افتتح سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، أول من أمس، «قرية الاتحاد» التي تنظمها مؤسسة ورشة حكومة دبي، بالتعاون مع مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، في منطقة الجداف مقابل معبر الخليج التجاري حتى الثاني من ديسمبر، وبمشاركة عدد كبير من الجهات الحكومية. حضر الافتتاح المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة ورشة دبي، حميد سلطان المطيوعي، والمنسق العام للمهرجانات في مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، إبراهيم صالح، ومدير إدارة تنفيذي للشؤون الحكومية في المؤسسة، يوسف مبارك، ونائب مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع في القيادة العامة لشرطة دبي، اللواء محمد سعيد المري، ومساعد المدير العام للإدارة العامة للدفاع المدني العميد أحمد الصايغ. وشهد سموه الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة، والذي تضمن فقرات عدة منها كلمة حميد سلطان المطيوعي، أكد فيها أهمية الوحدة الوطنية، وإظهار الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، وسلط الضوء على أهمية تنظيم «قرية الاتحاد» لأول مرة، مشيدا بمشاركة الدوائر والمؤسسات الحكومية فيها. فيما تخلل الحفل أيضا قيام طلاب من مدرسة أحمد بن سليم للتعليم الأساسي بتقديم أوبريت أحفاد النهام، بينما قدمت مجموعة من طالبات مدرسة الإبداع النموذجية أوبريت قصة الإمارات. وتفقد سموه الأجنحة المشاركة التي ضمت أجنحة كل من: ورشة حكومة دبي، والقيادة العامة لشرطة دبي، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، والإدارة العامة للدفاع المدني دبي، ودائرة الأراضي والأملاك، وبلدية دبي، إلى جانب جمعية دبي التعاونية لصيادي الأسماك، وجمعية الإمارات للثلاسيميا وغيرها. وقال المطيوعي، إن «تنظيم قرية الاتحاد جاء عملاً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالحفاظ على الموروث الشعبي ونقله لأجيالنا المقبلة، حيث إن من أهم أهدافها تعزيز الروح الوطنية في نفوس المواطنين، وإبراز روح الانتماء للوطن، وإحياء القيم والعادات والتقاليد التراثية للدولة، بالإضافة إلى تعريف الجنسيات والجاليات المقيمة في الدولة كافة بأصالة التراث الإماراتي». ووجه المطيوعي الشكر لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري والدوائر الحكومية المشاركة في هذه القرية التي ترمز إلى الوحدة أيضا من خلال المشاركة المتميزة لهذه الجهات الحكومية. مشيرا إلى أن قرية الاتحاد تضم 35 جناحاً وكشكاً تقام على مساحة 50 ألف قدم مربعة، تسلط كل جهة مشاركة الضوء على تراث الإمارات بطريقة مبتكرة، وتمنح الزوار فرصة الاطلاع على تاريخ وتراث الدولة من خلال العديد من المعارض والبرامج الاحتفالية. من ناحيته، أشاد إبراهيم صالح، المنسق العام للمهرجانات في مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري بمستوى تنظيم «قرية الاتحاد»، التي تستمر حتى الثاني من ديسمبر المقبل، لما تتضمنه من مشاركات ضمن الأجنحة التي تعكس جانبا من تاريخ الإمارات بشكل عام، ودبي على وجه الخصوص، وأن المؤسسة تفخر بالمشاركة في هذه الفعالية المميزة وتضع كامل خبراتها في خدمة أية مبادرات تهدف إلى الحفاظ على أصالة تراث دولة الإمارات وتسليط الضوء على تاريخها. وأشار صالح إلى أن كل جناح في «قرية الاتحاد» له طابعه الخاص، وذلك لما يحتويه من أشياء ومقتنيات تظهر التباين الواضح بين الماضي والحاضر، وتجعل الزائر يشعر بالفخر والاعتزاز بما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات خلال فترة زمنية قصيرة. كما أن هناك تعاوناً ومشاركة فاعلة بين القطاعين العام والخاص، وهو ما تسعى المؤسسة إليه دائماً. ومن جهته، قال اللواء محمد سعيد المري، نائب مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع في القيادة العامة لشرطة دبي، «تعكس المشاركة في قرية الاتحاد مدى التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية من أجل معايشة فرحة الوطن بالذكرى ال41 لقيام الاتحاد، كما أنها وسيلة لإظهار هذه اللحمة الوطنية والمشاركة الوجدانية، وإتاحة المجال أمام العائلات والزائرين للاطلاع على تراث دولة الإمارات العربية المتحدة مع ما تتيحه هذه القرية من فرصة للمقارنة بين الماضي والحاضر». وأشار إلى أنه يتم عرض بعض سيارات الشرطة القديمة والحديثة والمتطورة في الجناح الخاص بشرطة دبي، ليتمكن الزوار من مشاهدة الفرق بين الماضي والحاضر. من جانبه أكد العميد أحمد الصايغ، مساعد مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، أن المشاركة في «قرية الاتحاد» تأتي ضمن الاحتفال باليوم الوطني ال41 للدولة، ونشارك في الفرحة التي تغمر الوطن هذه الأيام، كما أن هذه المشاركة هي فرصة أيضا لإظهار مدى التقدم التي شهدته الدولة خلال العقود الأربعة الماضية، حيث يتم عرض بعض سيارات الإطفاء الحديثة والقديمة، وكذلك بعض المعدات والأجهزة التي يستخدمها رجال الدفاع المدني والإطفاء، علاوة على عرض سيارة مجهزة بأحدث الأجهزة التي تستخدم للمهمات في الصحراء. إلى ذلك أشار محمد المزروعي، المنسق في سيارة آمر، التابعة للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، إلى أن هذه السيارة مجهزة بأحدث الأجهزة، وهي قادرة على تقديم الخدمات كافة للمؤسسات الحكومية وكبار السن، وهي بحد ذاتها إدارة متنقلة، وتعتبر من الأفكار الإبداعية التي تنفذها الإدارة خدمة للجمهور. ومن جمعية الإمارات للثلاسيميا، أوضح المستشار الطبي في الجمعية، الدكتور عصام ظهير، أن الإمارات تعد الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي أسهمت في إنشاء أول مركز للثلاسيميا، وذلك عام 1989، وأنها تبدي اهتماما كبيرا بهذا الجانب، مشيرا إلى أن مشاركة الجمعية في قرية الاتحاد تأتي في إطار تعريف الزوار بما تقدمه الجمعية من خدمات، كما أنها أعدت برنامجا يتضمن محاضرات وتوزيع كتيبات توعية وتوزيع الهدايا على زوار الجناح. ولفت إلى أن عدد المصابين في الإمارات يبلغ نحو 2000 شخص، وأن الدولة تهتم بهذه الفئة وتقدم الدعم والرعاية المستمرة لها. ومن مركز دبي لتأهيل المعاقين، قالت شيخة عيسى: إن مشاركة المركز في «قرية الاتحاد» تأتي من خلال إقامة أربع ورش، هي ورشة أطيابي، التي يتم خلالها تدريب الأطفال على عمل الدخون، وورشة الخياطة، التي تعلم الأطفال حياكة الملابس، وورشة الطباعة على القمصان والكاسات، وورشة عدستي، لتدريب الطلاب على استخدام الكاميرا وكيفية التقاط الصور بطريقة حرفية. مشيرة إلى أن المركز يضم 150 طالباً وطالبة، تراوح أعمارهم بين خمس وثماني سنوات. وتفتح قرية الاتحاد أبوابها أمام الجمهور حتى الثاني من ديسمبر، وذلك في موقع القرية بالقرب من مقر مؤسسة ورشة حكومة دبي في منطقة جداف بجانب معبر الخليج التجاري، فيما يتوقع المنظمون استقطاب 20 ألف زائر للقرية، خصوصاً أن هناك العديد من الفعاليات التي تستهوي الجمهور، مثل معرض حكام دبي، ومعرض فارس التراث، ومعرض سيارات الشيوخ الأثرية، ومعرض التراث العمراني لبلدية دبي، والاستوديو التراثي، والمقهى الشعبي، والعروض اليومية للفرق الشعبية والرقصات التراثية، ومعرض القنص والصقور، والأمسيات الشعرية، والمأكولات الشعبية المتنوعة، والركن الترفيهي للأطفال وغيرها الكثير.