على الرغم من احتضان مدينة الصليف شمال الحديدة لأهم الموانئ الاقتصادية وتعرف بنشاطها التجاري في ظل وجود عدد من المصانع التجارية بعد أن استهدفها الكثير من المستثمرين باعتبارها منطقة صناعية وتجارية إلا أن سكانها يرمى بهم الفقر إلى سحيق الهاوية ولا يزالون يتجرعون مرارة المعاناة من تدهور خدماتها الأساسية وشبه غياب للكهرباء حيث أصبحت السكان يعيشون في ظلام دامس. تظاهر العشرات من أبناء مديرية الصليف للتنديد بانقطاع الكهرباء عن المديرية التي أصبح سكانها يعيشون في ظلام دامس.. واتهم المتظاهرون المجلس المحلي بمديريتهم ب"المماطلة" والتنصل عن القيام بدوره في تنفيذ الخدمات الأساسية للمديرية رغم الوعود المتكررة باعتباره المسؤول الأول في ذلك. وطالب المتظاهرون بمحاسبة المتسببين في الأوضاع التي آلت إليها المديرية وتدهور البنى التحتية فيها رغم أن مدينة الصليف تعتبر منطقة خصبة للاستثمار ويقصدها الكثير من المستثمرين في مجال الصناعة والاقتصاد. ويقول مسؤول في المجلس المحلي بالمديرية ل" مأرب برس" :أن إيرادات ميناء الصليف وإيرادات رسوم النقل خارج خزينة المجلس المحلي ولا تستفيد منها المديرية، ولا تزال مركزية تذهب لوزارة النقل في صنعاء وأن المديرية محرومة من إيراداتها". ويقول المواطن حسن النجري: إن المديرية وعلى الرغم من وجود عدد كبير من المصانع التجارية إلا أن أبناءها محرومون من إيراداتها وخيراتها ويجني سكانها فقط مخلفات هذه المواطن التي تتسبب في كثير من الأمراض ومنها السرطان الذي ينتشر وبشكل مخيف في المديرية حد تعبيرهم. ويصارع الأهالي مرارة العيش وهم يبحثون عن بقايا لقمة العيش من نفايات يقال إنها تحتوي على مواد سامة وضعتها بعض الشركات على بعد نصف كيلو فقط من مساكنهم، فيما المسؤولون بهذه الشركات يقطنون فللاً فارهة ولا يهمهم النتائج المترتبة على هذه النفايات على سكان مدينة الصليف ورأس عيسى بمحافظة الحديدة، حيث أصبح العدو القاتل "السرطان" ينتشر بشكل مخيف وقد قضى على أكثر من عشرة أشخاص وسبعة لا زالوا في انتظار الموت بحسب مصادر محلية، ليكون هذا المرض الخبيث هو نصيب السكان من إيرادات هذه الشركات بعد أن ذهبت الإيرادات لجهات مسؤولة في الدولة التي تنصلت عن مسؤوليتها تجاه أبناء هذه المديرية. وتقع مدينة الصليف شمال غرب مدينة الحديدة على بعد 70 كم عبر طريق مسفلت متفرع من طريق الحديدة - جيزان ولا يفصلها عن جزيرة كمران سوى مسافة 3 أميال بحرية. عدد سكانها أكثر من 7000 نسمة يتوزعون على 17 تجمعاً سكانياً منها (الصليف - القرية - رأس عيسى - دير جابر)، يعمل معظمهم في اصطياد الأسماك ومناجم الملح وصناعة السفن التقليدية ويتبعها إدارياً ميناء رأس عيسى الذي يتم منه تصدير النفط اليمني. في سياق منفصل أوضح منسق اللقاء الثالث لمنظمات المجتمع المدني بمحافظة الحديدة "أحمد الجبوبي": أن الاجتماع الثالث بين اللجنة التنسيقية وممثلي منظمات المجتمع المدني وممثلي السلطة المحلية والقطاع الخاص والإعلاميين يهدف إلى مناقشة احتياجات وأولويات المديريات المستهدفة وتطوير مقترحاتها وتقديمها لممثلي المجالس المحلية عبر اللجنة التنسيقية. واستعرض الجبوبي – خلال انعقاد اللقاء الثالث لمنظمات المجتمع المدني ضمن مشروع تمكين منظمات المجتمع المدني في الحكم المحلي والذي تنفذه جمعية أبي موسى الأشعري وبالشراكة مع المنتدى الإنساني بمحافظة الحديدة وذلك بمشاركة 50 ممثلاً لمنظمات المجتمع المدني بالحديدة - ما تم انجازه في الاجتماع الثاني بين أعضاء اللجنة التنسيقية وممثلي السلطة المحلية.. مشيراً إلى أنه تم عرض الأولويات والاحتياجات التنموية للقرى المستهدفة في المديريات المستهدفة. وتمخض عن الاجتماع الخروج بمقترحات بأهم الأولويات التي سيتم تقديمها السلطة المحلية لاعتمادها في خطتهم السنوية.