أخفق وقف النار الذي أعلن عنه الجيش اليمني أمس بين الحوثيين والسلفيين شمالي اليمن، حيث اندلعت مواجهات عنيفة فور إعلان مصدر عسكري عن نشر وحدات من القوات المسلحة في مناطق الاشتباكات وتوقف القتال. فيما ارتفعت حصيلة القتلى من الجماعات السلفية إلى 55، بعد مقتل 15 يوم أمس، في وقت بدأ الجيش اليمني الانتشار في محافظة حضرموت، ووزع منشورات تحذر السكان من إيواء عناصر تنظيم القاعدة. ونفى الناطق باسم الجماعة السلفية في اليمن أمس، توقف المواجهات مع جماعة الحوثي في شمالي البلاد، وقال إن القصف استمر على منطقة دماج، وأن 15 شخصاً قتلوا، ليرتفع بذلك عدد الضحايا إلى 55 قتيلاً. وقال سرور الوادعي ل «البيان» عبر الهاتف: «لا صحة لما ذكرته وزارة الدفاع عن توقف القتال، والحوثيون استمروا في قصف منطقة دماج، استهدف قصف اليوم المنازل وقتل 15 وجرح أكثر من 30». واضاف: «الجرحى لا يتلقون العلاج، والمواد الغذائية بدأت بالنفاد، بسبب منع الحوثيين دخول المواد الغذائية وفرق الصليب الأحمر إلى المنطقة». وكان مصدر عسكري مسؤول، قال إنه تم وقف تبادل إطلاق النار بين طرفي النزاع في دماج بمحافظة صعدة، في الساعة الخامسة منذ عصر أمس. ونقل موقع وزارة الدفاع عن المصدر، القول: «تم نشر وحدات من القوات المسلحة في المواقع والنقاط التي كان يتمركز فيها الطرفان». وفي صنعاء، تظاهر الآلاف أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، لمطالبة السلطات بوقف ما قالوا إنها جرائم للحوثيين في حق السلفيين. وحمل المحتجون لافتات كبيرة، كتب عليها، نطالب الرئيس والحكومة بوقف ما أسموه «جرائم مليشيات الحوثي على أهالي دماج». خلفية الصدام واتهم بيان للحوثيين يوم الأربعاء الماضي، السلفيين بإثارة الفتنة، من خلال جلب آلاف من المقاتلين الأجانب إلى دماج. ويقول السلفيون إن هؤلاء الأجانب ليسوا سوى طلبة يدرسون علوم الشريعة الإسلامية في معهد أنشئ في ثمانينيات القرن الماضي. وقال السلفيون إن المتمردين الحوثيين يحاصرون دماج منذ أسابيع، واتهموهم بقصف المدينة بصواريخ تسببت في إشعال حريق بسكن الطلبة في معهد ديني. وتقع دماج قرب مدينة صعدة، التي يسيطر عليها الحوثيون قرب الحدود السعودية. وحاصر الحوثيون دماج عدة أسابيع في العام الماضي، متهمين السلفيين بتخزين أسلحة، وهو اتهام ينفيه السلفيون. وإلى جانب الصراع بين السلفيين والحوثيين، يكافح اليمن انفصاليين في الجنوب، ومتشددين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي خطط لهجمات على طائرات ركاب أميركية وأهداف في السعودية. الحرب على الإرهاب أما في ما يخص الحرب على الإرهاب، قال سكان في مدينة غيل باوزير بمحافظة حضرموت، إن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية منذ فجر أمس، حيث انتشرت قوات الجيش المسنودة بالعربات المدرعة في أنحاء المدينة. وقال الشهود إن المدينة تحولت إلى ثكنة عسكرية، حيث انتشر الجنود مسنودين بالعربات المدرعات في وسطها وعلى مداخلها، بالتزامن مع تحليق للمروحيات على علو منخفض، حيث استحدثت قوات الجيش عدة حواجز ونقاط تفتيش للتأكد من هويات الأشخاص ووثائق المركبات والدرجات النارية. الانتشار جاء بعد توزيع قائد المنطقة العسكرية منشورات على السكان، تطالبهم بعدم إيواء أي من المطلوبين على ذمة الانتماء لتنظيم القاعدة، كما حذرهم من الاقتراب أو الوجود في الأماكن التي يتحرك بها هؤلاء المطلوبون، والتعاون في الإبلاغ عن أماكن وجودهم. ووسط مخاوف السكان من عملية عسكرية كبيرة، بدأت قوات الجيش بتمشيط منطقة المزارع المحيطة بمدينة غيل باوزير، التي أضحت مركزاً لأنشطة تنظيم القاعدة، الذي تتهمه السلطات بالتخطيط للسيطرة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت.