هل نحن شعب يحب الفرح والمرح، وهل الفرد فينا يجتهد في إسعاد ذاته والآخرين من حوله؟ وما هي طرقنا في التعبير عن حالة الفرح حين نعيشها -إن كنا نعيش ذلك فعلا- وهل تطورت طرق تعبيرنا عن الفرح بتطور حياتنا الاجتماعية والحضارية وتوفر الأموال التي تمنح القدرة على شراء وجلب كل الوسائل التي يمكن أن تساعد على تسهيل الحياة وتوفير المتطلبات التي تمنح المرء القدرة على مواجهة صعوبات الحياة وحل بعض مشاكله وإن كانت لا توفر السعادة ولا تجلب الفرح الذي يجب أن ينشأ من الداخل. إن المشكلة الحقيقية هي مشكلة داخلية تخص تكوين المرء وتربيته، ثم تعليمه وحياته في المجتمع، والأفراد قادرون على الاستفادة وتعديل السلوك والانخراط في فعل الجماعة والمجتمع. ومهما قيل عن المجتمعات البدوية التي تعيش في الصحراء وتكتسب بعض صفات هي انعكاس لطبيعة الحياة الجافة القاسية، ومهما قيل عن القادمين من بيئات مختلفة تختلف قيمها وعادات وأساليب حياتها ومعاناتها التي تنعكس على حالاتها النفسية وطرق تعبيرها، فإن المجتمع السعودي الذي مضى عليه أكثر من ثمانين عامًا قد تدرج في حياة اجتماعية منظمة، وحظي بنصيب وافر من التعليم، وانفتح على المجتمعات المتحضرة، وعايش تطبيق الأنظمة وتطور اللوائح والتعليمات التي تضبط السلوك وحركة الناس وتصرفاتهم، ومن هنا فإن ما يحدث في بعض المناسبات كالأعياد والاحتفال باليوم الوطني أوحتى الفرح بفوز فريق رياضي أومنتخب المملكة في مباراة يجب أن يكون التعبير عن الفرح بأسلوب يعكس وعينا وقيمنا وأخلاقنا بعيدًا عن الأساليب التي يخيل إلى من يشاهدها أن هؤلاء لا يهمهم الوطن ولا مكتسباته ولا إخوتهم من المواطنين الآخرين، وأن هؤلاء لا يعبرون عن فرح بل، يعبرون عن غضب من خلال سلوك غريب، وقد آن الأوان لنعبر عن الأفراح بعيدًا عن غضب الشباب وتجهّم الشيوخ.