لطالما جذبت البقلاوة التركية اللذيذة والبازار الكبير المزدحم السياح من مختلف أرجاء العالم، ولكن في أيامنا الأخيرة انتعشت سياحة من نوع خاص جذبت رجال العالم إلى تركيا وهي السياحة الطبية الخاصة بزراعة الشوارب واللحى، إذ تنتشر في هذا البلد عدة عيادات متخصصة في هذا المجال. اعتبر الشارب منذ آلاف السنين رمزاً للرجولة والشهامة في مختلف المجتمعات، ومع أن بعض الثقافات تخلت عن هذا التقليد، غير أن بعضها الآخر اتخذ منه عادة لاسيما دول الشرق الأوسط وأجزاء من أسيا. وفي عالم السياسة على وجه الخصوص يلعب الشارب دوراً هاما في إبراز السياسي ويمنحه هيبة فريدة، ولذلك تجدهم أول من يتهافت على عيادات زراعة الشوارب المتوزعة في تركيا للحصول على الشارب المثالي الذي لطالما حلموا به. تتم عملية زراعة الشوارب واللحى من خلال إجراء طبي بسيط يعتمد على استخراج بصيلات الشعر من مناطق غنية بالشعر وزرعها في الشارب أو اللحية. ويتوجه الرجال عادة إلى هذه العيادات حاملين صورة للشارب المطلوب، وقد تكون بعض الاختيارات سيئة كونها لا تتناسب مع تقاسيم وجه المريض، وهنا يتدخل الطبيب لإقناع هذا الأخير بشكل آخر يناسبه أكثر. وفي ظل ازدهار هذه الصناعة، انتشرت العديد من العيادات الوهمية التي تعد بإجراء هذه العملية بنجاح، ولكن في كثير من الأحيان تظهر أخطاء طبية رهيبة ويضطر المرضى إلى تقديم شكوى إلى وزارة الصحة. ويولي الرجال الأتراك اهتماماً بالغا للشوارب ويعتبرونها رمزاً للشهامة والرجولة ولعل هذا ما ساهم في انتشار هذه الصناعة تحديداً في هذا البلد، ومع أن هذا الاعتقاد قد زال مع الوقت إلا أن تقليد الشوارب عاد مؤخراً بقوة حتى أصبح موضة يتبعها معظم الشباب. كما أن عدد كبير من الرجال من جميع أنحاء العالم يتوافدون على تركيا بهدف السياحة العلاجية والحصول على شارب جديد يمنحهم طلة أكثر رجولة.