د. إبراهيم محمد باداود لا يأتي النجاح من فراغ، كما لا يأتي الفشل بدون أسباب أو مقدمات، وعادة ما يصاحب النجاح مقدمات ومؤشرات تشير إلى أن هناك نجاحًا قادمًا، ومن تلك المؤشرات -بعد توفيق الله عز وجل- الاستعدادات المبكرة، والتخطيط المتقن، والاحتياطات القائمة، غير أن من أهم أسرار نجاح حج هذا العام الحزم والجدية، بل والإنذار بالعقوبات المغلّظة في حال تجاوز الأنظمة، أو الحج بدون تصريح. لقد نجح شعار (لا حج إلاَّ بتصريح) هذا العام بشكل أفضل بكثير ممّا سبقه من أعوام، فقد تحوّل من شعار تعرضه اللوحات الإرشادية وغيرها من الوسائل الإعلانية، والقنوات الفضائية ليكون شعارًا عمليًّا ساهم في إعادة أكثر من 70 ألف حاج مخالف، حاولوا التسلل للمشاعر المقدسة، كما ساهم في تحفظ الجهات الأمنية على أكثر من 138 ألف مركبة مخالفة، وسيتم تطبيق العقوبات عليها، إضافة إلى إعادة 26 ألف مركبة مخالفة عبر نقاط الفرز، كما تم ضبط 28 ألف مخالف لا يحملون تصريحًا للحج، إضافة إلى حصر أكثر من 85 مكتبًا وهميًّا يُروِّج لحملات حج وهمية. هذه النتائج لم يكن لها لتتحقق لولا الجدية والحزم التي انطلق منها موسم حج هذا العام، والتأكيد بأن لا حج إلاّ بتصريح، والإعلان المستمر عن عدد الذين يتم إعادتهم من المخالفين، إضافة إلى الإعلان عن العقوبات التي رُصدت لهم، والتي كانت مثار جدل لدى البعض، على الرغم من تأكيد سمو أمير المنطقة بأنها تُفرض لأول مرة، ولا تزال قيد التقييم. إن الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة، المحكمة بأعمال منظمة، في وقت محدد، وبطريقة محددة، فيجب أن تُؤدَّى هذه الشعيرة بطريقة نظامية، وأن يتم معاقبة مَن يُخالف تلك الأنظمة بعقوبات رادعة للمخالف؛ ليكون عبرة لغيره، ولتسود ثقافة عامة للجميع، وشعار يتردد في كل موسم أن لا حج إلاَّ بتصريح. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain