يلتقي في الثامنة من مساء اليوم، على ملعب استاد راشد بالنادي الأهلي في دبيالمكسيك "حامل اللقب" ، والملقب ب "أصحاب القبعات" مع السامبا في "صدام العمالقة" ضمن مباريات دور الثمانية لمونديال الناشئين لكرة القدم يدافع المكسيك عن لقبه كبطل لكأس العالم الأخير، والذي استضافه في 2011 ، وتعد المواجهة "نهائي مبكر " بالنظر إلى أنها تجمع بين منتخبين سبق لهما الفوز معاً بخمسة من ألقاب البطولة، ولكن التاريخ والحاضر يساندان ويلعبان مع البرازيل بقوة اليوم، وستكون القوة الهجومية سلاح المنتخبين بحثاً عن كأس العالم . مشوار التأهل والبرازيل هي بطل المسابقة 3 مرات، ووصلت إلى دور الثمانية بعد فوزها على روسيا 3-1 في الدور ال16على ملعب محمد بن زايد، حيث نجح "صغار السامبا" بعد شوط أول سلبي، في تسجيل أهدافها الثلاثة عن طريق موسكيتو هدف وبوشيليا هدفين، فيما سجل أليكساندر ماكاروف هدف روسيا الوحيد. تأهلت المكسيك "التريكولور" إلى دور الثمانية على حساب إيطاليا بالفوز عليها بهدفين نظيفين سجلهما أليخاندرو دياز وإيفان أوتشوا في مباراتهما بالدور ال16 على ملعب محمد بن زايد بالعاصمة أبوظبي يوم الاثنين الماضي، لتواصل مشوارها الناجح في البطولة. مشوار سهل تباين أداء المنتخبين كثيراً في الدور الأول، عكس تألقهما في الدور ال16، فالمنتخب البرازيلي نجح بسهولة في اقتناص بطاقة التأهل المباشر عن المركز الأول للمجموعة الأولى التي جرت في العاصمة أبوظبي.. وبالعلامة الكاملة برصيد 9 نقاط، بعدما كشف عن قوته الهجومية للاعبين الذين تصدروا قائمة أكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف في تلك المرحلة برصيد 15 هدفا تناوب على تسجيلها 6 لاعبين، تجاوزوا بها رقمهم القياسي المسجل في كوريا 2007، وسجلوا أهدافهم بفوزهم على سلوفاكيا ومنتخبنا الوطني بنتيجة واحدة 6-1، وعلى هندوراس بثلاثية نظيفة، ما وضعهم على صدر قائمة المرشحين للفوز باللقب العالمي في النسخة الخامسة عشرة في الإمارات. معاناة الوصول في المقابل، عانى المنتخب المكسيكي لاقتناص بطاقة المركز الثاني المؤهلة مباشرة إلى الدوري ال16 عن المجموعة السادسة، وجاء برصيد 6 نقاط خلف المنتخب النيجيري المتصدر برصيد 7 نقاط لتلك المجموعة التي جرت مبارياتها في العين، حيث جاءت بداية المنتخب المكسيكي على غير التوقعات قبل البطولة، بتأهل سهل باعتباره حامل اللقب.. لكنه سرعان ما تبددت تلك السهولة بعد الخسارة الثقيلة أمام المنتخب النيجيري في الافتتاح 1-6، وفوزه شبه السهل على العراق 3-1، وكان عليه الانتظار بقلق حتى حقق الفوز الصعب في الجولة الأخيرة على منتخب السويد بهدف وحيد، ليؤكد على الأقل على قاعدة عدم خروج منتخب حامل للقب كأس العالم تحت 17سنة من الدور الأول للبطولة التالية. عناصر الفوز يحتل منتخب المكسيك المتوج مرتين بلقب كأس العالم تحت 17 سنة، المرتبة الثالثة في تاريخ هذه المسابقة وراء كل من البرازيلونيجيريا المتوجين بهذا اللقب 3 مرات، وانطلقت مسيرة نجاحات المكسيك في بيرو عام 2005، عندما توج الجيل الذهبي للمكسيك بأول بطولة له بعد سحقه البرازيل في النهائي بثلاثية نظيفة، وبعد 6 سنوات، تمكن منتخب المكسيك الذي استضاف فعاليات تلك النسخة من رفع الكأس الغالية للمرة الثانية أمام أوروغواي بحضور 90 ألف متفرج في ملعب أزتيكا التاريخي. مجموعة مميزة يقود المنتخب المكسيكي المدرب راؤول جوتيريز الذي يتميز بخبرته الكبيرة بتلك البطولة، بعدما سبق وقاد الفريق للتتويج بكأس العالم تحت 17 سنة عام 2011، ومعه حالياً مجموعة مميزة من اللاعبين أمثال بيدرو تيران ولويس إنريكي هيرنانديز وماركو أنطونيو جرانادوس، والحارس راؤول جودينيو، سالومون وبياس وإيفان أوتشوا وأوليسيس ريفاس وأليخاندرو دياز. بدوره، هناك علاقة تربط المنتخبات البرازيلية عادة بألقاب كأس العالم لمختلف الفئات العمرية، ومنها كأس العالم تحت 17 سنة لكرة القدم، فمن 14 نسخة سابقة. 3 تمكن منتخب البرازيل من التربع على عرش البطولة 3 مرات، ووصل إلى منصة التتويج في 6 مناسبات، ولم يغب عن المنافسة سوى في نهائيات اليابان 1993، وحل المنتخب البرازيلي في نسخة المكسيك 2011، رابعاً بعد خسارته في الدور نصف النهائي أمام أوروغواي في مباراة مثيرة، ويقود المنتخب البرازيلي أليكساندر غالو، ويضم مجموعة من المواهب الواعدة أمثال أبنير وبوسكيليا وكينيدي وموسكيتو وجابرييل، ويفتقد الفريق اثنين من أهم عناصره بداعي الإيقاف هما جوستافو وبوشيليا، والأخير يتصدر ترتيب الهدافين ب6 أهداف. المدرب غالو: المواجهة نهائي مبكر والبرازيل لا تتوقف على لاعب أكد أليكساندر غالو مدرب البرازيل، أن مباراة اليوم أمام المكسيك قوية، وقال: علينا احترام أصحاب القبعات ، ومواجهتنا في دور الثمانية نهائي مبكر، وسيغلب عليها الأداء الفني العالي، ونفي أن تكون المواجهة ثأرية بين الفريقين على خلفية التاريخ المشترك بين المنتخبين. وقال في المؤتمر الصحافي:المكسيك منافس قوي للبرازيل على مدار التاريخ، وهو منتخب تقدم كثيراً وتطور كروياً على مدار السنوات الماضية، وبات منتخبا قويا على صعيد القارة، وقدم مباريات طيبة في المونديال الحالي، باستثناء مباراتها أمام نيجيريا في الجولة الأولى، والذي خسرتها المكسيك 1-6، لكن أداءها تطور بعد تلك المباراة بشكل جيد. وعن تأثير غياب غوستافو وبوشيليا على أداء المنتخب البرازيلي اليوم، قال : نقدم أداء جماعيا لا يتوقف على لاعب محدد، مع الوضع في الاعتبار أنهما لاعبان مهمان، لكن لدينا جميع اللاعبين مهمين، ولدينا كل اللاعبين جاهزون، واللاعبون الاحتياط على نفس مستوى الأساسيين، والبرازيل مليئة بالنجوم، وموسكيتو على سبيل المثال، يقوم جيداً بالأدوار الهجومية، وقادر على تعويض الغيابات. وبالنسبة لخضوع معظم لاعبي المنتخب البرازيلي للناشئين للتدريبات مع فرقهم الأولى للأندية، قال : تدريب اللاعبين مع الفرق الأولى للأندية، يسهل من عملي كثيراً كمدرب للمنتخب، على الصعيد الذهني والبدني، خاصة وأنني كنت أعمل مدرب فرق محترفة لسنوات طويلة، وهذه المرة الأولى التي أتولى فيها تدريب مرحلة سنية، وعموماً نحن لدينا منتخب متجانس وعلى مستوى فني عال، وجاهزون للمواجهة اليوم". أكد راؤول جوتيريز مدرب منتخب المكسيك صعوبة مباراة فريقه مع البرازيل لكنها لن تكون حاجزا أمام طموحات المكسيك للحفاظ على اللقب ، وقال: جئنا إلى الإمارات بطموح العودة إلى الوطن ونحن الأبطال، ومستعدون لمواجهة أي منتخب من أجل ذلك وإثبات جدارتنا كوننا أصحاب اللقب الأخير،وسيكون الفوز خطوة أولى للحفاظ على اللقب. وأضاف: لدينا منتخب رائع يضم لاعبين مميزين يسعون إلى تشريف كرة المكسيك وأتوقع أن تكون المباراة على درجة عالية من الإثارة والتشويق لأنها ستجمع منتخبين قويين يعرفان بعضهما جيدا. واكد جوتيريز أن لاعبيه استعدوا جيدا للدفاع عن لقبهم ويدركون أن الفوز على البرازيل سيكون الخطوة الأولى نحو الحفاظ على كأس العالم ويكون ثاني منتخب بعد البرازيل يتوج باللقب مرتين متتاليتين. ونفى مدرب المكسيك أن يشكل تحدي الحفاظ على اللقب ضغطا على لاعبيه وقال: أعتقد عكس ذلك لأن الفوز بالألقاب حافز للاعبين على التألق ومحاولة تكرار الإنجاز السابق، خاصة أنهم يشاهدون الآن نجاحات زملائهم ابطال العالم 2011 سواء في الدوري المحلي أو المحترفين منهم. وعن مواجهته لأقوى خط هجوم في البطولة ب18 هدفا، قال منتخبنا استعد جيدا وسيكون حذرا من "الطوفان" الهجومي للسامبا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن المكسيك لعب بشكل رائع في آخر 3 مباريات وسيحاول تقديم عروضه الجيدة اليوم. وعن الخسارة الثقيلة، التي تلقاها من نيجيريا في المباراة الافتتاحية ومدى تأثيرها على معنويات لاعبيه قال للصحافيين: أرجوكم لا تذكروني باليوم الأسود. وتابع حديثه قائلا: كانت فعلا خسارة قاسية لكنها مفيدة لنا، حيث استفدنا منها والدليل على ذلك أننا نلعب اليوم دور الثمانية وأمامنا فرصة ذهبية للتويج بالكأس للمرة الثانية على التوالي. وأوضح جوتيريز أنه تحدث مع لاعبيه بعد مباراة نيجيريا وأخبرهم أن الخسارة ليست نهاية العالم والمنتخبات الكبيرة تعرف كيف تعود من جديد. وعن أفضلية المكسيك في المواجهات التاريخية على حساب البرازيل في منافسات تحت 17 عاما، أوضح جوتيريز أن لكل مباراته ظروفها ويجب أخذ الإرث الكروي البرازيلي بعين الاعتبار.