في صعدة حرب وعلى صعدة حرب دم موجود ودولة غائبة في دماج ومحيطه تدور المواجهات بين السلفيين وأنصار الله دفاعاً عن النفس ضد عدوان الحوثي وهيمنة الرافضة ،كما يقول السلفيون. وضد اعتداءات التكفيريين من المهاجرين الأجانب غير الشرعيين الذين تتزايد أعدادهم في دماج، كما يقول أنصار الله. منافذ صعدة في كتاف وعمران وحرض محاصرة بمجاميع جهادية من القاعدة ومليشيات الإصلاح وأولاد الأحمر تداعت على نفير الفتاوى والإعلام إلى صفِّين وحروراء والجمل وكربلاء مسارات كثيرة للموت والدمار، وخيوط لعبة قذرة تتشابك حول صعدة وتنتهي أطرافها جميعاً في مذبح، وعلامة استفهام بحجم الوطن الواقف على شفير الهاوية أين الدولة؟ حماية السلفيين في دماج واجب الدولة، ومنع تحول دماج إلى وكر للإرهاب واجب الدولة، وفك الحصار عن سبعمائة ألف إنسان في صعدة واجب الدولة. الدولة في منتهى العجز، أفلا تستطيع على الأقل أن تنفذ فقط ما اتفقت عليه الأطراف أو تعلن اللجنة الرئاسية على الأقل من هو المراوغ ومن هو المعتدى؟ ألا تستطيع اللجنة الرئاسية أن تؤدي وظيفة أي لجنة صلح قبلية؟! أطراف الجمل ليست من تقاتل في صعدة وليست السعودية وإيران من يتقاتل على صعدة؛ إنه الغباء الذي يبحث في دماج عن الكرامة التي أهدرها الصلف في العصيمات، والغباء الذي يريد الوصول إلى السبعين عن طريق كتاف ويبحث في الموت عن سبب للبقاء. الغباء الذي يريد الثأر لرابعة عبر حرض، ويفتح الطرق أمام حمولات السفن القادمة من أنقرة. تاجر الحرب على صعدة لم يتغير، وإنما تغير الممول واختلفت المبررات. نفير الجهاد اليوم على المنابر ووسائل الإعلام لم يعد مشفوعاً بوقف المد الصفوي، وإنما بتوظيف مستجدات الحاضر، ونبش أرشيف الصراع مع المملكة بعد سقوط ورقة التوت والتحول في طبيعة العلاقات وتبدل التحالفات بعد ال 30 من يونيو. الدفاع عن النفس كمبرر في المواجهات المسلحة في دائرة دماج الصغيرة يصبح هامشياً وسط مبررات دائرة الصراع الأكبر، حيث يقف علي محسن والإصلاح وأولاد الأحمر وخلفهم تركيا وقطر يحرقون مع الوطن المزيد من أوراق الربيع الإخواني القصير ويكشفون الكثير من المستور، ويجندون المزيد مع القاعدة تحت راية حلف النصرة. فأين الدولة؟