استنادًا إلى تقرير منظمة الصحة العالمية؛ فقد احتلت المملكة المرتبة الرابعة من بين خمس دول خليجية في نسبة الإنفاق الصحي السنوي لعام (2011)، حيث أشارت إلى أن مجموع النفقات الصحية للفرد (الواحد) (901) دولار، وأن مجموع النفقات الصحية كنسبة مئوية من الناتج القومي الإجمالي لعام (2011) هي 3.7%، وبالفعل لو قارنّا هذه النسب بدول أخرى مجاورة للمملكة؛ لوجدنا أن الفارق يستدعي البحث والاهتمام والتركيز من قبل المتخصصين؛ بهدف بذل المزيد من الاهتمام لتحسين الأداء ورفع مستوى الرعاية الصحية، فرغم أن موازنة وزارة الصحة الأخيرة بلغت أكثر من (39) مليار ريال وهي تمثل 6.9% من حجم الموازنة العامة، إلا أن الواقع القائم على الاحتياج الفعلي يظل يشكل تحديًا كبيرًا للوزارة.. وأهم التحديات هي التي أشارت إليها الوزارة في الخطة الإستراتيجية التي عرضتها على مجلس الشورى قبل عامين، وما جاء فيها إلا تأكيدًا لطموح المسؤولين في الوزارة.. ولكنها تصطدم بمعوقات قد لا نستطيع التغلب عليها بسهولة، فمثلًا عدد الأسرة في مستشفيات الوزارة وفقًا للتقرير الإحصائي الصادر عام 1432ه يشير إلى وجود 34.450 سرير بمعدل سرير واحد لكل (824)، بينما الاحتياج الفعلي يتطلب زيادتها بنسبة 145% حتى عام (2025).. وهذا بالطبع تحدٍ كبير. وباطلاعي على تفاصيل الكتاب الإحصائي للوزارة لعام 1432ه.. وجدت أنه بالفعل يحوي معلومات هامة.. ومما شد انتباهي المعلومات التالية: أولًا: نسبة شغل الأسرّة في مستشفيات وزارة الصحة كانت كالتالي: (المستشفيات العامة 57% - الصحة النفسية 85.1% - النساء والولادة 69.1%).. والسؤال: هل تدنِّي نسبة شغل الأسرّة في المستشفيات العامة والنساء والولادة سببها عدم الاستغلال الأمثل والكامل للموارد المتاحة؛ وبالتالي ضعف الأداء الإداري والرقابي؟! أم لسبب قلّة المرضى الذين يحتاجون لتنويم؟ أم لسبب آخر؟! ثانيًا: أشار التقرير نفسه إلى مجموع العمليات الجراحية، التي أجريت في مستشفيات المملكة، حيث بلغت 1.064.850 عملية.. تم إجراؤها وفق الجهات والنسب التالية: (40.4% في مستشفيات وزارة الصحة - 17.6% في مستشفيات الجهات الحكومية الأخرى - 42% بمستشفيات القطاع الخاص (الأهلي).. والسؤال: كيف استطاعت المستشفيات الأهلية وعددها (130) مستشفى أن تجري (447.761) عملية في عام 1432ه.. بينما لم تستطع مستشفيات وزارة الصحة وعددها (251) مستشفى سوى إجراء (430.096) علمية؟ علمًا بأن الأهلية قد بلغ عدد المنومين بها أكثر من 800 ألف مريض؟!.. من المؤكد أن الإجابة على هذا ستعطينا فكرة شاملة عن الأسباب. ثالثًا: مستشفيات الصحة النفسية والصدرية والحميات هي الأكثر إشغالًا للأسرّة، مما يعني إقبالًا كبيرًا على المستشفيات الحكومية المتخصصة، وقلّة الإقبال على المستشفيات الحكومية الأخرى أو الأهلية.. وهنا يبرز تساؤل ملح: متى تتمكن وزارة الحصة من توفير التغطية الصحية في كل مناطق المملكة؟ فأعداد هذه المستشفيات قليلة والإقبال عليها كبير ومتزايد.. أعانها الله؟!. رابعًا: ذكر التقرير أن عدد الأطباء الذين يعملون في وزارة الصحة (251175) طبيبًا وطبيبة، منهم (5683) طبيبًا وطبيبة من السعوديين، وهذا بلا شك يمثل تحديًا زمنيًا يستلزم خطة تأهيل واستقطاب بعيدة المدى للوصول حتى نسبة 50.14% ما بين سعودي وغيره. * عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان