بين وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية، ورئيس فريق التوعية بالبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة الدكتور عبدالعزيز بن سلطان الملحم أن الأرقام والإحصاءات المحلية والتقارير الدولية تكشف عن هدر كبير تشهده المملكة خلال العقد الأخير في مجال استهلاك الطاقة، مقارنة بالدول الأخرى، حيث يتسارع نمو الاستهلاك المحلي من البترول والغاز بمعدل سنوي يبلغ 4-5%، موضحًا أن هذا المعدل يعد أعلى من معدل النمو الاقتصادي، ولا شك أن استمرار هذا النمط الاستهلاكي المرتفع للطاقة لدينا، يتسبب في هدر موارد المملكة الناضبة، ويؤدي إلى خفض دخلها من الصادرات البترولية والغاز نظرًا لفقدان الفرص البديلة في زيادة التصدير. وأوضح الملحم خلال استضافة غرفة الشرقية ممثلي البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة بمناسبة إطلاق البرنامج للحملة الوطنية لترشيد الطاقة الذي عقد مؤخرا أن القطاعات الأكثر استهلاكا للطاقة هي قطاع الخدمات بنسبة 51%، و قطاع النقل بنسبة 21%، و قطاع الصناعة بنسبة 15%، و قطاعات أخرى بنسبة 5% . وأشار الدكتور الملحم إلي أن هذا اللقاء يعد الثالث من نوعه في سلسلة اللقاءات لترويج الحملة في مختلف مناطق المملكة، منوهًا بحملة ترشيد الطاقة التي تستمر لمدة 3 سنوات لتسليط الضوء على أهمية الترشيد، مضيفًا أن الدولة واستشعارًا لحجم المشكلة وأثرها على الاقتصاد الوطني، فقد بدأت منذ عقد تقريبًا لرفع كفاءة الطاقة في جانب الطلب (الاستهلاك)، وإنشاء المركز السعودي لكفاءة الطاقة. وأكد الملحم أن أهم عامل في نجاح الجهود الحالية لرفع كفاءة استهلاك الطاقة بالمملكة يتمثل في انتشار الوعي والإدراك لدى أفراد المجتمع ومؤسساته عن حجم المشكلة، وذلك لن يتم إلا بتضافر جهود الجميع، بالإضافة إلى دور القطاع الخاص الحليف الاستراتيجي في إنجاح هذه الجهود المخلصة. وأفاد أن حجم الصرف الحكومي على الطاقة يقدر بنحو 3 - 4 مليارات ريال سنويًا، مما يستدعي توفير مبانٍ مرشدة للطاقة لتوفير نحو 20 - 30 % بهدف استخدام هذه المبالغ في احتياجات أخرى ذات نفع على الاقتصاد والمجتمع. وعد الدكتور الملحم تغيير السلوكيات وارتفاع الوعي الفردي هو العامل الأساس في تقليل حجم استهلاك الطاقة في المنازل السكنية.