قال د. محمد حسن المريخي أن توالي انقضاء الأيام والأعوام دليل ينبغي على المؤمن الفطن أن ينتبه إليه ويدرك أن هذه الحياة لابد أن تصل إلى نهايتها مشيرا إلى أن تلك النهاية حقيقة بيّنه لا تخفى على أحد وإنما تحجبها غيوم الغفلة وغرور الدنيا. وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس إلى أن إدراك هذه الحقيقة منة من الله تعالى حيث سوف تدفع المرء للتزود لما بعد الموت بالعمل الصالح الذي هو رصيد المرء في آخرته بعد رحمة الله تعالى (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون). وقال : إن إدراك هذه المنة ليحمل المرء على النظر فيما قدم لنفسه طيلة أيامه في عامه المنصرم محاسبا نفسه مستصلحا لما فسد من أمره متداركا ما فرط فيه مقيما لما أعوج منه مستمسكا بالحق حافظا نفسه من مزالق الدنيا. وتابع : مع بداية الأعوام تتجدد الآمال ويستبشر الناس ويتفاءلون بفضل الله وخيره وبركاته واليوم تدخل الأمة الإسلامية عاما هجريا جديدا نسأل الله أن يكتب لنا ولإخواننا المسلمين النصر والتمكين في الأرض والنصر على الأعداء وخير ما يؤمله المسلم في بداية عامة الجديد هو أن يتعظ ولاتزيده مرور الأعوام والأيام إلا مراقبة لله واعتذارا واستغفاراً. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة رواه البخاري ويقول: يأيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة.. رواه مسلم. وما يفرح عبدالله ويسره هو أن الله تعالى يحب التوابين ويفرح بتوبة عبده وهو الغني عن العالمين. يقول الله تعالى (إن الله يحب التوابين) ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:للهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة.. رواه البخاري ومسلم. وقال : إن أعظم عون بعد الله تعالى على النظر فيما يعود على المرء بالمحاسبة والمراقبة هي التوبة من الذنوب والتفكر ومخاطبة النفس وسؤالها: إلى متى العصيان والشرود عن الله؟ ماذا جنى المرء من المعاصي؟ وأي المراتب بلغ بمعاصيه؟ وأى المنازل والأهداف وصلها في البعد عن الدين الحق ؟ وسوف يأتيه الجواب لم يبلغ منزلة ولا غاية ولم يجن من المعاصي والشرود عن الله سوى الخسران. هذا ظن الغافلين الذين جاءهم الموت وهم عبيد الدنيا وخدم المناهج المشرّقة والمغرّبة وسدنة الأحزاب والفرق والجماعات وأتباع الشعارات الخاوية والرايات الخاسرة فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون. وقال: إن خير ما يستقبل به العام الجديد أن يبدأه المؤمن بالطاعات والقربات والبعد عن المعاصي ويعمل على موافقة الوحي والرضا بما رضي الله عنه وبغض ما أبغضه الله ورسوله من القول والعمل والمعتقد. ومن العمل الصالح الملاقي لكم في هذه الأيام صيام المحرم الذي هو من أفضل الصيام بعد رمضان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم: قال "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم".