دعا خطيب جامع أم الخير في شارع التحلية بجدة الشيح صالح بن محمد الجبري في خطبة يوم أمس إلى صيام يوم عاشوراء، حيث ذكر فضل هذا اليوم وعلاقته بموسى عليه السلام وفرعون، حيث قال: لقد انقضت أشهر الحج المباركة وأتى بعدها شهر كريم، هو شهر الله المحرم، وقد قال صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل». وسمى النبي عليه السلام المحرم شهر الله وأضافه إلى الله عز وجل ليدلل على شرفه وفضله؛ لأن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته. وهذا الشهر هو مفتاح السنة الهجرية وبدايتها، وفيه نصر الله نبيه وكليمه موسى عليه السلام على إمام الكفرة والملحدين فرعون الذي فرق الأمة وجعل أهلها شيعًا وأحزابًا ليسهل عليه السيطرة عليها كما تفعل الأمم القوية المستعمرة اليوم في الأمم الضعيفة، وكما يفعل الحاكم الظالم الذي لا يخاف الله ولا يعمل بشرعه ولا يهمه إلا استمرار حكمه ولو على الأشلاء والدماء كفرعون سوريا اليوم. كان هذا الحدث العظيم والنصر المبين في اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو يوم عاشوراء، ولما قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم عن سبب صيامهم، فقالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى من فرعون فنحن نصومه شكرًا، فقال: «نحن أولى بموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه. فانظروا إلى تضامنه عليه السلام مع أخيه موسى عليه السلام ومشاركته له في هذه الفرحة وشكر الله على أن نجاه ونجى بني إسرائيل معه، وليت ذريتهم من اليهود الآن يقدرون هذا الموقف النبوي الإنساني النبيل من نبي الرحمة يوم وقف مع المظلوم ضد الظالم، ويوم واسى المستضعفين ممن نجا من بطش فرعون، ولكنهم الآن يذبحون أتباع محمد بن عبدالله في فلسطين، ويحاصرونهم ويهدمون بيوتهم ويتلفون أموالهم ويقصفونهم بالطائرات والمدافع ليلًا ونهارًا كما فعل فرعون بأسلافهم، فاليهود يقفون الآن في صف فرعون ويفعلون ما فعله أجدادهم، ويقاتلون أتباع محمد الذي صام شكرًا لنجاتهم من الطغيان والاستبداد والقتل والتعذيب، فأي موقف أشنع وأبشع وأقبح من هذا الموقف الدال على الخبث واللؤم ونكران الجميل وجحد المعروف؟! ولكن يبدو أن اليهود الآن يسيرون إلى نهايتهم لأن كل من سار على طريقة فرعون لا بد أن تكون نهايته كنهايته عاجلًا أم آجلًا.