قالت مصادر أمنية إن زعيم حركة طالبان الباكستانية، حكيم الله محسود، قتل في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار، أمس، في أحدث ضربة للجماعة المتشددة، والأكثر خطورة في باكستان. وكانت تقارير قد أعلنت مقتل محسود مرات من قبل، لكن عدة مصادر من المخابرات والجيش والمتشددين في باكستان أكدت، أمس، أنه قتل في غارة على منطقة وزيرستان الشمالية التي تفتقر إلى حكم القانون. وأكد أربعة من مسؤولي الأمن أن محسود وحارسه الشخصي، طارق محسود، وسائقه، حكيم الله محسود، قتلوا. وأفاد مصدر في المخابرات بأن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا في الهجوم. وأكد قائد كبير في طالبان لرويترز مقتل محسود، وقال مصدر في المخابرات إنه تقرر إقامة جنازة حكيم الله محسود مساء اليوم السبت في ميرانشاه، في إشارة إلى المدينة الرئيسية الواقعة في الإقليم. وذكرت مصادر إقليمية، في وقت سابق، أن طائرات من دون طيار أطلقت أربعة صواريخ على مجمع مبان في قرية دندا دربا خيل على بعد خمسة كيلومترات من ميران شاه، عاصمة منطقة وزيرستان الشمالية، فقتلت أربعة أشخاص على الأقل. ولوزيرستان الشمالية حدود مشتركة مع أفغانستان، وهي معقل للنشاط المسلح لطالبان. ورصدت الولاياتالمتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار للقبض على محسود، بعد أن ظهر في فيديو مع مهاجم انتحاري قتل سبعة من موظفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان في عام 2009، واتهمه المدعون الأميركيون بالتورط في الهجوم. وقتل محسود هو الأحدث في سلسلة هجمات استهدفت "طالبان" الباكستانية. ففي مايو، قتل الرجل الثاني في هجوم بطائرة بلا طيار، واعتقل أحد مساعدي محسود في أفغانستان، الشهر الماضي. ويأتي الحادث بعد أشهر من جدل بشأن محادثات سلام محتملة بين طالبان وحكومة رئيس الوزراء، نواز شريف، والذي حقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات التي جرت في مايو الماضي. ونفت الحركة، أمس، أن تكون قد بدأت حواراً مع حكومة إسلام أباد، كما قال أول من أمس، نواز شريف، والذي يدعو إلى التباحث مع حركة التمرد الإسلامية من أجل إحلال السلام في البلاد. واقترح نواز شريف في سبتمبر، بدعم كبرى الأحزاب السياسية والجيش الذي يتمتع بنفوذ كبير، إجراء مباحثات سلام مع حركة طالبان الباكستانية التي كثفت الاعتداءات الدامية في السنوات الست الأخيرة. وفي حديث من لندن مع نائب رئيس الوزراء البريطاني، نيك كليغ، قال نواز شريف إن «الحوار مع طالبان بدأ»، وفق بيان نشرته المفوضية الباكستانية العليا في العاصمة البريطانية. وأوضح مسؤول كبير في وزارة الداخلية في إسلام أباد لفرانس برس إن «المباحثات الرسمية لم تنطلق بعد، لكن عملية الحوار نعم، بدأت فعلاً». وأضاف أن مناقشات جرت بشأن المباحثات، لكن هذه، في حد ذاتها، لم تبدأ بعد، معرباً عن «الأمل في أن يبدأ الحوار الرسمي مع طالبان قريباً». وقال الناطق باسم طالبان الباكستانية، شهيد الله شهيد، إن الحكومة «لم تتصل بعد» بالمقاتلين الذين يتخذون معاقلهم في المناطق القبلية شمال غرب البلاد، مركز حركة التمرد في المنطقة، موضحاً أن «الحكومة تدلي بتصريحات في وسائل الإعلام، لكن مباحثات السلام لم تبدأ بعد، وبداية المباحثات تعني الجلوس حول طاولة ومناقشة الرهانات، وذلك لم يحصل». ويطالب المقاتلون بالإفراج عن معتقليهم وانسحاب الجيش من معاقلهم في المناطق القبلية، شروطاً تمهيدية لمباحثات السلام، ولم تبد الحكومة أي مطالب حتى الآن.