انتهت الجلسة الأولى بين مجموعة "5+1″ وإيران في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني بعد دقائق من افتتاحها، وأوضحت مصادر دبلوماسية أن طهران طلبت تخصيص الاجتماع للإيضاحات حول عملية التفاوض قبل البدء ببحث أي اتفاق، معتبرة أن الثقة فُقدت خلال الجولة السابقة من المفاوضات. وأوضحت المصادر أن اللقاء كان عبارة عن جلسة تقديم سريعة، وستليها اجتماعات ثنائية. من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده لن تقبل اتفاقا يتيح لإيران كسب الوقت. وبينما تميزت تصريحات الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية بنفحة إيجابية وكثر الكلام عن "إمكانية" التوصل إلى اتفاق، أكد رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي على ضرورة "استعادة الثقة المفقودة". وأضاف عرقجي قبل بدء الاجتماع "سنبدأ المباحثات بشأن المسار التفاوضي، وإذا حصلنا على نتيجة مرضية فإن المفاوضات ستبدأ على الأرجح الخميس بشأن نص الاتفاق"، مضيفا أنه يجب استعادة الثقة المفقودة. وخلال جولة المفاوضات السابقة بين يومي 6 و9 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بدا وكأن الاتفاق بات على وشك الإبرام، قبل أن تعمد فرنسا إلى إدخال تعديلات على مشروع الاتفاق ساهمت في تشدده، مما أدى إلى إنهاء الجولة دون اتفاق. خطوط حمراء وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إثر غداء عمل الأربعاء مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "لم نبدأ بعد مناقشة نص الاتفاق". وقبل ساعات من عقد المفاوضات دخل المرشد الإيراني علي خامئني على خط المفاوضات وحدد "الخطوط الحمراء" التي لا يمكن التراجع عنها، مثل "الحقوق النووية" لإيران. وقال خامنئي صاحب القرار في القضايا الإستراتيجية بما فيها الملف النووي، "أنا لا أتدخل في تفاصيل المفاوضات، لكن هناك خطوطا حمراء يجب على المسؤولين احترامها دون التخوف من ردود الأعداء، وقد قلتها للمسؤولين"، وهو يشير بذلك إلى تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية ورفض إقفال موقع التخصيب تحت الأرض في فوردو. وانتقد خامنئي في كلمته الدول الغربية وموقفها المتصلب إزاء النووي الإيراني وانسجامها مع إسرائيل. وسارعت فرنسا إلى الرد على موقف خامنئي، إذ حض رئيسها فرنسوا هولاند الأربعاء إيران على "تقديم ردود لا استفزازات" في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال هولاند في مؤتمر صحفي بروما مع اختتام القمة الفرنسية الإيطالية، "إن تصريحات خامنئي لا يمكن أن تسلك منحى التهدئة والتفهم"، مطالبا بتقديم ردود لا استفزازات. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبّر عن تفاؤله إزاء المفاوضات في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو مساء الأربعاء، إنه يأمل إيجاد حل لمشكلة البرنامج النووي الإيراني في أسرع وقت ممكن. من جانبه، أكد نتنياهو أن بلاده تريد قرارا سلميا دبلوماسيا، ولكنه طالب بأن يكون هذا الحل "مستداما وواقعيا"، سواء فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني أو الأسلحة الكيميائية السورية. وقبل بدء الجولة الجديدة من المفاوضات، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن الخلافات بين الجانبين تمت تسوية معظمها، وأعرب عن اعتقاده بأن اتفاقا بين الطرفين بات وشيكا. تريث أميركي وسبق تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده لن تقبل اتفاقا يتيح لإيران كسب الوقت، طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء من أعضاء مجلس الشيوخ التريث قبل التصويت على عقوبات جديدة ضد إيران، للنظر في ما ستسفر عنه محادثات جنيف. وقال أوباما إنه لا يعلم هل ستتوج المفاوضات باتفاق خلال هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، لكنه أضاف أنه سيبقي على كل الخيارات لمنع الإيرانيين من الحصول على أسلحة نووية. وشدد على أن أي تعليق للعقوبات الدولية في أي اتفاق محتمل سيكون محدودا، مؤكدا أن العقوبات النفطية والمصرفية -التي وصفها بأن لها تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني- ستبقى قائمة، في محاولة فيما يبدو لطمأنة الحليف الإسرائيلي وأعضاء الكونغرس المعارضين لأي رفع للعقوبات حتى بشكل جزئي. وتهدف الدول الغربية إلى إقناع إيران بوقف الأنشطة التي يشتبه في أنها تخفي شقا عسكريا، مقابل تخفيف بعض العقوبات. وتريد إيران إعفاءها من العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لخرقها قرارات المنظمة الدولية التي تطالبها بوقف تخصيب اليورانيوم والأنشطة النووية الحساسة الأخرى التي يمكن استخدامها لصنع أسلحة. وتنفي طهران أنها تريد امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، وتصر على أن برنامجها النووي مخصص تماما لأنشطة سلمية مثل توليد الكهرباء واستخدامات مدنية أخرى.