ينتظر زوار الإمام الحسين عليه السلام من العراقيين وغير العراقيين ،شهر محرم الحرام ،لإحياء ذكرى استشهاده وآل بيته الأطهار ،غير مكترثين بتهديدات التنظيمات الإرهابية التي تستبق هذه الزيارة سنويا بالتهديد والوعيد لكل من يشارك فيها ،مبينين أن هذه التهديدات لا تختلف عن أساليب المقبور صدام حسين. بغداد (فارس) تسميم الزوار .. أسلوب جديد للقاعدة أشارت معلومات استخبارية كشف عنها مصدر أمني رفيع إلى نية تنظيمات القاعدة الإرهابية باستهداف الزوار هذا العام عن طريق التفجيرات ومحاولة تسميم المواد الغذائية وتوزيعها على الزوار في بعض المناطق. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن هنالك معلومات استخبارية حصلت عليها الأجهزة الأمنية العراقية تفيد بوجود مخططات لعدد من التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي بتوجيه من قادة التنظيم لاستهداف الزائرين خلال شهر محرم الحرام" ،مبينا أنه وفقا لهذه المعلومات فأن "المخططات تركز على استهداف الزوار في المناطق المختلطة الطوائف لإثارة الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ومن هذه المناطق ديالى ومناطق جنوب صلاح الدين والعاصمة بغداد ومناطق شمال بابل فضلا عن استهدافهم في بقية المحافظات التي تمر منها قوافل الزوار في محافظات النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبعض مناطق صلاح الدين وغيرها". وأوضح المصدر أن "التنظيمات الإرهابية وجهت عناصرها بالعمل على تسميم الزوار في حال عجزت عن إدخال سيارات مفخخة إلى المدن التي يمرون بها" ،مبينا أن "هذا الأسلوب تم العمل به في مناسبات دينية سابقة والقوات الأمنية متيقظة لهذا الأمر وهي تعمل على توعية الزوار وأصحاب المواكب بهذه الحالة". وأضاف المصدر "إن القادة الأمنيين قرروا تخصيص خطة أمنية مضادة ضمن الخطة الأمنية الشاملة لحماية وتأمين زوار الإمام الحسين سلام الله عليه" ،مضيفا "إن القادة الأمنيين في كل محافظة على دراية تامة بهذه المخططات ووضعوا خططهم المضادة بالاستناد على المعلومات الاستخبارية وغيرها من مؤشرات واحتمالات متوقعة". الزوار يتحدون تهديدات القاعدة .. زوار الإمام الحسين عليه السلام وأصحاب مواكب خدمة الزائرين من جانبهم أبدوا عدم اكتراثهم لتهديدات تنظيم القاعدة وغيره من تنظيمات إرهابية ،مبينين أن هذه التهديدات لا تختلف عن التي كانوا يواجهونها في عهد المقبور صدام حسين ولم تمنعهم من تأدية الزيارة ولن تمنعهم تهديدات القاعدة اليوم. إذ يقول علي الكعبي وهو صاحب أحد المواكب الحسينية في منطقة الكرادة بالعاصمة بغداد في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس "إن شعائر محرم الحرام من زيارة ومواكب وطقوس أخرى معروفة كمواكب العزاء وغيرها لن تتراجع أمام تهديدات من يريدون التقليل من شأن أهل البيت عليهم السلام" ،مضيفا "إن هذه الطقوس لم تتوقف أيام صدام الذي كان ينشر آلاف عناصر الأمن والاستخبارات والمخابرات بين صفوف الزوار لمنعهم وتخويفهم واعتقالهم والكثير منهم كان يختفي بعد الزيارة وهنالك من تقطع يداه وغيرها من أساليب قمعية ذهبت وذهبت أيامها وذكر الحسين باقٍ لا يذهب". من جانبه يقول كرار الموسوي الذي يستعد لزيارة الإمام الحسين عليه السلام هذا الموسم كالمواسم السابقة في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس إنه لن يمتنع عن تأدية الزيارة "حتى لو أرسلوا انتحاريا لكل زائر" في إشارة إلى تهديدات القاعدة وتنظيماتها الإرهابية. هذا الرأي يشابه رأي أبو محمد وهو مواطن عراقي في الستين من عمره اعتاد على تأدية طقوس محرم منذ نعومة أظفاره حيث يرى في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس أن "تهديدات الإرهاب لن تزيد الزوار إلا عزما وتحديا على مواصلة مسيرة إحياء ذكرى أهل البيت عليهم السلام وقضيتهم الإنسانية وهي ليست بالأمر الجديد الذي نسمع به كل سنة تزداد فيها المشاركة في الزيارة". لقاء الأحبة.. وعودة المغتربين أما الحاج عواد فهو ينتظر شهر محرم الحرام كل عام كون أبناءه المغتربين خارج العراق "يتركون أعمالهم ودراستهم في بلاد المهجر ويعودون في هذا الموعد السنوي لتأدية طقوس محرم إلى جانب والدهم الكبير في السن" لتكون الشعائر الحسينية أكثر من طقس ديني يرجو منه الزوار ثواب الآخرة دون الأجر الدنيوي المبارك ببركة آل البيت عليهم السلام. /2819/