العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فؤاد الصلاحي ومحنة الكتاب المناسب
نشر في الجنوب ميديا يوم 24 - 12 - 2013

أشار الصلاحي "بالأمس زرت معرض الكتاب مع ابني الذي يدرس في الصف السابع وفتشنا لاحظوا فتشنا ومعنا البحث الدقيق والمتقصي فلم يجد ما يناسب سنه من كتب ابداعيه ومعرفيه." هذا بالنسبة الابن. ويضيف "ولم أجد ما يناسبني من كتب ثقافية وعلمية . قال لي هذا معرض أي كلام مش زي معرض القاهرة اللي زرناه العام الماضي أو بيروت اللي كنا فيه قبل سنتين."
شعرت بالسعادة الممزوجة بالأسى أن يتمكن طفل في الحاديه عشر من العمر من نقد معرض الكتاب فتلكم ظاهرة صحية في بلد يغيب فيها الانتقاد . ويقيناً فإن انتقاد الطفل له ما يبرره فاليمن كشقيقاتها العربية ليست مملكة للطفل . وان كانت اليمن هي الأكثر .حيث لا توجد بها مجله واحده تهتم بقضايا الطفل . وحزنت أكثر للتعميم غير الدقيق وغير الصائب الذي لم يجد في معرض الكتاب الذي ضم 270 داراً أكثرها من مصر ولبنان كتاباً ثقافياً أو علمياً يناسبه " لا استطيع الجزم بالمستوى المعرفي الذي يناسب الكاتب ولكن الذي اعرفه أن أكثر من دور مصريه ولبنانيه ضمت العديد من الكتب اللائقة بأكاديمي ومثقف
يبني الكاتب مقاله على جزم مطلق ومعمم والتعميم خطأ في كل الملل والنحل فالإمام الشافعي يقول: ما من عام إلا وقد خصص وما من مطلق إلا وقد قيد اما ماركس يقول " كل تعميم خطأ حتى قولي هذا " الاحكام الإطلاقية والتعميم تعبير مبطن عن الاحاطة والكمال . فمن الصعب الجزم بعدم وجود مستوى مناسب للكاتب على الاقل كتاب واحد وهذا بعد التفتيش الذي يعني البحث والطلب و أن يزور بعد المعاناة 270 دوراً تضم مئات والآلاف العناوين .
يستنتج الكاتب بل يبني على جزمه بعدم وجود كتاب يناسبه انه ليس ازاء معرض للكتاب بما يعني هذا الامر من نشاط ثقافي رفيع المستوى من خلال محاضرات سياسية وأخرى ثقافيه وثالثه شبابية وإبداعية . يضيف :(ناهيك عن حفلات موسيقيه أو من خلال حضور دور النشر الممتازه ذات الاصدارات العقلانيه والعلمية ) . والحقيقة أن الندوات والمحاضرات وتوقيع الشباب للعديد من دواوينهم كانت موجود وهو ما عابه الدكتور لاحقاً . يضيف ( بل وجدت المعرض أقرب إلى مفرشين لبيع كتب لا تخاطب العقل ، ولا تزيد من يقتنيها معرفة إضافة إلى كتب ثرائية تخدم اطرافا حزبيه داخل اليمن وخارجه) . والكلام هنا يطلق على عواهنه فليس دقيقاً ولا صائبا وهو مصاب بداء التعميم في المعرض الغلبة للكتاب التقليدي . وحتى في مصر وبيروت التي زارها ؛ وان بنسب أقل .
يتحدث الكاتب أن المعرض اقيم تقليداً وليس هناك من مبرر لزعله من استمرار اقامة المعرض رغم العيوب الكاثرة التي اشار إلى بعضها وان بتأفف و استعلاء .
يشير الكاتب: ( فكل دور النشر العربية ذات الاهتمام بالثقافة العلمية غائبة من بيروت وتونس والمغرب وحتى من مصر ناهيك عن دور النشر العربية التي تعمل في الدول العربية وأمريكا) . يستعرض الكاتب عضلات المعرفه ( وللعلم هناك آلاف الاصدارات من المجلات العلمية والكتب التي تناولت قضايا الشرق الأوسط ، وثورة الربيع العربي وأزمات الدول العربية وقضايا العولمة وثقافة الانترنت ولم أجد شخصاً داخل المكان المسمى مجازاً معرض الكتاب) و يقينا فإن أهم مراكز التحضر والتمدن اصبح الانتشار والحضور أكبر للكتاب وللأمر علاقة بتسييد اتجاهات " الاسلام السياسي والقوى التقليدية . وحقيقة لا معرض الكتاب اليمني ولا اليسار وحدهما من يتحمل المسؤولية .
لا يستطيع أي أحد مواجهة الفكر إلا بالفكر ولا الثقافة الزائفة إلا بالصائبة ولا الكتاب إلا بالكتاب وإيقاد شمعة خير من لعن الظلام وحديثه عن غياب دور النشر العربية الى اخره يعوزه الصدق واحترام الكلمة.
يصر الكاتب على مقارنة معرض صنعاء بالقاهرة وبيروت ألا يدرك أنه يؤكد على غياب الدولة وهو محق بالإضافة إلى الفارق الحضاري والمدني بين هنا وهناك . وانه إلى اليوم تطبع في مصر وبيروت ولا تمتلك وزارة الثقافة ولا الهيئة العامة للكتاب مطبعة ويصل إلى النتيجة التي قدم لها بمقدمات خاطئة بتعميمه وأحكامه المطلقة ليقترح تشكيل لجنة خاصة من مثقفين وأكاديميين وناشرين محليين ليكونوا هم من ينظم هذا المعرض سنوياً ويخلى هكذا سبيل وزارة الثقافة .
قد يكون الاقتراح صائباً ولكن المضحك في الأمر ( طلب إخلى سبيل وزارة الثقافة كيف! بديهي أن الوزارة ليست عبد الله عوبل اليساري فغداً يمكن أن يكون فيها وزير آخر يمينياً أو يساريا لا يهم، وإنما الأهم وزارة الثقافية التي هي موجودة في أعرق البلدان الرائدة والمؤسسة للثقافة . فالاقتراح الصائب ملغوم بما لا علاقة له بالثقافة والإبداع والوزارة هي من ينظم المعرض .
ينتقد الكاتب إقامة المعرض في نادي الضباط في العام الماضي ناسياً أو متناسياً وضع صنعاء المنقسمة عام 2012 وغياب الامن والاستقرار حينها : ولم نجد حينها مكاناً أأمن من النادي . يشير إلى جامعة صنعاء ويدندن حول المكان وكأنه وهو الاستاذ في الجامعة لا يعرف أن لم يعد هناك مكان للمعرض منذ أعوام وأعوام فهو هنا يتحدث كمن لا يعرف الأحوال العامة ولا الظروف التي نعيشها . لقد بحث الزملاء لعدة أسابيع عن مكان لإقامة المعرض . فالجامعة التي يتحدث عنها ليس بها مكان للمعرض . وليس من مكان آخر انسب لإقامة المعرض غير هذا المكان حسب المعاينة بعد التفتيش طبعاً .
يتوصل فيما يسميه " صفوة القول " والصفوة ( فشل اليساريين : فشل الوزير ورئيس الهيئة العامة للكتاب والكلام له مضيفا ً:
( الكتب المعروضة 90% تتناول الطبخ والثقافة السلفية والكتب ذات المنحنى المذهبي دينياً ) ثم كتب التراث المهتمة بزواج الصغيرات وعودة الشيخ إلى صباه . وهذا الكتاب الاخير وصل في طباعته إلى رقم 41 ،والقليل بل والنادر كتب العلم والثقافة والحداثة الديمقراطية . وغياب كلي لكتب الفلسفة والايديولوجيا لا حظوا وهذا يعني أن الهيئة العامة للكتاب ووزارة الثقافة لا تدرك معنى معرض الكتاب ودلالاته العلمية والثقافية وان المعرض مناسبة سنوية يطل منها المواطن اليمني على مختلف المطبوعات لا خطوات على مختلف المطبوعات العربية والعالمية .
وبغض النظر عن النزوع التعليمي والرسالي فإن الخطأ يكمن في تحديد رقم غير مبرهن عليه ولا موثق فما دمت تطرح رقماً لا بد من احصاء دقيق كما هو متعارف عليه علمياً .
ثم أن الكتاب ذا المنحى المذهبي دينياً . فالمذهب مصطلح ديني مطلق على التيارات الفقهية تحديداً . ثم ما دخل وزارة الثقافة والهيئة في طباعة هذه الكتب . أما عرضها بموجب قانون الصحافة لا توجد رقابة سابقة أو لاحقة على الصحافة وكتاب الطبخ جزء أساس من كتب الثقافة . فليس بالجوع وحده يحيا الانسان . والأباء يقولون لو شغلتنا بصلة ما عرفنا مسألة . وفي التعريف الأنثروبيلوجي تتبوأ المهارات العملية المرتبة الأولى في الثقافة . بل انه في الجذر اللغوي للثقافة فإن الجانب العملي مهم جداً ثقف السيف صقله . تقف الأرض فحلها . وثقف الفرس روضه . وتثقف تهذب ، ويشير باحثون مهمون إلى الجذر العملي في عديد من اللغات الحية .
ينكر بالمطلق وجود كتاب يناسب سن طفله أو يناسبه ثم يعود ليحدد نسبة 90% للكتاب غير النافع أو المفيد والحقيقة أنه ليس هو ولا غيره أيا كان المعيار الوحيد للحكم المطلق على الكتب . وما هو مفيد ومناسب لنا قد يكون غير مناسب لغيرنا . والمعرض " سوق " مفتوح لكل الافكار والتيارات والمذاهب والاتجاهات الموجودة . وإذا ما حصل اختلال في النسب فلا بد من دراسته وتشخيصه وتحديد علله وأسبابه وليس اصدار الاحكام والتعالي على الناس والواقع . كما يفعل الكاتب .
أما الحكم بأن معرفة وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب لمعنى المعرض فلربما أن موظفا صغيرا في الوزارة أو الهيئة يعرف أكثر منا جميعاً بالمعرض وأن تكون فيلسوفاً و عالم اجتماع ومثقف واسع الاطلاع ايضاً لا يعني معرفتك بمعرض الكتاب . علماً بأن التسرع في الاحكام والتعميم والإطلاق ليست من صفات الباحث .
ويجزم أن هناك وفود اً أكثر من العدد في الهيئة العامة للكتاب والوزارة يذهبون طوال أيام السنة. أن يتناول الكاتب المعرض والكتاب حتى لو بالغ أو اخطأ فهذا ممكن . لكن أن يتحدث عن وفود تذهب يومياً للمشاركة في معارض الكتاب فهو ما يعاب على الكاتب لا نه منذ أكثر من عام أوقف السفر نهائياً ليس فقط إلى معارض الخارج وانما تحديدها في الداخل ايضاً . ولكن الاحكام الجزاف شاهد الغرور أما عدم وجود نشاط سياسي ثقافي واحد لاحظوا طوال العام لا من تنظيم الوزارة لا في العاصمة ولا في المحافظات الأخرى فيبدو أن الكاتب يقصد أو يحصر النشاط الثقافي بالذي لا بد وأن يكون فيه ويستطيع الاستاذ هشام على بن علي وكيل الوزارة أن يرد بالعناوين التي اقامتها الوزارة في بيت الثقافة ، والمركز الثقافي . وهي أن كانت دون مستوى الطموح والمرجو إلا أنها موجودة . ولأن نفيها بالمطلق إجحاف في حق منظميها . وقد اقامت الهيئة عشرات الأنشطة والصباحيات في المعارض خلال العام ونصف العام ومنها معرض الدكتورة الباحثة المميزة والمبدعة آمنة النصيري .
طلب الكاتب أن يكون هناك اجندة متكاملة طوال العام محاضرات وندوات وفعاليات فنية يأخذ الرأي بعين الاعتبار أما الاستضافة من مفكري الوطن العربي فليس بالاستطاعة وما باليد حلية .
أما قولك يا دكتور ولا يمكن الهيئة أن تعلل اخفاقاتها بقصور الميزانية ؛ وأن لدينا ميزانية كبيرة والوزارة ممكن تدعمهم . فالمواطن العادي يعرف أن الثقافة أخر ما تفكر فيه الدولة، وقد أشرت انت بوضوح إلى ذلك في بداية مقالتك، في نفس الموضوع أن الحكومة بكامل أعضائها لا علاقة لهم بالثقافة ولا المعرفة لا من قريب ولا من بعيد . وأنها منذ اربعين عاماً ليست محل اهتمام الحكومة أو الاحزاب السياسية إلخ بتعال وتعميم .
نود أن نوضح أن الموازنة العامة لا تتجاوز الثلاثين مليوناً لهيئة تضم خمسين مكتبة وفرع في عواصم المحافظات والمديريات وفيها (470) موظفاً . ومعظم الموازنة منصرفة للباب الأول .فقليلا من التواضع واحترام الكلمة.
وفي الأخير يشير الكاتب ( أن المكافاءات لا تصل إلى الضيوف أصلاً ، لان هناك من تخطفها داخل الهيئة نفسها . وعندي أمثلة كثيرة \من معرض العام الماضي. يضيف( بشكل عام كنا نتوقع انجازات ثقافية كبيرة من رموز يسارية وقعت الوزارة بيدهم وتحت مسؤولياتهم لكن الواقع اخفاق لا حدود له) ، لا أنكر الاحكام القاسية ، ولا اتبرأ من الاخفاق ولكن ما انفيه بشدة الاتهام لزملائي في الهيئة وما كنت أحب ان اشير إلى هذا الأمر لولا أن الدكتور ( قد بجها ) كما يقال في صنعاء وربما أنها مرتبط الفرس ....واليكموها مفصلة قدم الدكتور ان الجليلان فؤاد الصلاحي والدكتور أحمد الأصبحي محاضرتان مهمتان جداً . وقيمتها العلمية والمعرفية لا تقدر بالعشرة آلاف التي حددت لكل محاضرة .والمبلغ موجود لدى امين الصندوق وقد كتبنا رسالة للدكتورين حينها.
تشنيعه على كتاب " عودة الشيخ إلى صباه " واستغرابه أن يطبع 41 مرة جهل مغرور فهو لايعرف ان الكتاب قد طبع مئات المرات . وهو امتداد أصيل لتراث عربي وإنساني علمي يناقش الجنس بروح واقعيه وإنسانية وحضاريه . الكتاب أسمه الأصلي( الروض العاطر في سلوة الخاطر) للعلامة أحمد النفزاوي . وقد طبع الكتاب المهم تحت أسماء عديدة في مدن العلم في الزيتونة والقيروان وأسطنبول والقاهرة ودمشق وبغداد في أزمنة علماء الدين الحقيقين . بل أن أبو عثمان الجاحظ ألف أكثر من كتاب في هذا الباب العرس والعرائس، ورسائل الجاحظ، وفي كتاب الحيوان وألف عالم المواهب المتعدد الحافظ الإمام جلال الدين السيوطي عشرات الكتب في هذا الباب منها على سبيل المثال لا الحصر :(رشف الزلال) . وقاضي قضاة تونس أحمد التيفاسي قد ألف كتاب ( تحفة الألباب في ما لم يذكر في كتاب ) وقد أصبح قاضي قضات مصر ، وألف أحد أبرز وأهم كتاب وشعراء اليمن ومؤسس الحميني اليمني أحمد بن فليتة كتاب (رشد اللبيب في مسامرة الحبيب) ، ولو أن الكاتب قرأ الكتب المؤسسة للأدب العربي لإدراك خطأ الزراية بالكتاب والتعفف حد الزراية بكتب وعلم هو أساس لعلم الإجتماع الذي هو باحث به .
(الروض العاطر في نزهة الخاطر) طبع مئات وربما ألآف الطبعات وفيه قسم للتداوي بالأعشاب، وقد سرقة متولي متصرفية جيزان سليمان باشا وأسماه (رجوع الشيخ إلى صباه) وأضاف السيد فصلاً . وطبع في سوريا بأسم مختلف (الهيك في علم ال ...).
يرى كل الوزراء جهلة وغير مثقفين وكل الأحزاب لا صلة ولا علاقة لها بالثقافة ، يحول الثقافة إلى الاسم العظيم الذي لا يعرفه غيره . كلنا ننتقد الوزراء والدول كلها لسوء إدارتها ، وننتقد الثقافة لسوء إدارتها وليس مستوى الثقافة أو الجهل، الملاحظ أن الكاتب يركز انتقاده على فشل الدولة وهذا حقه . وعلى وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب اكثر فأكثر وهذا حقه أيضاً على المعرض وهذا فيه وعليه .
ثم يركز ..... على التراث والكتاب التراثي . معروف أن التراث انتقال السمات الحضارية والثقافية لمجتمع معين من جيل إلى جيل عن طريقة التعليم والتعلم .
وكمصطلح اجتماعي فإن التراث يعني السمات الحضارية والثقافية والاجتماعية لا مة من الأمم بما فيها اليمن طبعاً، كمان أنه تركة الأجيال الماضية من حضارة مادية ومعنوية ، ولولا هذا الإرث العظيم لما استطاعت المجتمعات والأمم والشعوب النماء والرقي والتطور ، أن تعلم ....... ، وتعلم الكتاتيب وهذا التراث الذي تتكلم عنه بزراية واستعلاء هو الذي حفظ لنا هويتنا العربية الإسلامية ، لأن الآباء الذي ربونا تعلموا اهمية المعرفة والعلم عبر هذا الإرث، وحتى كتب الخرافة وتحضير الجن الذي لا يعيب الكاتب عدم معرفتها وكتب (الأيركو و الستراكوما) التي ترسمها مصدرها عالم كبير كابن فليته في منتصف القرن السابع، لا يعيب الكاتب عدم معرفتها وهو عالم اجتماعي ولكن العيب كل العيب الجهل والاستعلاء معاً .
الإمام الغزالي يقول طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله.
حديثك يا دكتورعن المفرشين يختزل قدراً من الاستهانة بالحرفة وأهلها، لا يتناسب مع ما تدافع عنه ثم أن هذا التقليد في اليمن لا بد أن يدافع عنه وينميه ويكبره فهو لا يمكن أن يكون مثلما هو في نوتردام، أوحي الباطنية، أو شارع المتبني ببغداد ، أو شارع الحجاز بدمشق، أو المزرعة في بيروت، والقيروان، والزيتونة، ومراكش .
الجامعة لم يعد في الجامعة مكان للمعرض ويبدو أن الكاتب غير مطلع على أوضاع الجامعة أو أن يقول أي كلام ، القصة أن الكاتب راح يجسد انتقاده ، وحتى غضبة من الدولة عبر معرض الكتاب وعبر وزير الثقافة والهيئة العامة للكتاب . للوزراء كما للهيئة أخطاء أكبر عمقاً وجسامة من انتقاد الكاتب وهي أخطاء حقيقية ، ولكن انتقاده أتجه صوب معرض الكتاب الذي هو الآخر يحمل محنة الكتاب والثقافة والفكر في البلاد العربية كلها وبالأخص في اليمن، ورماها كلها على الثقافة والهيئة فلم يفتش الباحث الذي ((فتش) لاحظوا فتش ولم يجد كتاباً . الكلام غير دقيق لم يفتش عن محنة الكتاب في العراق الذي احرق فيه شارع المتنبي أهم شارع كتاب في الوطن العربي ممتداً لمئات السنين، ولم يفتش عن الكتاب في سوريا التي يعم الحريق كل مدنها وقراها وشوارعها، ولم يفتش عن الكتاب في لبنان التي هي الأخرى معاقة ومحاصرة بكلما حولها وتحديداً إسرائيل منذ عدة عقود ، ولا عن قضايا ومشاكل النقل ما بين المغرب العربي وشرقه ، ولا عن تفتيش الكتب في العربية السعودية الآتيه للمعرض .ولا عن تهديد الأمن لمعرض الكتاب في اليمن والتهديد بإحراقه ، ولكن راح يجلد الدولة الذي هو زعلان منها من خلال الجدارين القصيرين : الثقافة والهيئة . يستطيع أن ينتقد الحكومة كما لغيرة أيضاً انتقادات ما أكثرها ، ولكن أن ينزل إلى المعرض وكأنه ميدان النزال الوحيد فأمر .... وكأن معرض الكتاب الدليل الوحيد على فشل الحكومة .
لأن الكاتب يعتقد أن السبيل الوحيد أمامه لإسقاط الحكومة الفاشلة هو معرض الكتاب وهو معركة في غير محلها ، ولا زمانها ، معرض الكتاب لحظة زمنية مهمة ، وهو بحاجة إلى التضامن في مواجهة التهديد بالإحراق وقتل العاملين فيه أكثر من جعله ميدان نزال.
يتساءل بألم وحرقة شديدين يقول لا فض فوه ولا كسر قلمه ( أننا إزاء حكومة فاشلة وهذا أمر مؤكد وأصبح محل اتفاق لكل المراقبين ، استهدف عيشة المواطنين . يضف : ( ما دور الثقافة انها فاشلة لسببين لأنها لا تملك مشروعاً ثقافيا وثانياً أن الحكومة بكامل أعضاءها لا علاقة لها بالثقافة، ومع أن اللهجة إقصائية وإطلاقية جزافية فالخشية أن يصل الأمر حدود الاعتقاد بالتفرد بالثقافة و المتعالي ثم يتساءل بحرقة وألم شديدين ومتى كانت الثقافة محل اهتمام الأحزاب السياسية؟ ومراكز القوى المسيطرة على الدولة ؟ وما وجود وزارة الثقافة إلا وجود بروتوكولي وكمالةعدد ... ألخ .
طيب مادام وتعرف هذه المعاني لماذا تخوض المعركة في وادٍ غير ذي زرع فتتخد من المعرض ووزارة الثقافة ميدان تحدي فشل الحكومة وأنت تدرك أن الثقافة لعبة تكتيكية لإضافة وزير لتكتمل القسمة . أغبط الكاتب على احتفاظه بالنسبة الرقمية الدقيقة لمعرض الكتاب في العام الماضي، رغم أنه لم يقم أي أحد بدراسة المعروض من الكتب أو تحديد نسبتها، وهو أمر صعب ولم يحدث طبعاً . يعيب الكاتب على المعرض كتب المطبخ والمهتمة بزواج الصغيرات وأنا اعرف أن هناك مهتمون بزواج الصغيرات ومتحمسون (محشرون ) لهذا الزواج ولكني لا أعرف كتاباً من كتب التراث كما يسميها الكاتب خطأ فالتراث أوسع وأشمل وأعمق من بعض المسائل المحدودة جداً في بعض أبواب كتب الفقه وهي أيضاً لا تتفق مع ..... . ولا مع رؤية الكاتب كما اشار إلى كتب العفاريت ، أظنه يقصد كتاب (الجواهر اللامعه في استحضار ملوك الجن في الوقت والساعة) وكتاب (شمس المعارف الكبرى) والمندل السليماني ، وكتب الأوفاق ،وابو معشر الفلكي ربما لو دقق الكاتب أو فتش أو حاول التفتيش عنها لعثر على الكتاب الذي فتش عنه ولم يجده علما بأن كتب الاحكام الخرافية جزء اساس من علم الهيئة منذ كتاب بطليموس (المجصطي) وحتى صور الكواكب للصوفي وصولا الى سفن الفضاء العابرة للقارات.
أتمنى أن يتجنب الكاتب وأبنه التفتيش عن الكتاب غير الموجود ولا يعبر عنه باسمه في قضايا صغيرة يجري تحويلها إلى قضايا ليست هدفاً بذاتها . يشير بالنص إنه لم يجد إلا القليل إلا ان النادر من كتب الثقافة والحداثة والديمقراطية وغياب كل كتب الفلسفة والإيديلوجيا وهذا يعنى أن الهيئة ووزارة الثقافة لا تدرك معنى معرض الكتاب ودلالته الثقافية والمعرفية ، وأنها مناسبة وطنيه يطل منها المواطن على المطبوعات العربية ... إلخ .
يبدو أن الكاتب لم يراجع الموضوع بعد كتابته فهو في الفقرة ينفى بالمطلق وجود كتاب إبداعي ومعرفي يناسب طفله ، وينفي وجود كتاب ثقافي أو علمي ؛ ثم يرى أن الكتاب الثقافي والحداثي والديمقراطي كان نادراً، وهو استدراك لا محل له من الإعراب والكلام ينقصه الدقة ، كلامه هنا وهناك والحقيقة ان انتشار الكتاب التراثي موجود ومنتشر وسائد أيضاً والفطنة تحتم على الكاتب طلب قائمة وهي موجودة في المراكز : مصر ، لبنان وليس في اليمن والهامش فأنت لا تناقش سيادة الكتاب التراثي وحقيقة الكتاب موجود وسيبقى ولكن السؤال يبقى في أهمية حضور الكتاب الجديد المعبر عن التطورات العامة في الوطن وهي لم تكمل دورتها بعد ، ولا يزال الوضع العام في مراكز الرئاسة مرتبكاً ومهدداً : سوريا العراق وتونس ، هذا إذا الهدف بحث عن قضية أما إذا المعركة مع الطرف أو أطراف وبحثاً عن معركة عبر التوظيف فهذا شأن أخر .
نفيه عدم وجود كتاب فلسفي مردود عليه وربما أن الكاتب لا يعرف أن هناك قوائم بالدور المشاركة وقوائم بالكتب المعروضة،
أما إنكاره لوجود كتاب الأيديلوجيا فيبدوا أنه ينفي ما يكتبه والعكس فالكتب التي تنتقد وجودها ويسميها خطأ تراثية كتب أيدلوجيه بامتياز وحتى كتب الطبخ والعفاريت أيدلوجيه أيضاً .
أليست الأيديلوجيا عند كار ماركس جزء من البنيه الفوقية تعكس العلاقات الاقتصادية وهي تقدمية عندما تعبر عن الطبقات التقدمية الثورية وقد تكون غير عليمة عندما تعبر عن مصالح طبقات رجعية ، المعجم الفلسفي د/ مراد وهبه ص 65 .
وهناك العشرات من الدور والكثير من الكتب اللبنانية والمغربية التي غابت لاعتبارات تخصها فقد شحنت كتبها وأعطت توكيلات للعديد من الدور اليمنية ، ولو أن الكاتب فتش لوجد مبتغاه ، ولكن يبدو أن المشكلة لها علاقة بالمستوى
في الأخير ضم المعرض 270 داراً نقدم نموذجاً من عشرات الدور التي ضمت كتباً وقصصاً بما فيها قصص الأطفال وأعمال إبداعيه : شعرية ، وروائية ، ونقد أدبي ، ومسرحيات ، وكتباً فكريه وثقافية وعلمية وفلسفية . منها :
1. مكتبه مدبولي مصر
2. دار الفكر المعاصر سوريا
3. دار الساقي لبنان
4. اتحاد الكتاب العرب سوريا
5. دار الشروق اليمن
6. دار الجمل لندن
7. دار رياض الريس لبنان
8. دار النايا سوريا
9. المركز الثقافي العربي المغرب
10. مركز دراسات الوحدة العربية لبنان
11. الدار العربية للنشر والتوزيع لبنان
12. المجلس الوطني الكويتي
13. سلطنة عمان
14. دار الفكر العربي مصر
15. دار القلم لبنان
16. دار الكتب القانونية مصر
17. الدار العلمية مصر
18. الهيئة العامة للكتاب مصر
وهناك توكيلات من مكتبات مغربية وتونسية ولبنانية ومصرية عديدة للمكتبات اليمنية.
الكتاب المناسب تعبير غير دقيق، وجذر الكلمة اذا ما اخذ بمعنى المشاكلة فيبقى الجذر المادي اساس ويمكن استخدامه في القميص والجوارب والطاقية والحذاء وليس بحال في الكتاب والمحنة ان الدكتور لم يجد الكتاب ولا الكلمة المناسبة للتعبير عن الكتاب.
عنوان مقال الدكتور "غياب الثقافة والمعرفة من معرض الكتاب في بلادنا"، شاهدٌ على غياب المنطق والعقل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.