواقع التي قد تنشر فيها بطاريات باتريوت في تركيا على الحدود التركية السورية التي يبلغ طولها ثمانمائة كيلومتر. وأفاد مصدر عسكري تركي بأن أربع بطاريات قد تنشر في ملاتيا وديار بكر وسنليورفا (جنوب البلاد)، الأمر الذي يقتضي نشر نحو أربعمائة جندي من بلدان الناتو في تركيا. اخبارية نت – الجزيرة نت