اعتبر رئيس حزب الاتحاد وزير الدفاع اللبناني السابق عبد الرحيم مراد أن ما يجري في طرابلس شمال لبنان يتماهى مع ما يجري من أحداث في سوريا، فكلما احرز الجيش السوري العربي تقدماً زادت حدة الاشتباكات في طرابلس. بيروت (فارس) وقال مراد في حوار خاص مع مراسل وكالة فارس في بيروت "هناك معركة بدأت في القلمون وللأسف الشديد هناك من يقول بأن القلمون مقابل جبل محسن". ولفت في السياق الى أنه "لا يجوز أن يستمر الوضع على هذا النحو وعلى المسؤولين في الدولة (اللبنانية) أن يتنبهوا الى خطورة ما يجري في الشمال ولا يجوز مطلقاً اعتبار أمن المواطن في طرابلس والشمال رسائل بريد". وأشار مراد، عند سؤاله عن الحكومة والصيغة المطروحة، أي 9-9-6، الى أنها صيغة غير عادلة، و"أن الحكومة التي ينادون بها ستدفع بالوطن الى عدم الاستقرار والانفلات من الضوابط الاساسية لمسار العمل الرسمي"، واعتبر أن "المطلوب من الرئيس المكلف تمام سلام اليوم أن يحسم أمره بمسألة التشكيل ويتخطى الحواجز الإقليمية الموضوعة أمامه ويستجيب لحاجة المواطن في تشكيل حكومة تتوافق مع الأحجام النيابية والشعبية لتأتي الحكومة تعبيراً عن طموحات اللبنانيين". وحول سوريا ومؤتمر جنيف 2، لفت مراد الى أن سوريا أعلنت موقفها أكثر من مرة على لسان الرئيس بشار الأسد الذي قال بأن "سوريا جاهزة للذهاب إلى جنيف دون قيد أو شرط"، ولكن السؤال المطروح "من سيمثل المعارضة المنقسمة على نفسها، لاسيما وأن المقاتلين في المعارضة السورية تحركهم أميركا وقطر والسعودية وتركيا". وأضاف مراد: "قطر تراجعت وبقيت السعودية وتركيا، والأمور لن تحل في سوريا إلا إذا توقف تدفق المقاتلين إلى سوريا وإمدادهم بالمال والسلاح". وعند سؤاله عن موعد انعقاد مؤتمر جنيف، قال مراد: "أعتقد أن الظروف السياسية لم تنضج بعد من أجل تحديد موعد لانعقاد مؤتمر جنيف، صحيح أن هناك اتفاقاً من حيث المبدأ بين الروس والأميركيين على عقده ولكن تحديد ساعة الصفر لانعقاده لم تنضج بعد. والميدان هو الذي سيحدد هذا الأمر بل ربما يكون للتقدم الميداني الكبير للجيش السوري دور في انعقاده، فبالنهاية الانتصارات التي يحققها الجيش السوري على المعارضة ستثمر في النهاية في دفعها للجلوس إلى طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط". وأضاف: "قد تفضي هذه المفاوضات إلى قيام حكومة بصلاحيات تقوم بالتحضير للانتخابات القادمة، وإن الشعب السوري هو الذي يقرر من سيكون رئيس سوريا المقبل، وهذا ما أشار إليه الرئيس الأسد بقوله انه مستعد للترشح في حال موافقة الشعب السوري". وعن ايران والحوار مع أميركا، اعتبر مراد أن التقارب الأميركي - الإيراني "سيكون له أثرا إيجابيا على ما يحدث في سوريا؛فإيران حليفة لسوريا وهي محل ثقة لحلفائها، وأن المهم أن يسلم الأميركي بحق إيران في الحصول على الطاقة النووية السلمية وأن لا يتخذ من الأمر ذريعة للضغط على الشعب الإيراني. علماً أن قادة إيران كانوا قد أعلنوا أنهم غير معنيين بإنتاج أسلحة نووية لأسباب شرعية وهذا دليل على الصدق الذي تتحلى به القيادة الايرانية والتي تحوذ على إعجاب العالم لأن كل ممارسات القيادة الإيرانية تنطلق من القواعد الشرعية لروح الإسلام الحقيقي". واختتم مراد بالقول إن "اقتراب الإيرانيين من الأميركيين ليس تحركاً إعلامياً، انما تحرك مدروس بعناية يرتكز الى احترام حق إيران في امتلاك التكنلوجيا النووية للاستخدام السلمي، ولكن يبقى للأميركيين أن يكونوا صادقين في هذا التقارب وأن يتلقفوا الخطوة الإيجابية الإيرانية وأن يلاقوها في منتصف الطريق، واعتقد أن النتائج ستكون إيجابية فيما يتعلق بمختلف القضايا وليس فقط بالأزمة السورية". /2336/