رصد قسم الفلك بجامعة الملك عبد العزيز مساء امس كسوفا للشمس استمر لمدة ساعة ونصف بدأ من الساعة 4:11 دقيقة وحتى غروب الشمس. وقال الدكتور حسن بن محمد باصرة رئيس قسم العلوم الفلكية: ان ظاهرة الكسوف اللتي لاحظها معظم السكان تميز باحتوائه على انواعه الثلاثة الحلقي والكلي والجزئي وان كل نوع يُرى من مناطق جغرافية محددة فالحلقي كان فوق المحيط الاطلسي لفترة اقل من دقيقة ثم ظهر كليا على شريط بعرض حوالي 60 كيلومتر وممتد من شرق المحيط الأطلسي مرورا بوسط افريقيا إلى اثيوبيا. واضاف الدكتورة باصرة انهم فيقسم العلوم الفلكية بجامعة الملك عبدالعزيز استعدوا لرصد الكسوف الذي بدأ الساعة ال 4:11، واستمر مدة حوالي ساعة ونصف إلى ان غربت الشمس وهي في حالة كسوف. وقد كانت بدايته من الناحية السفلية اليسرى وذلك لان القمر يقع جنوب الشمس، وسبب البداية من الناحية السفلى هو اتجاه حركة القمر حول الأرض أي من الغرب في اتجاه الشرق. وهذه الظاهرة كغيرها من الظواهر الطبيعية التي تدعوا للتفكر في ملكوت المولى سبحانه وتعالى وذلك كما ورد في محكم التنزيل. وظاهرة الكسوف والخسوف من الايات التي اشارت اليها الاحاديث الشريفة وهي كذلك فالكثير اليوم يشير بأنه اصبح بالإمكان التعرف على نوعية الكسوف او الخسوف ومواعيدها والأماكن التي ترى منها وذلك لعشرات السنين. هنا لو ادرنا الفكر قليلا وتأملنا في الكيفية التي تحدث بها هذه الظاهرة، وبالرغم من بساطة فكرتها، نجد فيها الكثير من الاجلال لمن خلق تلك المسببات وما جعل فيها من حركة متقنة بالرغم من كتلها الهائلة. أعطونا من يمكنه ان يؤخر او يقدم موعد من تلك المواعيد الدقيقة، بل هنالك عددا من الظواهر الفيزيائية كتأثير الجاذبية على مسار الضوء والذي تم تأييده بهذه الظاهرة، كما ان ظاهرة الخسوف الكلي للقمر تستخدم لتحديد مدى تعكر او صفاء الطبقات العليا للغلاف الغازي الارضي. لذا فلا زالت ظاهرة الكسوف الخسوف تحتوي في طياتها على ما سيساعد في فهم بعض الظواهر الطبيعية التي تشير على القدرة اللاهية ومدى ضآلت البشرية امامها مهما اوتيت من العلم والذي يعتبر قليلا مهما بلغ شانه. وارتغل قسم الفلك الظاهرة في تدريب وتعليم عدد من الطلاب الدارسين لعلوم الفلك واللذين حضروا لمقر الرصد لمشاهدة الظاهرة واستغلال حدوثها في التعليم لعلم الفلك. وفي موقع اخر رصدت الجمعية الفلكية بجدة بحضور العديد من الاسر اللتي اصطحبت اطفالها لمشاهدة الظاهرة رصدت الكسوف الشمسي الأخير العام الجاري حيث وقعت كامل مناطق المملكة في شبة ظل القمر ورصدت بدايته وذروته العظمى وغربت الشمس في حالة كسوف. وبين رئيس الجمعية المهندس ماجد ابوزاهرة : انه قبل بداية الكسوف في سماء المملكة حدث الاقتران لقمر العام الهجري الجديد 1435 عند الساعة 3:50 عصرا بتوقيت مكةالمكرمة حيث وقع القمر مباشرة بين الأرض والشمس وهذه الظاهرة عادة تكون غير مرئية من الأرض نظرا لان القمر يعبر فوق أو أسفل الشمس ولكنها رصدت في المناطق التي حدث فيها الكسوف قبل « الاقتران « واستطاع القاطنين هناك من رؤية تلك لحظة « الاقتران « لم تكن مشاهدة في المملكة نظرا لحدوثها قبل بداية الكسوف محليا. ونظم قسم المرأة والطفل بالجمعية فعالية علمية بالتزامن مع الكسوف وذلك ضمن البرنامج الفلكي لتوعية رياض الأطفال بالظواهر الفلكية وذلك بمشاركة عدد من الأطفال والنساء والمهتمين حيث اشتملت الفعالية على درس لظاهرة كسوف الشمس وكيفية حدوثها وطرق رصد الكسوف بطرق مبسطة إلى جانب اقامه مسابقة للتلوين ومسابقة للأسئلة العامة إضافة لرصد مباشر لمراحل كسوف الشمس إلى جانب رصد مجموعه من البقع الشمسية النشطة تعبر سطح الشمس والذي يعرف بالفوتوسفير. وأوضح أن أن الجمعية وفرت كافة وسائل الرصد الآمن للكسوف من خلال التلسكوبات المزودة بمرشحات ضوئية وتم توزيع نظارات خاصة تخضع للمواصفات ومقاييس الجودة العالمية حيث تعمل على منع الأشعة ما فوق البنفسجية والأشعة ما تحت الحمراء بنسبة 100 % إضافة إلى حجب الضوء المرئي بنسبة 99.999 % نظرا لان مراقبة الشمس تختلف عن باقي الأجرام بسبب الإشعاعات التي تصدر عنها. وترجع أهمية كسوف الشمس وخاصة في المناطق التي يعبر المسار المركزي للكسوف الكلي أنها تتيح الفرصة لدراسة الطبقة الخارجية للغلاف الجوي للشمس « الهالة « التي حيرت العلماء نظرا لان درجة حرارتها بالملايين في حين أن درجة سطح الشمس لا يزيد على 5.500 درجة مئوية ، حيث يتم عمل تخطيط للمجالات المغناطيسية وعمل العديد من القياسات في محاولة لمعرفة السبب وراء ذلك. جدير بالذكر أن كسوف الشمس المقبل في سماء المملكة سيكون جزئيا في سبتمبر 2016 بمشيئة الله تعالى. المزيد من الصور :
