انفضّ سامر فرقاء البرنامج النووي الإيرانيطهران والقوى العظمى «5+1»، إذ لم يكد المتفاوضون يأخذون أماكنهم على الطاولة في جنيف مساء أمس، حتى افترقوا بعد أقل من عشر دقائق، أمرٌ فسّره مصدر مقرّب طالب عدم الكشف عن هويته بالقول: «كانت عبارة عن جلسة تقديم سريعة، وستعقد الآن اجتماعات ثنائية». بدوره، قلّل مسؤول كبير بالإدارة الأميركية من آمال التوصّل إلى اتفاق بين الأطراف المتفاوضة، قائلاً: «سيكون من الصعب جدّاً إن لم يكن مستحيلاً التوصّل لاتفاق نووي مبدئي مع إيران في المحادثات الجارية في جنيف هذا الأسبوع». صعوبة وأردف المسؤول للصحافيين بعد استئناف المحادثات بين ست قوى عالمية وإيران في المدينة السويسرية: «أعتقد أنّنا يمكن أن نحصل على اتفاق، وسيكون علينا أن نرى إن كان هذا سيحدث لأنه صعب.. إنه صعب جدّاً»، مضيفاً أنّ «الغالبية العظمى من العقوبات المفروضة على إيران ستبقى نافذة بعد أي اتفاق أولي لوضع حدود لبرنامجها النووي المثير للخلاف وأنّ واشنطن ستنفذها بقوة». ايضاحات وكانت إيران طلبت تخصيص الاجتماع للإيضاحات حول عملية التفاوض قبل البدء بدراسة مشروع الاتفاق نفسه، معتبرة أنّ الثقة فقدت خلال الجولة السابقة من المفاوضات. وكانت وكالة فارس الإيرانية نقلت عن رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي قوله قبل بدء الاجتماع: «سنبدأ المباحثات بشأن المسار التفاوضي، وإذا حصلنا على نتيجة مرضية فإن المفاوضات ستبدأ على الأرجح بشأن النص يجب استعادة الثقة المفقودة». وكان عرقجي يشير بذلك إلى التعديلات التي أدخلت على نص الاتفاق بناء على طلب فرنسا في التاسع من نوفمبر الماضي. وانتهى الاجتماع يومها من دون التوصل إلى اتفاق. وفي موسكو التي تشهد حراكاً قريباً من الملف بوصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إنّ لديه أملاً في التوصّل إلى نتيجة إيجابية في المحادثات الجارية حالياً في جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف بوتين بعد محادثات في موسكو مع نتنياهو: «يحدوني الأمل أن تفضي المحادثات بين القوى العالمية الست وإيران التي استؤنفت اليوم في جنيف إلى نتيجة». ولم يقدّم بوتين تفاصيل أخرى. بدوره، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على إيجاد «حل حقيقي» لمشكلة البرنامج النووي الإيراني، وذلك اثر لقائه الرئيس فلاديمير بوتين الذي دعا إلى حل يوافق عليه الطرفان. في السياق، حضّ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إيران أمس على تقديم ردود وليس استفزازات في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال هولاند في مؤتمر صحافي في روما مع اختتام القمة الفرنسية الإيطالية: «صحيح أنّ اقتراحات خامنئي لا يمكن أن تسلك منحى التهدئة والتفهم، إذن على إيران أن تقدم ردودا وليس استفزازات».