غزة ‘القدس العربي': توترت الأجواء السائدة في قطاع غزة بين حركة حماس الحاكمة، وجيش الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب غارة جوية نفذتها مقاتلات حربية إسرائيلية شمال قطاع غزة، عقب إطلاق أربعة صواريخ من على مناطق في النقب الغربي، فأخلت أجهزة الأمن في غزة مقراتها، تحسبا من هجمات إسرائيلية مباغتة. ونفذت مقاتلة إسرائيلية نفاذة غارة جوية على أرض خالية تقع شمال قطاع غزة، وأطلقت صاروخين متتاليتن ما أدى إلى إحداث أضرار مادية في المنطقة. وقال شهود من المنطقة أن ألسنة لهب كبيرة تصاعدت من مكان القصف، غير أن الغارة لم تحدث وقوع إصابات في صفوف السكان، لكنها أحدثت حالة من الهلع والخوف الشديدين في صفوف السكان، لا سيما الأطفال، الذين سمعوا أصوات انفجارات هائلة، إذ وقع القصف على مقربة من أحد المدارس هناك. ولم تشهد مناطق قطاع غزة غارة كهذه منذ أشهر، في ظل حالة التهدئة القائمة منذ نوفمبر من العام الماضي، بين حركة حماس وإسرائيل برعاية مصرية والتي تنص على وقف الهجمات المتبادلة. واعتبرت حركة حماس في بيان لها أن الغارات التي شنتها إسرائيل تعد ‘تصعيداً استعراضياً هدفه إرهاب الآمنين من أبناء شعبنا'، وحملت ‘العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن أية آثار أو تداعيات لهذا التصعيد'. كذلك حذرت من مغبة استغلال الظرف العربي والمفاوضات والتنسيق الأمني ل ‘العدوان على قطاع غزة بالتزامن مع الحملة الأمنية الشرسة في الضفة الغربية والتي تم خلالها اعتقال العشرات من الطلاب والشخصيات الوطنية بالتنسيق مع السلطة'. وأكدت أن ‘العدو لن يفلح في تمرير ما يصبو إليه من خلال جسه لنبض المقاومة واختباره لصبرها'. وقال متحدث عسكري إسرائيلي أن سلاح الجو نفذ غارة على أهداف فلسطينية في شمال غرب قطاع غزة، ردا على قيام نشطاء بإطلاق قذائف صاروخية على منطقة ‘أشكلون' في ساعات الفجر، مشيرا إلى أن الغارة استهدفت منصتين لإطلاق القذائف الصاروخية تم إخفاؤهم تحت الأرض. وطلب الجيش من سكان ومزارعي المستوطنات القريبة من حدود القطاع ترك حقولهم بعد إطلاق الصواريخ، خشية من هجمات جديدة. وقالت إسرائيل أن رئيس المجلس الإقليمي ‘شعار هانغيف' في النقب الغربي ألون شوستير طالب وزير الجيش موشيه يعالون بعقد اجتماع طارئ حول تصاعد الأوضاع الأمنية في جنوب إسرائيل. وفي قطاع غزة لم تتبن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ التي استهدفت جنوب النقب الغربي، غير أن إسرائيل عادة ما تحمل حركة حماس الحاكمة مسؤولية الأوضاع. وجاءت الهجمات بعد أيام قليلة من قيام قوات الاحتلال بتنفيذ عدة عمليات توغل برية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، خلافا لاتفاق التهدئة المبرم، حيث هاجم مسلحون فلسطينيون أول أمس قوة إسرائيلية كانت تنفذ عملية توغل بعدد من قذائف الهاون. ومع تصاعد نبرة التهديد الإسرائيلية، خاصة عقب تنفيذ الغارات الجوية سارعت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في قطاع غزة إلى إخلاء جميع مقراتها الأمنية. ونفذ أفراد الأمن خطة أعادوا خلالها الانتشار في محيطات مقرات الأمن، تحسبا من هجمات إسرائيلية مباغتة. وقالت وزارة الداخلية في حكومة حماس في بيان لها عقب القصف انها تتابع ما يجري في قطاع غزة، بعد القصف الإسرائيلي، وطمأنت السكان. وقال مدير المكتب الإعلامي في الوزارة إياد البزم ‘الوزارة تتابع ما يجري من تصعيد الاحتلال ضد القطاع′، لافتا إلى أنهم بالوزارة قاموا باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية أبناء الشعب بعد غارة الاحتلال.