احمد الحسني قبل شهرين وأكثر تناقلت بعض وسائل الإعلام أن أكبر احتياطي نفطي في العالم يوجد في الجوف وأطلق بعضها العنان لخياله في تقدير كميات لو كان الجوف بكامله حوضاً واحداً ما اتسع لنسبة صغيرة منها، ورغم أن وزارة النفط نفت الشائعة حينها إلا أن وسائل الإعلام تلك استمرت في تحفيز هرمون الفيد في العقل الجمعي بالمزيد والمزيد من النفط والغاز ومناجم الذهب. جاءت الشائعة حينها متزامنة مع مواجهات مسلحة شهدتها الجوف وبعض المناطق بين الإصلاح والحوثيين منذ يومين أعلنت وزارة النفط عن اكتشاف نفطي جديد في حضرموت غير أن نفط الجوف عاد رغم ذلك ليتصدر ذات الوسائل الإعلامية مشفوعاً بنفير (الجهاد ضد الرافضة) في صعدة وتوافد مسلحي النصرة لفتح جبهات قتال في مناطق صراع الحوثيين مع الإصلاح وأولاد الأحمر في كتاف وحجة وعمران وسط شائعات منذ أكثر من شهر عن مساع حثيثة لنقل ألوية قوات الاحتياط من العاصمة إلى صعدة يترافق ذلك بنشاط مكثف للقاعدة في حضرموت. هل المقصود من وهم ثروة الجوف هو توجيه عقلية الفيد الجمعي صوب الشمال للتسلي سلفاً عن حضرموت على طريق الاستقلال أم أن ذلك هو تحضير للمجتمع الجائع لتقبل حرب سابعة في صعدة وتذليل الطريق أمام استخراج ثروات الشعب الخيالية في الجوف أو هما معاً. لا أريد أن يطلق خيال ثورة الجوف خيال التحليل ولكن من غير المنطقي أن يكون حسين الأحمر قد عاد من إيران كما قيل ليدافع عن السنة والجماعة كما قال في معركة لا تحضى بهذا التوصيف حتى من مشايخ السلفية كالبرعي والإمام وغيرهم ممن ينتمون إلى تيار الحجوري نفسه. لست هنا في معرض تبرير القتل ولكن أطرح أسئلة مشروعة أتمنى ألا تكون إجابتها هي أن وراء سفك الدماء في صعدة يقف المسئولون دستورياً عن حمايته. *صحيفة اليمن اليوم