يلتقي منتخبا السويدونيجيريا على ملعب استاد راشد بالنادي الأهلي بدبي في الثامنة من مساء اليوم، في موقعة نارية ضمن نصف نهائي كأس العالم تحت 17 سنة لكرة القدم (الإمارات 2013)، وهي المواجهة الثانية بين الفايكنج والنسور الخضراءبعدما التقيا في الدور الأول، وتعادلا 3-3 ضمن المجموعة السادسة التي جرت مبارياتها في مدينة العين، ما يعني أن حظوظ كلا المنتخبين متساوية على الورق في المربع الذهبي، وإن كانت كفة المنتخب النيجيري "النسور الخضراء"، الأرجح على ضوء ما قدمه الفريق من مستويات ونتائج في البطولة حتى الآن، إلى جانب امتلاك المنتخب النيجيري إلى قاعدة جماهيرية كبيرة، اكتشفت قوتها التشجيعية في مدرجات العين ودبي والشارقة، ليبدو الفريق كأنه يلعب في بلاده، وكونه بطلاً لكأس العالم للناشئين 3 مرات من قبل، ما يدفعه لمحاولة الفوز باللقب الرابع لفض الاشتباك مع المنتخب البرازيلي الذي يعادله في عدد مرات الفوز بالبطولة. وصول وصلت نيجيريا إلى المربع الذهبي بعد فوزها في دور الثمانية يوم السبت الماضي، على أوروغواي بهدفين نظيفين سجلهما تايوو أونيي، وهي المواجهة الثالثة التي جمعت بين كرة البلدين في مختلف المراحل السنية هذا العام، وخسرت نيجيريا المواجهتين السابقتين في كأس العالم للقارات وكأس العالم تحت 20 سنة، وحققت نيجيريا معدل تهديف عاليا في مونديال الناشئين الحالي بنسبة قياسية وصلت إلى 4.5 اهداف في المباراة الواحدة. تأهل وتأهلت السويد إلى المربع الذهبي، بعد الفوز على " كتيبة الكاتراتشوس" هندوراس 2-1 في مباراة طغى عليها المد والجزر ضمن دور الثمانية يوم الجمعة الماضي، ليواصل المنتخب الإسكندينافي، مفاجأته في البطولة مؤكداً جدارته للقب "الحصان الأسود"، بما يقدم من عروض رائعة وأداءً هجومياً باهراً، ناهيك عن قوة شخصية لاعبيه واندفاعهم الكبير، رغم أن الفريق يشارك للمرة الأولى في المسابقة. مجموعة الموت تخطى المنتخبان قبل دور الثمانية، خصمين قويين في دور ال16، حيث استطاعت نيجيريا تحقيق فوز كبير على إيران 4-1 في العين، وكسبت السويد نظيرتها اليابان 2-1 في الشارقة، وتأهل المنتخبان قبلها عن مجموعة الموت ، صعد المنتخب النيجيري مع الصفوة الدور ال16 بتصدره للمجموعة السادسة في العين، برصيد 7 نقاط من الفوز 6-1 في الجولة الافتتاحية على منتخب المكسيك حامل اللقب، وتعادله مع منتخب السويد 3-3، وفوزه على منتخب العراق في الجولة الأخيرة بخماسية نظيفة. وصاحب "النسور الخضراء" إلى الدور التالي، المنتخب السويدي باعتباره أحد أفضل منتخبات المركز الثالث برصيد 4 نقاط، بعد أن قدم الفريق عرضاً قوياً توجه بالفوز على منتخب العراق 4-1، وكاد أن يحقق مفاجأة ويهزم المنتخب النيجيري، لكنه ارتضى بالتعادل 3-3 وحصل على نقطة واحدة، وخسر جولته الأخيرة بهدف وحيد أمام المنتخب المكسيكي الذي احتل المركز الثاني برصيد 6 نقاط. السويد تقلد الديوك وتنافس على اللقب بمنتخب مواهب العالم يشبه منتخب السويد المشارك حالياً بكأس العالم تحت 17 سنة، المنتخب الفرنسي "الديوك" عندما توج بطلاً لكأس العالم للكبار عام 1998، بمجموعة من اللاعبين أصحاب الجذور غير الفرنسية بقيادة زين الدين زيدان الذي ينتمي لأصول جزائرية، وهذا التنوع الفكري والحضاري هو ما صنع التاريخ الذهبي للكرة الفرنسية، ويبدو أن منتخب السويد يسير على نفس الخطى، ويتنافس على كأس العالم بمنتخب يضم مواهب العالم ،وستكون البداية من مونديال الناشئين، وننتظر المستقبل لنرى ماذا سيفعل هذا الجيل من المواهب الواعدة؟ الدولة الأوروبية الوحيدة وتدافع السويد عن صغار القارة العجوز في مونديال 2013، بعدما أصبحت الدولة الأوروبية الوحيدة في الدور قبل النهائي، بمجموعة من اللاعبين أشبه بمنتخب عالم، بما يضمه من مواهب واعدة حرص المدرب رولاند لارسون على اختيارهم عندما قام بتجميع أفضل اللاعبين من مختلف أرجاء البلاد مجسداً التنوع الثقافي الذي يتميز به المجتمع السويدي، وتم الاختيار على أسس علمية وفنية عالية، لخلق قائمة قوية، تعتمد على الانتماء إلى السويد، واحترام المدرب، والموهبة الفنية، والقوة البدنية، حتى بات التضامن بين مختلف أفراد المنتخب الإسكندينافي لافتاً ويتكلم عنه جميع اللاعبين. جذور تضم قائمة لاعبي المنتخب الأوروبي الوحيد في الدور قبل النهائي، لاعبين من جذور غير سويدية مثل كل من نوح سونكو ساندبرغ الذي تنتمي عائلته إلى غامبيا الأفريقية، وعلي ميرزا سولييتش من البوسنة، وإردال راكيب من تركيا، وكارلوس ستراندبيرج من جذور تنتمي لموزمبيق، وإسحاق سيوانكامبو من أوغندا، ومولين سكيستين من هولندا، والشقيقان سيباستيان ويوهان رامهورن من كوريا الجنوبية، وفالمير بيريشا من كوسوفو، وكريستر يبوفاتش من كرواتيا. فيما ينتمي بعض اللاعبين الآخرين في المنتخب السويدي، إلى تزاوج بين جنسية سويدية وأخرى من الخارج، مثل أنتون ساليتروس الذي ينتمي إلى والد من المجر وأم سويدية، وجيكوب بيرجمان ولد في تنزانيا لكن والدته ووالده سويديين، ويمتد الأمر إلى أعضاء من أجهزة الفريق مثل ستيفن تندا أخصائي العلاج الطبيعي وهو من جذور إيطالية. اختلافات يعتقد لينوس فاهلكفيست قلب دفاع منتخب السويد، أن اختلافات اللاعبين ليست مشكلة، بل على العكس، لأن اختلاف الأمزجة وأنماط اللعب خلقت مزيجا ومجموعة وطريقة أداء جميلة، وقال: "نحن نعيش في مجتمع متعدد الثقافات، ويمكن أن أقول لكم عندما نكون على أرض الملعب، نظهر هذا المزيج الرائع الذي يجمع بيننا على أرض المستطيل الأخضر". وتابع: "هناك تنوع ثقافي كبير عندنا، والأمور تسير بشكل جيد، وتقليدياً فإن اللاعبين السويديين يتمتعون بالطول الفارع والقوة البدنية، وأعتقد بأن هؤلاء اللاعبين من خارج السويد، يوفرون لنا ميزات إضافية مثل السرعة والموهبة الفنية". تفوق يقول فاهلكفيست عن زملائه اللاعبين: "ندرك أننا نتفوق على اغلب المنتخبات التي تقابلنا في مونديال الناشئين، من الناحية البدنية ونستطيع استغلال هذه الناحية بالذات، وقررنا الاعتماد على التمريرات في العمق وعلى الكرات العالية، لكن أعتقد أن الأمر سيختلف عندما نلاقي المنتخب النيجيري، لكننا نملك فريقاً قوياً من الناحية البدنية والروح القتالية، مع اللعب السريع على الجناحين، ولدينا قوة ضاربة في الخط الأمامي، بالإضافة إلى دفاعنا الصلب، كما لاحظ الجميع في مبارياتنا السابقة، والتي من الصعب اختراقنا فيها والتسجيل في مرمانا". 5 5 أهداف وضعت كيليتشي إيهيناتشو على قمة هدافي منتخب نيجيريا، بفارق هدف عن زميله موسى يحيى، فيما يتصدر فالمير بيريشا قمة هدافي منتخب السويد في كأس العالم تحت 17 سنة لكرة القدم في الإمارات. في حين، اقتنصت نيجيريا صدارة قائمة المنتخبات الأكثر تسجيلاً في المونديال برصيد 20 هدفاً، بفارق هدف واحد عن المنتخب البرازيلي، وتقريباً حسمت تلك القمة، بخروج البرازيل من المنافسة، فيما لا يزال أمام نيجيريا مباراة بخلاف مباراة اليوم، وتأتي أوروغواي ثالثة برصيد 14 هدفاً وهي الأخرى ودعت المسابقة، وتتبقى الأرجنتين رابعة برصيد 12 هدفاً. والسويد خامسة برصيد 11 هدفاً، ومن بعيد يأتي المنتخب المكسيكي برصيد 8 أهداف. يذكر أن نيجيريا باتت أفضل منتخب يسجل في كأس العالم للناشئين، ومرشحة لتخطي المنتخب الألماني في هذا الإنجاز، حيث سجل المنتخب الألماني 24 هدفاً في مونديال 2011 بالمكسيك، وفارق الأربعة أهداف ليس كبيراً على القوة الهجومية الكبيرة للمنتخب النيجيري في مباراتيه المتبقيتين في البطولة. 7 تأهلت نيجيريا 7 مرات إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم تحت 17 سنة لكرة القدم، ورفع أبناء غرب إفريقيا الكأس 3 مرات. تتصدر نيجيريا قائمة المنتخبات الأكثر فوزاً بكأس العالم بالتساوي مع البرازيل، وبالتالي لديها الفرصة للانفراد بالصدارة، خاصة بعد خروج البرازيل من دور الثمانية. مفارقة أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لقب مجموعة الموت ، على المجموعة السادسة نظرا للمفارقة الغريبة بوصول 3 منتخبات عبر الأدوار المختلفة للمونديال إلى الدور قبل النهائي بشكل مثير للدهشة، وهي نيجيرياوالسويدوالمكسيك . واحتلت نيجيريا صدارة السادسة تليها المكسيك ، وتاهلت السويد ضمن أفضل ثوالث، والطرف الرابع في مربع الذهب هو الأرجنتين القادم من المجموعة الخامسة . أصدقاء أكد فاهلكفيست قلب دفاع السويد أن منتخب بلاده وصل إلى الإمارات بثقة عالية وقال: لم نخسر منذ فترة طويلة، وكل لاعب يقوم بدور هام أكان الأمر يتعلق في التشكيلة الأساسية أو من مقاعد اللاعبين الاحتياطيين، ونحن مجموعة من الأصدقاء داخل الملعب وخارجه، وروح التضامن السائدة في صفوف المنتخب السويدي، سمحت لنا بالصمود والوصول إلى المربع الذهبي، ونتطلع إلى الوصول إلى المباراة النهائية والعودة إلى بلادنا باللقب".