بدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس التوقعات المتفائلة بتوقيع اتفاق إطار بين الدول الست وإيران حول برنامجها النووي ولكنه تحدث عن انفراجة وصفها بالخطوة الأولى في عملية طويلة، في حين حذرت إسرائيل كيري ونظراءه الأوروبيين من أن إيران ستحصل على «صفقة القرن» الأمر الذي رفضته الولاياتالمتحدة واعتبرته اعتراضاً متسرعاً، فيما طالبت طهران ببحث تخفيف العقوبات المصرفية والنفطية في المرحلة الأولى من أي اتفاق. وأوضح وزير الخارجية الأميركي أمس أنه لا تزال هناك فجوات مهمة ينبغي سدها في المحادثات مع إيران بخصوص كبح برنامجها النووي وأنه سيجتمع مع نظيره الإيراني لمحاولة التوصل إلى اتفاق مبدئي. وقال للصحافيين بعد فترة وجيزة من وصوله إلى جنيف مهونا من التوقعات بحدوث انفراجة «أود التأكيد على أنه لا يوجد اتفاق في الوقت الحالي»، وأضاف: «أعتقد أن أحداً لا يشك في أن هناك بعض الفجوات المهمة التي يتعين سدها». ووصل كيري من تل أبيب حيث التقى مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يعتبر طموحات ايران النووية تهديداً لإسرائيل. وحذر نتانياهو كيري ونظراءه الأوروبيين من أن إيران ستحصل على «صفقة القرن» إذا نفذوا اقتراحات بمنح طهران إعفاء محدوداً مؤقتاً من العقوبات في مقابل تعليق جزئي لبرنامج تخصيب اليورانيوم والتعهد بعدم توسيعه. وقال نتانياهو للصحافيين :«إسرائيل ترفض الاتفاق تماماً، وما أقوله هو رأي كثيرين في المنطقة سواء قالوا هذا علناً أم لا.. اسرائيل غير ملزمة بهذا الاتفاق وإسرائيل ستقوم بما يتعين عليها أن تقوم به للدفاع عن نفسها وعن أمن شعبها». واجتمع نتانياهو أمس مع وزير الخارجية الأميركي وحضه على عدم التوقيع على الاتفاق النووي الذي تجري مناقشته مع إيران حالياً. وقال نتانياهو للصحافيين بعد المحادثات مع كيري «ايران تحصل على كل شيء تريده في هذه المرحلة دون ان تدفع اي شيء وهذا يحدث في الوقت الذي تتعرض فيه ايران لضغوط شديدة. أحض الوزير كيري على عدم التسرع بالتوقيع.. أحضه على التريث والتروي.. من أجل الحصول على اتفاق جيد. لكن هذا اتفاق سيىء.. اتفاق سيىء جداً جداً. انه اتفاق القرن بالنسبة لايران.. انه اتفاق خطير وسيىء جدا بالنسبة للسلام والمجتمع الدولي» وفي أول رد على التصريحات الاسرائيلية أكدت الادارة الاميركية ان الانتقادات التي عبرت عنها اسرائيل بشأن اتفاق مرحلي مع ايران حول برنامجها النووي «سابقة لأوانها». وقال مساعد الناطق باسم الرئيس الاميركي جوش ايرنست باراك اوباما انه حتى الآن «ليس هناك اتفاق» في مفاوضات جنيف. موقف إيران من جانب آخر قال عضو بوفد إيران المشارك في المحادثات مع القوى العالمية الست في جنيف أمس إن طهران أبلغت الغرب أنها تريد بحث تخفيف العقوبات المصرفية والنفطية في المرحلة الأولى من أي اتفاق نووي يتم التوصل اليه. ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن عضو الوفد الإيراني في المفاوضات مجيد تختراونجي قوله «أعلنا للغرب ان قضية العقوبات المصرفية والنفطية يجب أن تبحث في المرحلة الأولى». وفي إيران عبر رجال دين عن دعمهم لفريق التفاوض الإيراني. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن غلام رضا باوقار خطيب الجمعة بمسجد في بلدة ميشجين قوله إن «المفاوضين النووين هم ابناء هذه الأمة وإن الزعيم الأعلى (علي خامنئي) يدعمهم». وذكر الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس أن العالم قد يخفف العقوبات المفروضة على إيران قليلا في المراحل الأولى للتفاوض بخصوص اتفاق دائم وشامل. فرصة تقدم إلى ذلك أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول البرنامج النووي الايراني ان محادثات جنيف حول هذا البرنامج «توفر فرصة لإحراز تقدم حقيقي». وقال كاميرون على حسابه على تويتر «تحدثت للتو مع الرئيس هولاند بشان ايران. نحن متفقان على ان محادثات بناءة في جنيف توفر فرصة لاحراز تقدم حقيقي». وأكدت ناطقة باسم رئاسة الحكومة البريطانية «بلغنا مرحلة مهمة في المحادثات في جنيف». واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «هناك تقدماً لكن لا شيء نهائياً حتى الآن».