د. إبراهيم محمد باداود فور الإعلان عن انتهاء المدة المحددة لتصحيح أوضاع المخالفين لأنظمة العمل شهدت مدن المملكة بشكل عام هدوءًا نسبياً في الطرقات وانسيابية في حركة المرور حتى في أوقات الذروة إضافة إلى خلو العديد من مواقع البناء من العمالة الموجودة وتوقف الأعمال فيها ، كما أغلقت الكثير من المحال أبوابها ومنهم من وضع إعلاناً للصيانة وآخرون للتقبيل . يأتي هذا الوضع كردة فعل طبيعية من قبل من لم يقم بتصحيح وضعه خوفاً من أن يقع في أيدي الجهات الأمنية والتي بدأت حملات تفتيش في الشركات والأسواق والأحياء التجارية لتعقب العمالة المخالفة ،وقد أسفرت في أيامها الأولى عن القبض على عشرات الآلاف من العمالة في كثير من مناطق المملكة ووضعهم في مراكز للإيواء لإستكمال إجراءات تطبيق العقوبات بشأنهم ومن ثم ترحيلهم. اختفاء العمالة المخالفة الآن لايعني نجاح الحملة بل يعني أن المخالفين انتقلوا من مرحلة العمل العلني إلى العمل السري وهذا أمر خطير للغاية وعلى الرغم من أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أكد أن الحملة ستشمل كل من يتم ضبطه وهو يقوم بتشغيل أي من المخالفين وكل من يترك عمالته يعملون لحسابهم الخاص أو من يتستر عليهم أو يؤويهم أو ينقلهم أوحتى المستفيدين الذين لم يبلغوا عن تأخر من استقدموهم عن المغادرة في الوقت المحدد لمغادرتهم إلا أن البعض لايعي هذا الأمر . بعض المخالفين يعمد لأن يختفي الآن كمرحلة امتصاص لبداية الحملة بحيث يبقى في مواقع مختبئاً وما إن تخف حملات التفتيش قليلاً إلا وتجدهم مرة أخرى قد ظهروا من جديد أو إنهم وجدوا حيلة معينة تمكنوا من خلالها الالتفاف على الأنظمة والقوانين الجديدة . بعض المواطنين اليوم يعتقد أن حملة التفتيش لاتعنيه في شيء ولاصلة له بها فهو يمكن أن يقوم بتشغيل العمالة المخالفة بشكل يومي سراً مخالفاً للنظام ، أو يمكن أن يعلم بوجود عمالة مخالفة تعمل في مكان ما أمامه ولايحرك ساكناً اعتقاداً منه أنه لايريد قطع رزق أحد . إن المواطن يجب أن يكون صمام الأمان الأول لنجاح مثل هذه الحملات وبمقدار تعاونه وتفاعله مع الأنظمة والقوانين الموجودة سنجد بأن الحملة قد نجحت وأن سوق العمل لدينا قد أصبح منظماً ومثالياً . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
