العمى كابوس ممكن تجنبه (جرافيك) افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع رئيس مقر المنظمة الدولية لإنقاذ البصر "سايت سيفرز" في الامارات، المنتدى الخليجي الأول لمكافحة العمى الممكن تجنبه، الذي نظمته المنظمة بفندق فيرمونت دبي أمس بمشاركة أكثر من 200 خبير ومختص وممثلين لأكثر من 65 هيئة ومنظمة محلية وإقليمية وعالمية من أكثر من 13 دولة. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن الإمارات تسعى في ظلِّ القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى توفير نظامٍ صحيّ مُتكامل يأخذُ باستراتيجيات رشيدة للوقاية والعلاج ضمن نظام مجتمعي أوسع ، يهتم بجميع فئات السكان ويوفر للأشخاصِ المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة وكلَّ سُبُلِ الدعمِ والمساندة بما يُمكِّنُهم من الإسهامِ المُنتِج، في مسيرةِ المجتمعِ والدولة . ووجه معاليه الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لدعمه كافة المبادرات الإنسانيةِ والخيرية ومنها تلك المتصلة بصحة الإنسان. وقال معاليه: على وجهِ الخصوص يَتجلَّى ذلك في دعمِ مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية لأنشطةِ منظمة سايت سيفرز والتعاون معها في إنشاءِ مركز الشيخ زايد الإقليمي لرعايةِ مرضى العيون في جامبيا هذا المركز الذي يُقدّمُ خِدْماتِه المتميزةِ لهؤلاءِ المرضى، منذ إنشائه في عام 2007 وإلى الآن. نجاح كبير وأشار معالية إلى أن النجاحَ الكبير الذي نشهدُه لمؤسسة سايت سيفرز وانتشارها الواسع في قاراتِ العالمِ المختلفة. وأضاف معاليه: إننا أمامَ أمراضِ العيون لا يمكنُ أن نقفَ مَكتوفي الأيدي، بل علينا أن نعملَ سوياً، من أجلِ إيجادِ خطط عملٍ قوية ومستدامة، تُحققُ أهدافاً وغاياتٍ طويلةَ المدى، مشددا على ضرورة الاستمرار في دعمِ جهود منظمة سايت سيفرز في تشجيعِ الحكومات ، والأفراد، والمجتمعات، على الاهتمامِ بمرضى العيون، وإزاحةِ الغُمَّةِ عنهم، ووضع وتنفيذ السياسات والإجراءات، التي تحقق ذلك. وتابع: علينا أن نستمرّ أيضاً، في دعمِ جهود بناءِ الطاقات والقدرات المحلية الصحية والطبية والمجتمعية، في مُختلِف مناطق العالم، ليس فقط من أجل علاج المرض، بل وأيضاً من أجلِ التعاملِ الفعّال، بأسلوبٍ شامل مع أسبابِ وآثارِ هذا المرض وتمكين المصابين به من الانخراطِ الإيجابي في حياةِ المجتمع . وأشار معاليه إلى ضرورة تفهم العَلاقةَ بين أمراضِ العيون ومستوى المعيشةِ في المجتمع، ومدى ارتباطِ هذه الأمراض بمستوياتِ الفقر والنظافة ورعايةِ البيئة، ثم اتخاذ الخططَ والاستراتيجياتِ الملائمة، مؤكدا على العلاقة بين أمراضِ العيون والأمراض الأخرى، مثل مرضِ السُّكَّري، وضرورة وضع خططٍ ملائمة للتوعيةِ والوِقاية والعلاج. وطالب معاليه بالاهتمام بجمعِ وتحليلِ البياناتِ والإحصاءات التي تكونُ أساساً فعالاً للعملِ الناجح، ونشر ثقافة التعاونِ والعمل المشترك، بين كافة قطاعات المجتمع باعتبار أن التعاملَ الناجح مع هذا المرضِ يتطلبُ تَضافُرَ الجهود بين الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحية ومؤسسات التعليم ووسائلِ الإعلام ومؤسسات العملِ الخيري والعملِ العام. ولفت معاليه إلى ضرورة الاهتمام بالعمل مع المدارس من أجلِ الفحص المُبكِّرِ للأطفال، وإتاحةِ الفرصِ الملائمة أمام الطلبةِ ضِعافِ البصر للتعلم الناجح والنمو الطبيعي قدر الإمكان. مبادرات علاجية وشهد المنتدى إعلان عدد من المبادرات منها مبادرة أحمد بن عبدالعزيز لعلاج 10 آلاف مصاب في أفريقيا، كما أعلنت جمعية دبي الخيرية بتبرع قيمته 200 ألف درهم لمشاريع مكافحة العمى. وفي ذات السياق تكفلت هيئة الإغاثة الإسلامية في السعودية بمعالجة 2000 مصاب بأمراض العيون في أفريقيا خلال العام المقبل. وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس إتحاد مكافحة العمى لدى إطلاقه مبادرة احمد بن عبدالعزيز آل سعود لمكافحة العمى: إن المبادرة ستساعد في مرحلتها الأولى 10 آلاف شخص على استعادة البصر في افريقيا كما ستتبعها مراحل لاحقة لدعم جهود معالجة الإعاقات البصرية،موضحا أن مشاركة الاتحاد تأتي في إطار تنسيق جهود أنشطة المنظمات الخليجية خاصة وغيرها من المنظمات العاملة في مجال مكافحة العمى، والتي تهدف إلى وضع وتنفيذ الخطط والبرامج الخاصة بمكافحة العمى في أفريقيا وشرق البحرالمتوسط . وأضاف: لقد نشط اتحاد مكافحة العمى في تخطيط وتنفيذ العديد من البرامج في دول المنطقة ومنها برنامج التعامل مع اعتلال الشبكية السكري في الأردن وأيضاً برنامج تطوير خدمات طب العيون في مستشفى موهنبيلي الجامعي في جمهورية تنزانيا وشمل البرنامج تجديد غرفة عمليات العيون بالإضافة إلى توفير الأجهزة الطبية وتدريب الكادر الطبي والتي كانت بدعم من صاحب السمو الملكي الامير احمد بن عبدالعزيز آل سعود. إنقاذ الملايين عبرت الليدي ويلسون نائب رئيس سايتسيفرز عن امتنانها الشديد لجهود الإمارات ودول الخليج عموماً والتي أسهمت ومازالت تسهم في إنقاذ أبصار الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم. وشددت ويلسون على ضرورة تكاتف الجهود الدولية الحكومية وغير الحكومية من أجل الخروج بإطار عمل متكامل من أجل محاصرة الأسباب التي تؤدي إلى العمى، مشيرة إلى أن شخصا واحدا على الأقل يفقد بصره بسبب داء التريكوما الذي تسهل معالجته في المراحل الأولية ولكن بسبب الفقر وانعدام الرعاية الصحية الأولية في العديد من البلدان ينتهي الأمر بالكثير من الناس بالإصابة بالإعاقة البصرية الكاملة. وقال عبدالله النعيمي المدير العام للمنظمة الدولية لإنقاذ البصر في الشرق الأوسط: إن أهمية المنتدى تأتي من واقع أن هناك أكثر من 285 مليون شخص حول العالم يعانون من مشكلات تتعلق بالبصر منهم 39 مليوناً فاقدون للبصر كلياً في حين يواجه العدد الباقي مخاطر بصرية حقيقية. ووفقاً لدراسة حديثة فإن عدد المكفوفين سيرتفع إلى 76 مليوناً بحلول 2020 ما يتطلب بذل مزيد من الجهود على المستويين الدولي والإقليمي.