أكد رئيس الحكومة التونسية علي العريض وجود مساع حاليا للوصول بالحوار الوطني الدائر حاليا بين مختلف الفرقاء السياسيين التونسيين إلى بر الأمان، وإيجاد مخرج ينقذ البلاد مما تعيشه في الوقت الراهن.. وقال العريض خلال حديث لصحيفة «الوطن» القطرية في عددها أمس، الخميس، إن «الحوار الوطني هو نوع من الوفاق بين أهم الأطراف السياسية والاجتماعية، على صيغة لإخراج البلاد من مرحلة شهدت فيها كثيرًا من التجاذبات والصراعات والشكوك المتبادلة، مما أثر سلبًا على وضعها الأمني والاقتصادي وحتى السياسي». وأضاف «نحن كنا قد حددنا أهدافا عليا للبلد خلال هذه المرحلة الانتقالية، مثل أن يكون له دستور وطني وأن تجرى فيه انتخابات ديمقراطية بعد إعداد مستلزماتها القانونية، وتكون الحكومة التي تدير الشأن، لاسيما في مرحلة الانتخابات محل توافق ولا يطعنون في نزاهتها أو ميلها إلى هذه الجهة أو تلك».. وتابع «من أجل إنجاح كل هذه الأهداف ولأجل سد الذريعة أمام كل طعن أو تشكيك أو تردد، ولأجل تعميق الثقة بين كل العقلاء والصادقين لحمل هموم البلد ومواصلة النضال لتحقيق أهداف الثورة من أجل ذلك انتهجنا هذا النهج والمتمثل في حزمة من الإجراءات ومن ضمنها تعهد هذه الحكومة الحالية التي أترأسها بالاستقالة في أجل محدد ووفقا لخريطة طريق متفق عليها، وكل هذا مرتبط ببقية حلقات العمل الباقية أي أنها حزمة مترابطة ومتلازمة». وحول ما يتردد بأن الحكومة التونسية الحالية فاقدة للشرعية، قال العريض «هناك أصوات تقول هذا الكلام وبعضها قال هذا حتى منذ تسلمنا للحكومة في ديسمبر2011، أي مباشرة بعد نتائج الانتخابات الديمقراطية وثمة من قال هذه حكومة لا تصلح وفاشلة قبل أن نبدأ ونحن لا نرد على المزايدات، وهذا التحليل أو هذا الرأي الذي يريد أن يشكك في شرعية المؤسسات لا أعتبر أن له مستندا من قانون أو عرف سياسي». وفيما يتعلق بموقفه من تنظيم «أنصار الشريعة» المتهم بأحداث إرهابية كثيرة، قال العريض «نحن فككنا هذا التنظيم المسمى أنصار الشريعة، والذي يقف خلف اغتيال الفقيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وحتى غيرهما من شهداء جنودنا وقوات الأمن الداخلي».. وردا على سؤال يتعلق بانتماء نجله لتنظيم أنصار الشريعة المصنف كتنظيم إرهابي، قال العريض «ليست هناك ذرة صحة في هذا الكلام لأن ابني المتحدث عنه ينتمي لحركة النهضة وتفكيره هو تفكير كل حركة النهضة، وليس له أي صلة ولا قناعات مما هو متعارف عليه من السلفية ومن باب أولى كما يسمونها السلفية الجهادية أو أنصار الشريعة فلا صحة إطلاقا لهذا الكلام».. وردا على ما تردد عن ظاهرة ما يسمى ب»جهاد النكاح» ووجود تونسيات مارسن ذلك، قال العريض «هذا الموضوع مقلق جدا، وأنا شخصيا لا أملك المعلومات الكافية وأعني المعلومات القاطعة، التي تخول الجزم بوجود هذه الظاهرة ولا سيما هذا المصطلح الذي أنت ذكرته».