اتفق عدد من مدربي وخبراء الكرة في كأس العالم تحت 17 سنة، على أن بعض نتائج مونديال الناشئين، جاءت على غير المتوقع، خاصة نتائج المنتخبات العربية التي كان يتوقع لها الكثيرون أن تحقق نتائج أفضل في النسخة الخامسة عشرة، لكن جاءت نتائج المنتخبين الإماراتي والعراقي مخيبة للآمال، ولم يتجاوز منتخبا تونس والمغرب سوى الدور ال16 فقط.. ولعل العزاء الوحيد لمنتخبي تونس والمغرب الأفريقيين كان تأهل نيجيريا من القارة الأفريقية إلى نهائي المونديال، وكانت المنتخبات العربية خارج الخدمة مبكراً، وودعت المنافسات تماما ًبعد خطوتين. وأكد المدرب التونسي عبد الحي بن سلطان الذي خاض أول مشوار تدريبي في كأس العالم للناشئين، أن تونس استفادت كثيراً وقال نستعد لمونديال الشباب. وأكد أن نسخة مونديال الناشئين ( الإمارات 2013 )، تعتبر مهمة جداً في سجله التدريبي، مشيراً إلى أن البطولة الحالية، أوفت بما توقعه المحللون والمتابعون للبطولات السنية الكبيرة من خلال الظهور القوي لعدد كبير من المنتخبات. التطور أوضح بن سلطان، أن مباريات البطولة أكدت فعلياً أن التطور يبدأ في الاهتمام باللاعبين من الصغر، وقال : الفوارق في نسخة 2013 لم تكن كبيرة بين منتخبات شهيرة في كرة القدم وصاحبة تاريخ ناصع، ومنتخبات أخرى لم تسجل إنجارات معروفة، وأرجع بن سلطان ذلك لطبيعة البطولات السنية وتقارب الخبرة بين معظم اللاعبين. وأضاف: إن منتخب بلاده استفاد كثيراً من مشاركته برغم الخروج من الدور الثاني على يد المنتخب الأرجنتيني، والفائدة المهمة لمنتخبه التحضير لبطولة العالم تحت 20 سنة فالمنتخب الحالي كسب خبرات كبيرة من خلال تعود اللاعبين على أجواء البطولات العالمية وطبيعة المنافسين الكبار. مديح وامتدح عبد الإله الإدريسي مدرب المنتخب المغربي، تنظيم الإمارات لكأس العالم للناشئين، وقال : نجاح البطولة بدأ أولًا بالتنظيم العربي المشرف للإمارات لهذه النسخة من البطولة، مؤكداً أن المستوى الفني كان في مستوى الطموحات بفضل الظهور القوي والندية بين المنافسين. وقال: النتائج في الدور الأول أسهمت في تكافؤ الحظوظ، فظلت بطاقات التأهل للدور الثاني معلقة حتى آخر جولة، مشيراً إلى أن المنتخب المغربي تصدر مجموعته في الفجيرة، وبرغم ذلك خرج للعب مع ثالث مجموعة أخرى هو منتخب كوت ديفوار بطل أفريفيا. وأوضح الإدريسي أن خسارة منتخبه بصعوبة 1-2 من كوت ديفوار درس مفيد، كما هو حال كل المنتخبات التي خسرت من منافسين أقل نظرياً، ففي مثل هذه المواقف يتعلم اللاعبون كيفية التعامل مع المنافس في مرحلة الإقصاء ونظام خروج المغلوب. وأشاد بن سلطان بتميز المنتخبات الأفريقية في نسخة 2013، بعد تأهلها جميعها للدور الثاني، وتواجد منتخبين في ربع النهائي واستمرار المنتخب النيجيري حتى النهائي، وقال : إن تميز الكرة الأفريقية في المراحل العمرية، ليس بغريب حيث تتمتع الدول الأفريقية بخامات كثيرة من اللاعبين الموهوبين الصغار، ساعدهم على ذلك انتشار الأكاديميات الأوروبية في الدول الأفريقية، إضافة للاحتكاك الدائم بالكرة الأوروبية بالنسبة لمنتخبات شمال القارة. هيرو: اليابان تحتاج 27 سنة للفوز بكأس العالم حدد الياباني هيرو فومي مدرب المنتخب الياباني، فترة 27 سنة من الآن كي يستطيع منتخب اليابان الفوز بكأس العالم للناشئين، مؤكداً أن التخطيط للفوز باللقب بالنسبة لبلاده أمر في غاية الأهمية طالما اتحاد الكرة الياباني حدد خطة طويلة المدى للفوز بكأس العالم الكبير عام .. وشدد على ضرورة فرض الأفضلية أولاً في كأس العالم للناشئين والفوز بها بأقل من 10 سنوات من عام 2050 كي يحقق اليابان هدفه الأكبر، موضحاً أن اللاعب المتميز في كأس العالم للناشئين يصل لنضجه الكروي في عمر 26 و27 سنة كما حدث لمنتخبات أخرى مثل إسبانيا التي فازت بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بفضل جيلها المميز من اللاعبين في منتخبات الناشئين والشباب التي سبقت تلك البطولة بسنوات كثيرة. وأشار إلى أن منتخبه والبرازيل الوحيدان اللذان حصلا على العلامة الكاملة في الدور الأول ولكن لم يشفع لهما ذلك في الاستمرار أمام المنافسين في مرحلة خروج المغلوب. ووصف فومي مدرب المنتخب الياباني، نسخة 2013 لكأس العالم للناشئين بالأقوى من خلال مشوار منتخب بلاده فيها، مشيراً إلى أن معظم النتائج كانت بعيدة عن التوقعات والحسابات على الورق.. وقال قوة المستوى تجلت بوضوح في الأدوار الإقصائية من دور ال 16، حيث واجهت المنتخبات المتصدرة لمجموعاتها في الدور الأول صعوبات كبيرة وخرج بعضها من هذا الدور برغم ما توقعه البعض من سهولة في مواجهة ثوالث المجموعات، وضرب فومي مثلاً بمنتخب بلاده الذي تصدر مجموعته بالعلامة الكاملة حاله حال البرازيل، فقال إن منتخبه واجه منافساً عادياً من الناحية النظرية وهو المنتخب السويدي الذي حل ثالثاً في مجموعته وبرغم ذلك خسرت اليابان مبكراً واستمر المنتخب السويدي في مشواره حتى الدور نصف النهائي. لا للإحباط أوضح فومي، أن الخسارة في مثل هذه البطولات، لا تجلب الإحباط، بقدر ما تنير الطريق ليرى كل منتخب في هذا العمر المبكر أين يسير، مؤكداً أن تربع منتخبه على القارة الآسيوية لا يفيد كثيراً في منافسة منتخبات كبار من القارات الأخرى.