كتبت - رشا عرفة: انتقدت عدد من الأمهات عدم مشاركة أزواجهن في متابعة التحصيل الدراسي للأبناء. وأكدوا ل الراية الأسبوعية أن تخلي بعض الأزواج عن مسؤوليتهم في متابعة دراسة أبنائهم يحمل الزوجات أعباء تفوق طاقاتهن، لافتات إلى أن هناك مفاهيم خاطئة لدى الأزواج تحصر مسؤولياتهم على توفير تكاليف المعيشة والدراسة فقط، ويضع كافة المسؤوليات الأخرى على عاتق الزوجات. وأشرن إلى أن إشراف الأم على تدريس الأبناء لا يكفي لتفوقهم، لافتات إلى أن الأبناء في المرحلتين الإعدادية والثانوية يحتاجون إلى متابعة الآباء أكثر من الأمهات، نظرا لأن مرحلة المراهقة تجعل الأبناء أكثر تمردا على قيود الأسرة، مما يؤثر على مستواهم الدراسي. وفي المقابل أرجع عدد من الرجال عدم مساعدتهم لزوجاتهن في تدريس الأطفال والمذاكرة لهم إلى انشغالهم في العمل، وعدم امتلاكهم المهارات التي تؤهلهم للقيام بهذه المهمة. واعتبروا أن متابعة المستوى الدراسي للأبناء مهمة الزوجات، وأن الآباء عليهم توفير المتطلبات الضرورية للأسرة والأبناء، في حين أكد آخرون ضرورة مساعدة الزوج للزوجة في متابعة المستوى الدراسي والتدريس للأبناء. في البداية تقول أم سعيد: المذاكرة للأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي يومياً ليست مسألة سهلة، بل تحتاج من الأم مجهودا كبيرا، وخاصة عندما يكون الأبناء صغارا في السن، وهذه المهمة غالبا ما تلقي بالكامل على عاتق الأم، بالإضافة إلى ما تتحمله من مشاق أخرى من متابعة أمور المنزل، وتربية الأبناء، علاوة على تحملها مشاق العمل إذا كانت عاملة. وأضافت: غالبية الآباء لا يعرفون شيئا عن دراسة الأبناء، ويكتفون فقط بتوفير ما يحتاجه المنزل والأبناء في الدراسة، بحجة أن المذاكرة للأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي هي مهمة الزوجة وليس الرجل، وأن الأم أكثر قدرة على التعامل مع الأبناء، وهذا أمر غير صحيح فالمشاركة في المذاكرة للأبناء لها آثار إيجابية كبيرة وتعود بالفائدة والنفع عليهم، كما أنها تقلل العبء الواقع على الزوجة، وبالتالي تزيد من الاستقرار الأسري، فالزوجة عندما تجد أن هناك تعاونا ومشاركة من الزوج يشعرها ذلك بالسعادة، ويخفف العبء عنها، وبالتالي تقل المشاكل التي من الممكن اندلاعها بسبب الضغط الزائد عليها. وتقول أم ريم: للأسف الكثير من السيدات يفتقدن مساندة أزواجهن خصوصاً في مهمة المذاكرة للأبناء، وخاصة عندما يكون الأبناء في المراحل الابتدائية، والتي تتطلب من الوالدين مجهوداً كبيراً وتخصيص وقت طويل لمعاونتهم في المذاكرة، معتقدين أن هذا الأمر من واجبات واختصاصات الزوجة، وأن إشراف الأم على تدريس الأبناء هو بوابة تفوقهم. وتابعت: جرت العادة أن تقوم الأم بكافة المهام المتعلقة بتربية الأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي، فيما يقوم الأب بتوفير كافة متطلبات المعيشة ولكن الوضع الآن تغير، فهناك بعض الزوجات يساعدن الرجال في بعض المهام من توفير احتياجات المعيشة، وبالتالي يجب أن يشارك الزوج الزوجة في إنجاز بعض المهام المطلوبة منها، وليس إلقاء كافة المهام على عاتقها بحجة أن عمله يأخذ كل وقته، ويتناسى أنها هي الأخرى تعمل،وتقوم بكافة المهام المطلوبة منها كزوجة وأم دون مساعدة، بالإضافة إلى تحملها جزءا من مهامه، وفي حالة إخفاق الابن في الدراسة تحاسب الأم على ذلك، ومن هنا تبدأ المشاكل وتبادل الاتهامات. وأشارت إلى أن الطلاب في مرحلة المراهقة والتي تشمل المراحل الإعدادية والثانوية والمرحلة الجامعية يحتاجون إلى رقابة الآباء أكثر من الأمهات، نظرا لأن تلك المرحلة تشهد تمرد الأبناء على رقابة الآباء بنسب مختلفة، مما يتطلب رقابة الآباء لمستواهم الدراسي حفاظا على مستقبلهم. تجاهل الأزواج وترفض أم عائشة أن تتولى وحدها مهمة التدريس للأبناء وحل الواجبات المدرسية لهم، مشيرة إلى أن الأب هو الأقدر على ضبط وتوجيه الأبناء ومتابعة دراستهم في المرحلتين الإعدادية والثانوية، ولكن ما باليد حيلة، وبينت أنها حاولت مرارا وتكرار طلب مساعدة زوجها لها إلا أنه يبادر بالرفض بحجة أن هذه مسؤوليتها، ويطلب من الأبناء المذاكرة والجد والتجاوب معها، ومن ثم ينشغل بأموره. وأوضحت أن هناك الكثير من السيدات يشتكين من هذا الأمر، بل إن هناك آباء لا يعرفون في أي الفصول الدراسية أبناؤهم وهذه كارثة، ومن ثم تحاسب الآم على تدني المستوى الدراسي لأبنائها، وتحاسب أيضا على التقصير في الأمور المنزلية الأخرى. وأشارت أم فاطمة إلى أنها المسؤول الأول والأخير عن متابعة دروس أبنائها، علاوة على قيامها بكافة المهام الأخرى من الإشراف على أمور المنزل، في حين يتولى الأب مسؤولية توفير المتطلبات المعيشة. وتابعت قائلة: ظروف عمل زوجي لا تمكنه من مشاركتي في مهمة تدريس أبنائي، ولكنه يحرص على متابعة أحوالهم الدراسية عبر زيارته الدورية للمدرسة، ومن خلال تفقد دفاترهم أسبوعيا، مشيرة إلى أنها لا تجد مشكلة في تحمل مسؤولية التدريس للأبناء، فهي الأقدر على القيام بهذه المهمة، ولديها الوقت الكافي لذلك. اختصاص الزوجة ومن جهتهم أكد عدد من الآباء ل الراية على أن المذاكرة للأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي من اختصاص الزوجة، لأنها الأقدر على التعامل معهم، ولديها المهارات التي تؤهلها للقيام بهذه المهمة، كما أن الصبر وطول البال صفة تلازم الأم أكثر من الأب. وقال مبارك القريني: زوجتي هي التي تقوم بمهمة تدريس الأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي، كما أنها تحرص على حضور اجتماع أولياء الأمور لتقف على مستوى الأبناء، وخاصة أنهم صغار في السن.. معللا ذلك بأن لديها القدرات والمهارات التي تمكنها من التعامل مع الأبناء، وتوصيل المعلومة لهم، كما أنها تتمتع بالصبر وطول البال وهو ما يؤهلها للقيام بهذه المهمة، في حين يتولى هو توفير كافة متطلبات الحياة، مؤكدا أنه يسارع في حل أي مشكلة تعترض طريق الأبناء الدراسي، فهذا دور الأب، فالرجل يكون أكثر حزماً وقوة في قوله وفعله من الأم، لذا يخشاه الأبناء ويحسبون له ألف حساب، عكس الأم. ومن جهته أشار علي صويلح إلى أن مسؤولية متابعة الأولاد دراسيا مشتركة بين الأم والأب، ولكن الجزء الأكبر من هذه المهمة يقع على عاتق الأم، مشيرا إلى أنه يتحمل 20% من مسؤولية تدريس الأبناء في حين تتحمل زوجته 80%، مؤكدا على أنه يحرص على حضور اجتماع أولياء الأمور هو وزوجته للوقوف على مستوى الأبناء الدراسي. وأضاف: من الأفضل أن يتولى الأبوان الإشراف على تدريس الأبناء أفضل بكثير من الاستعانة بمدرس خصوصي. مسؤولية مشتركة ويؤكد أحمد الحوثي ضرورة مساعدة الأب للأم في التدريس للأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي، والحرص على التواصل الدائم مع المدرسة للوقوف على مستوى الأبناء في الدراسة، ومن ثم معرفة متى يتدخل إذا كان هناك مشكلة تقابل الأبناء في الدراسة، مشيرا إلى أن مساعدة الأب للأم في تدريس الأبناء تنعكس بالإيجاب على مستواهم الدراسي، وتجعلهم أكثر التزاما بالدراسة. مفاهيم خاطئة وبدورها أكدت د. موزة المالكي، الخبيرة النفسية، على أهمية مشاركة الأب والأم في مهمة تدريس الأبناء، وعملية متابعة التحصيل العلمي لهم بعد المدرسة، لأن هذا الأمر يخلق لديهم شعوراً بالالتزام، ويعمق الترابط الأسري، ويشيع السعادة في قلوب أفراد الأسرة. وأشارت إلى وجود مفاهيم خاطئة لدى البعض بأن متابعة دراسة الأبناء هي من مهام الأم فقط، فهي مهمة تربوية تحتاج إلى الزوجين، وخاصة الأبناء الذكور، فالأم لا تستطيع السيطرة عليهم وخاصة من هم تخطوا المرحلة الابتدائية، فيكون الأبناء في هذه المراحل أكثر احتياجا للأب، لأن شخصيته أقوى في نظر أبنائه، ولأنهم يخشونه أكثر ويكون سلوكهم قويماً في الدراسة. واستطردت قائلة: للأسف من خلال ملاحظاتي لما هو على أرض الواقع أجد أن الزوج يلقي بمهمة تدريس الأبناء كلية على عاتق الزوجة، بالإضافة إلى ما تقوم به من واجبات منزلية، مما يجعلها مجهدة وخاصة الأم العاملة، فلا تجد مفرا من الاستعانة بمدرس خصوصي، مبينة أن الأمر لا يقتصر على تحميل أغلب الأزواج الأم مسؤولية تدريس الأبناء والإخفاق في الدراسة، بل نجد الأم والخادمة هن من يصطحبن الأطفال إلى المطاعم أو إلى الملاهي في غياب تام من الأب، بل قد تترك الأم الأمر للخادمة وهذه كارثة، وأمر يزعجني كثيرا. وأضافت: لا نستطيع تعميم الأمر، ولكن هناك آباء وأمهات يحرصون على اصطحاب الأطفال إلى أماكن اللهو والمطاعم، ويتقاسمون مسؤولية كل ما يتعلق بالأبناء. وأرجعت السبب وراء تنصل بعض الآباء من مهمة التدريس إلى اعتقادهم الخاطئ أنها من اختصاص الأم فقط، وأن الأم هي بوابة التفوق للابن، وخاصة إذا كانت الأم تعمل مدرسة، أو لصعوبة المناهج، وعدم قدرتهم على التعامل مع الأبناء، والبعض منهم يتعلل بالعمل وأن عليه مشاق أكثر من الزوجة، موضحة أنه في حالة إخفاق الابن يحمل الزوج الزوجة المسؤولية في حين تلقي الزوجة بالمسؤولية علية ويتبادل الاثنان الاتهامات ويتحول الأمر إلى صراع. وأوضحت أن عدم مشاركة الأب الأم في مهمة تدريس الأبناء لها آثار سلبية على الأبناء، فتظهر مشكلة التسرب من التعليم، وعدم الالتزام، واللامبالاة، وعدم تحمل المسؤولية، وخاصة الطلاب الذين تخطوا المرحلة الابتدائية، حيث لا تستطيع الأم السيطرة عليهم، علاوة على أن تحمل الأم مسؤولية التدريس بالإضافة إلى مهامها الأساسية في المنزل والعمل إذا كانت عاملة يجعلها تتحمل الكثير من ضغوط وتجد نفسها مجهدة دائما. ونصحت الآباء بضرورة مشاركة الأمهات في تدريس الأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي، والإشراف على متابعة دروسهم حتى لو اضطرهم الأمر إلى الاستعانة بمدرس خصوصي.