وصفت الناقدة الفنية والكاتبة خيرية البشلاوي عدم حضور أبطال وصناع فيلم "الشتا اللي فات" الندوة الخاصة بالفيلم عقب عرضه مساء اليوم "الخميس" ضمن فعاليات الدورة ال 35 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأنه خطأ غير مبرر ولا يغتفر،حيث كان من المقرر حضور بطلي الفيلم عمرو واكد وفرح يوسف والمخرج إبراهيم البطوط. وشددت خيرية البشلاوي - في تصريح لصحفية - على ضرورة أن يساهم النجوم وصناع الأفلام المشاركة في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي لإنجاحه بحضورهم الندوات الخاصة بها، للرد على تساؤلات الحضور والدفاع عن النقد الموجه لأفلامهم. وقالت إن عدم مشاركة صناع وأبطال فيلم "الشتا اللي فات" في ندوة كبيرة أقيمت له ضمن فعايات المهرجان أمر لا يليق بهم، مشيرة إلى أنه تم شن حملة شرسة لعدم إقامة دورة المهرجان لهذا العام، إلا أنه أقيم في ظل ظروف صعبة وتحديات كبيرة بعد توقفه العام الماضى بسبب إندلاع ثورة 25 يناير. ومن جانبه، أشاد الناقد السينمائي الكبير رفيق الصبان - الذي أدار الندوة الخاصة بالفيلم التي لم يشارك فيها سوى الفنان صلاح حنفي والذي ساهم في تمويل إنتاج الفيلم - بمستوى الفيلم بشكل عام ، مشيرا إلى أن نحو أكثر من 80 % من المطبوعات الصحفية الإيطالية والأجنبية أثنت على مستواه عندما تم عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الذي يعد أكثر المهرجانات الدولية قسوة بعيدا عن المجاملات. وقال الناقد السينمائي رفيق الصبان إنه على الرغم من عدم حصول فيلم "الشتا اللي فات" على جائزة في فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إلا أن العديد من الكتاب والنقاد أثنوا على مستواه، وتم ترشيحه للعرض في افتتاح دورة مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام الذي تم إهداء دورته لأرواح شهداء الوطن، وخاصة أنه يسجل لحظات فارقة لموجة الاحتجاجات التي تحولت لثورة في ميدان التحرير في يوم 25 يناير 2011. ووجه الصبان التحية لصناع فيلم "الشتا اللي فات" الذي بعث برسالة حب وأمل في بداية ونهاية أحداثه المليئة بالقسوة، مشيرا إلى أن جميع الأفلام التي تم تنفيذها عن ثورة 25 يناير لم تنجح تجاريا، الأمر الذي جعل العديد من المنتجين يترددون في تمويل تلك النوعية من الأفلام. وأشاد الصبان بأداء الفنان صلاح حنفي في الفيلم ، لافتا إلى أنه برع في تجسيد القسوة الناعمة التي تختفي في شكل شديد التمدن. بدوره، قال الفنان صلاح حنفي إنه تم بدء تنفيذ الفيلم في آخر أيام عهد الرئيس السابق حسني مبارك وتحديدا يوم 10 فبراير 2011، حيث استغل صناع الفيلم الحالة الثورية الموجودة في ميدان التحرير للبدء في تنفيذه، مشيرا إلى أنه تم الحرص على جمع المعلومات اللازمة لتنفيذ الفيلم، وتجسيد حالات حقيقية تعرضت للتعذيب من قبل ضباط أمن الدولة في عهد النظام السابق. وحول شخصية ضابط أمن الدولة "عادل" التي جسدها خلال أحداث الفيلم، قال صلاح حنفي، إنه على الرغم من قسوة تلك الشخصية، إلا أنها كانت ترى أنها تؤمن بأن ولاءها الوحيد للبلاد وهدفها تأمين حياة مواطنيها. وبشأن عدم تناول الفيلم لردود الأفعال المتنوعة في ميدان التحرير ووجهات النظر المختلفة خلال بدء ثورة 25 يناير، أوضح الفنان صلاح حنفي أن الفيلم تدور أحداثه في إطار إنساني بحت من خلال التعرض لثلاث شخصيات تنتمي للطبقة المتوسطة من خلال حياة الناشط ومهندس الاتصالات "عمرو" والصحفية "فرح" وضابط أمن الدولة "عادل" ، وليس كيفية اندلاع الثورة التي يصعب استعراض جميع زواياها خلال أحداث الفيلم.