يسدل الستار اليوم على النسخة الخامسة عشرة من كأس العالم تحت 17 سنة في العاصمة أبوظبي مساء اليوم، بعد أن تحولت المدن الإماراتيةأبوظبي، ورأس الخيمة، والشارقة، والفجيرة، ودبي، والعين، على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية إلى قبلة لعشاق كرة القدم في العالم .. والتقت «البيان الرياضي» مع مجموعة من المدربين والخبراء قبل إسدال الستار، وأكد العراقي عبدالوهاب عبدالقادر مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي عجمان، أن مونديال الناشئين شهد مباريات ذات مستوى راق، خاصة التي يكون أحد طرفيها المكسيك أو البرازيل أو نيجيريا أو السويد، ولعل أقوى مباريات المونديال كانت مواجهة المكسيكوالبرازيل في دور الثمانية، وأشار إلى أن المونديال أحلى بالطريقة المكسيكية والطبخة النيجيرية. وقال: وضح على أداء اللاعبين في كأس العالم تحت 17 سنة، النضج الكروي واللياقة البدنية العالية والبنيان الجسدي القوي والوعي الخططي والإعداد الجيد لخوض المونديال، حتى يبدو للمتابعين للبطولة أنها مخصصة للكبار وليس لمرحلة سنية للناشئين، بفضل الروح القتالية العالية التي يخوض بها هؤلاء اللاعبين مبارياتهم في البطولة. مثال ضرب عبدالوهاب مثلاً بطريقة الأداء المكسيكية أمام البرازيل قائلاً: "قام لاعبو المكسيك بمهامهم الدفاعية على الوجه الأكمل وبمستوى أكثر من رائع، ولعبوا بتركيز عال وبدون تشتيت للكرة، ومن ورائهم حارس مرمى ممتاز أتوقع أنه لن ينتظر طويلاً في المكسيك وستطارده أندية أوروبا. المجموعة السادسة وعن أفضل المنتخبات في البطولة، قال عبدالوهاب: "لفت نظري بشدة منتخبات المجموعة السادسة التي أثبتت أنها منتخبات من طراز عالمي بتأهل 3 منتخبات منها هي نيجيرياوالمكسيكوالسويد إلى المربع الذهبي، وهي تستحق الوصول لهذا الدور بفضل ما قدمته من مستويات في الدور الأول". وأضاف: "كما أنني أعجبت كثيراً بالمنتخب الياباني الذي خاض مباريات بالمجموعة الرابعة في الشارقة، لأنه فريق يقدم كرة سريعة ويجيد التحرك والانتشار في أرجاء الملعب، بما يصعب المهمة على أي فريق يلاقيه". المشاركة العربية وعن المشاركة العربية، قال عبدالوهاب: "أعتقد أن مشاركة المغرب وتونس هي الأفضل عربياً في البطولة بدليل وصولهما إلى الدور ال16، وربما يكونا أفضل من المشاركة الآسيوية في البطولة أيضاً، لكن لا يزال هناك بعض القصور في الجوانب الفنية والبدنية والخططية للاعبين العرب، وهذا واضح إذا قورنوا بما قدمته منتخبات مثل المكسيكونيجيريا والأرجنتين، وهم يحتاجون إلى المزيد من العمل لكني اتمنى أن لا يتم الضغط على اللاعبين في مثل تلك المرحلة السنية، لأن المطلوب من مثل تلك البطولات تجهيز وإعداد اللاعبين للمستقبل". مستوى متقارب وأكد الدكتور عبدالله مسفر المدرب الوطني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الظفرة أن المستوى الفني كان متقارباً بين منتخبات البطولة بشكل كبير، وكانت السويد المفاجأة في أول مشاركة له كما حظيت مواجهة المكسيكوالبرازيل بمكانة خاصة بفضل الركلات الماراثونية. وقال النسخة 15 الحالية، أفضل كثيراً من آخر ثلاث نسخ لكأس العالم للناشئين، ووضح النضج الفني والخططي للاعبين رغم صغر سنهم، ووضحت الرغبة القوية في المنافسة والفوز مقارنة مثلاً بما شهدناه في كأس العالم للشباب 2003 التي جرت في الإمارات". وعن دور الاهتمام الإعلامي الكبير في تطور مستوى اللاعبين، قال الدكتور مسفر: "ربما يكون الاهتمام الإعلامي الكبير سبب من الأسباب المهمة وراء تطور ورغبة اللاعبين في تحقيق الفوز، لكن هناك أيضاً الاهتمام والحضور الجماهيري الكبير وغير المتوقع، والذي ساهم بلا شك في زيادة حماس اللاعبين وتحفيزهم على تحقيق الفوز". وأضاف: "في الحقيقة، لم أكن أتوقع مثل هذا التواجد الجماهيري الكبير في مباريات البطولة، وهناك جاليات لم تكن معروفة وتم اكتشافها من خلال البطولة، وأعتبر هذه الجماهير الطرف الثالث وراء النجاح الفني والتنظيمي الرائع للبطولة". مهارات فنية بالنسبة لرأيه بمنتخبات كأس العالم تحت 17 سنة، قال الدكتور مسفر: "بالتأكيد لفت المنتخب البرازيلي أنظار الجميع بما يمتلكه لاعبوه من مهارات فنية وبدنية عالية، وكذلك المنتخبان النيجيري والمكسيكي، وأعتبر أن المنتخب السويدي هو المفاجأة الكبرى في البطولة، كونها مشاركته الأولى في كأس العالم للناشئين". عن تقييمه للمشاركة العربية في المونديال، قال مدرب الظفرة: "عندما نرى المنتخبات المشاركة في المونديال، ونقارن بين المستويات الفنية المختلفة، نستطيع أن نؤكد أن وصول بعض المنتخبين المغربي والتونسي إلى الدور ال16 شيء إيجابي وجيد للغاية". وأضاف: "بالنسبة للمنتخب العراقي، فأعتقد انه حاول وأجتهد، ولا أعرف كيفية استعداده لتلك البطولة، لكن المنتخب العراقي أوقعته القرعة في المجموعة السادسة الصعبة في مدينة العين، مع منتخبات نيجيرياوالمكسيكوالسويد، والثلاثة منتخبات نجحت في التأهل إلى الدور قبل النهائي، ما يؤكد صعوبة المجموعة وقوة منتخباتها". حول أبرز اللاعبين الذين لفتوا الأنظار، قال الدكتور مسفر: "من الصعب تذكر أسماء اللاعبين الذين أتوقع لهم مستقبلا كبيرا، وأن يكونوا نجوماً لامعين بفضل موهبتهم التي أظهروها خلال كأس العالم الحالية للناشئين، وهناك لاعبون لفتوا نظري في المنتخب البرازيلي، ومثلهم في المكسيك والأرجنتين، وكيليتشي إيهيناتشو وموسى يحيى هدافا منتخب نيجيريا". وعن أكثر المباريات قوة من وجهة نظره، قال الدكتور مسفر: "مواجهة البرازيلوالمكسيك كانت أكثر المباريات إثارة، لأنها امتدت إلى ركلات جزاء ترجيحية ماراثونية انتهت 11-10، بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 1-1". غالو: الكرة النيجيرية «برازيلية» النكهة والمركز الأول محجوز لها تسابق مدربو المنتخبات التي شاركت في النسخة 15 لكأس العالم للناشئين لكرة القدم في الإمارات، على التغني بالمكاسب الفنية التي حققتها منتخباتهم في المونديال، وعلى الإشادة بمدى قوة البطولة فنياً، ونجاحها تنظيمياً، واعتبروا أن هذا النجاح سوف يفرض على الدول الراغبة في تنظيم البطولة نفسها مستقبلاً، بان تبذل قصارى جهدها لتحقق نجاحا مقاربا للتنظيم الإماراتي الرائع. أكد أليكساندر غالو مدرب البرازيل،أن الكرة النيجيرية " برازيلية " النكهة والمركز الأول في مونديال الامارات محجوز لها وقال: "أتوقع تتويج نيجيريا بالكأس، وهي الوحيدة القادرة على ذلك، لأنها تقدم كرة جميلة شبيهة كثيراً بالكرة البرازيلية التي كانت تستحق نتيجة أفضل في المونديال الحالي، توقعات واضاف " حقق مونديال الإمارات نجاحاً يفوق التوقعات على الصعيدين الفني والتنظيمي، بجانب أعلى معايير التفوق وأشار إلى أنه كان يتمنى استمرار فريقه حتى النهاية والفوز بكأس العالم، ليكون خير ختام لمشوار الفريق في هذه البطولة الرائعة. وأشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب خسارة السامبا ولكنها ، كرة القدم وليس دائماً الفريق الأفضل من يفوز، واعتقد أن لاعبي المنتخب البرازيلي، اكتسبوا خبرة كبيرة، وأتمنى أن تعود عليهم بالفائدة في المستقبل". تجربة رائعة أكد إبراهيما كامارا المدير الفني لمنتخب ناشئي كوت ديفوار، أن منتخب بلاده استفاد كثيراً من مشاركته في كأس العالم تحت 17 سنة، رغم خروجه من دور الثمانية للبطولة، وقال: "خاض منتخب كوت ديفوار مثل غيره من باقي المنتخبات، تجربة رائعة رغم خروجنا من المونديال، لكننا بتنا أكثر قوة وعزيمة من ذي قبل، بعد أن حققنا فائدة كبيرة من تلك البطولة التي شهدت تنافساً قوياً ومثيراً بين المنتخبات ال24، وأعتقد أن مستوى المنتخبات كلها جاء متقارباً فنياً وخططياً، وساهمت اللياقة البدنية وخبرة بعض اللاعبين في حسم الكثير من المباريات". وأضاف: "كما حققت البطولة نجاحاً تنظيمياً كبيراً، ودائماً ما أتحدث عن هذا النجاح في جميع أحاديثي منذ وصولنا للمشاركة، بفضل الأجواء والدعم والتسهيلات الرائعة التي وفرتها اللجنة المنظمة للبطولة التي خرجت في أبهى صورة". الشريف: أتمنى فوز «صغار النسور» بالكأس 15 تمنى الدكتور أحمد سعد الشريف أمين عام مجلس دبي الرياضي رئيس مجموعة دبي المنظمة للمونديال، أن يحقق المنتخب النيجيري "النسور الخضراء" كأس العالم تحت 17 سنة، في نسخته 15 بعد وصوله إلى المباراة النهائية ، وقال: "أساند نيجيريا للفوز باللقب، بعد أن قدمت مشوارا طيبا طوال مبارياتها في كأس العالم، ويكفي أنها المنتخب الوحيد الذي لم يخسر أيا من مبارياته حتى الوصول للعب على الكأس". وأضاف: "قدمت نيجيريا الأداء القوي والسريع والمغلف بالمهارات الفنية العالية التي عوضت حزننا على الوداع المبكر للمنتخب البرازيلي من دور الثمانية، وكنت أتمنى أن تجمع المباراة النهائية بين المنتخبين البرازيلي والنيجيري، لتكون المباراة قمة في المتعة والإثارة". مستويات عالية وعن المستوى الفني لباقي مباريات المونديال، قال الدكتور الشريف: "كشفت البطولة عن مستويات عالية لمنتخبات معروفة بتقدمها الكروي الكبير مثل البرازيل والأرجنتين والمكسيكونيجيريا، وقدم لاعبو تلك المنتخبات مهارات فنية تفوق عمرهم، ما يؤكد مدى اهتمام تلك البلدان بالمواهب الكروية لديها، ومدى النضج الكروي الذي وصل إليه لاعبو تلك الدول مقارنة بغيرهم من باقي دول المونديال التي لم تحقق النتائج والمستويات المتوقعة". تمنى الدكتور احمد سعد الشريف، أن يتم إعادة النظر في إعداد منتخباتنا العربية للناشئين، لأن المنتخبات العربية حققت كأس العالم تحت 17 سنة مرة واحدة عن طريق السعودية في عام 1989، رغم المواهب الكروية العالية التي تزين ملاعبنا الكروية، معرباً عن أسفه بخروج منتخباتنا العربية المبكر من المونديال الحالي، ممثلاً بالمنتخبين التونسي والمغربي اللذين ودعا المونديال من دور ال16، ومنتخبي الإمارات والعراق اللذين خرجا من الدور الأول للبطولة. خالد الكعبي: ناشئو المونديال لا يقلون روعة عن الكبار اعتبر خالد الكعبي مدير الفريق الأول لكرة القدم بنادي دبي، أن مونديال الناشئين حقق نجاحاً باهراً في الإمارات، خاصة من بداية الدور ال 16 الذي شهد مواجهات من العيار الثقيل لا تقل في قوتها وروعة أداء لاعبيها عن كأس العالم للكبار. مواجهات وقال: "تابعت بعض مباريات الدور الأول من مونديال الناشئين، ومواجهات الدور ال 16 والثمانية وقبل النهائي، وأعتبر أن المواجهة الأقوى جمعت بين المكسيكوالبرازيل التي ودعت البطولة، رغم أنها من أجمل المنتخبات التي قدمت كرة قدم في المونديال". وأضاف: "كنت أتمنى بقاء المنتخب البرازيلي إلى النهائي، لتوفير أكبر درجات المتعة الكروية، بما يمتلكه لاعبوه من مهارات فنية عالية، من المفترض أن يستفيد منها لاعبو أنديتنا الصغار، لكن للأسف، خرج الفريق من دور الثمانية، بالخسارة أمام منتخب آخر يقدم كرة قدم ممتعة، هو المنتخب المكسيكي". وعن أفضل لاعبي المونديال من وجهة نظره، قال الكعبي: "لاعبا البرازيل موسكيتو وناثان، وأتمنى أن تستطيع أندية الدولة التعاقد مع مثل هؤلاء النجوم، ليكونوا إضافة قوية للكرة الإماراتية، خاصة وأنهم لاعبون صغار السن، ومستقبلهم كبير في الملاعب، ما يعني أيضاً استثماراً مستقبلياً رائعاً". أشاد الكعبي بالجانب التنظيمي، وقال: "تنظيم المونديال كان أكثر من رائع، وهذا واضح للجميع بالحضور الجماهيري الكبير، لكن النقطة السلبية الوحيدة، كان تعارضه مع مسابقتي دوري الخليج العربي وكأس المحترفين، وهو ما أصابنا بالتشتت بين المسابقات الثلاث، وكان يجب تأجيل المسابقات المحلية خلال فترة إقامة مباريات البطولة المعروف موعدها منذ فترة طويلة". باكيتا: يتمنى انتقال «العدوى» الجماهيرية تمنى البرازيلي ماركوس باكيتا مدرب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب، أن تنتقل عدوى التواجد الجماهيري الكبير الذي شهدته مباريات المونديال، إلى مباريات المسابقات المحلية في الموسم الحالي، وأشار إلى نجاح الإمارات في استضافة المونديال على المستوى التنظيمي. وأكد أحقية المنتخب المكسيكي بالوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم، بعد أن أطاح بالمنتخبين البرازيلي والأرجنتيني من الدورين الثمانية ونصف النهائي. كما أكد أحقية المنتخب النيجيري كذلك في اللعب على اللقب، باعتباره المنتخب الوحيد الذي لم يخسر أي من مبارياته حتى الآن، رغم المستوى العالي والقوي للمونديال الإماراتي الذي كشف عن العديد من المواهب الكروية للمستقبل. أعرب باكيتا عن حزنه لخروج منتخب السامبا من البطولة على يد المكسيك، واعتبر أن فريقه قدم أسوأ مبارياته في دور الثمانية، وتأثر بغياب الثنائي بوشيليا وغوستافو، وفشل في إيجاد الحلول البديلة، ما أدى إلى خروجه من البطولة.