أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تعزز الجهود الدولية للقضاء على شلل الأطفال وسط الأطفال السوريين وتحسين مستوى الرعاية والعناية بأوضاع الطفولة التي تشهد ضعفاً في الصحة والتعليم وغيرهما من الخدمات الضرورية. جاء ذلك بعد تكفل سموه بتطعيم مليون و600 ألف طفل سوري ضد شلل الأطفال بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" الذي أعلن عن إطلاق حملة تلقيح مكثفة ضد المرض تجرى حاليا في سوريا وستة بلدان أخرى في الشرق الأوسط، بهدف حماية 20 مليون طفل. وأمر سموه هيئة الهلال الأحمر بسرعة تنفيذ حملة شاملة في سوريا والدول المجاورة لها لمكافحة المرض الذي ظهرت أعراضه مؤخرا على الأطفال السوريين، بالتنسيق والتعاون مع "اليونيسيف" التي تبذل جهودا كبيرة في هذا الصدد. و شدد سموه على حرص الدولة على توفير الرعاية اللازمة للأطفال السوريين في مختلف المجالات في هذه المرحلة التي تتطلب تعاون الجميع لإنقاذ الحياة ورفع المعاناة عن هؤلاء الأبرياء. التزام وأكد سموه التزام دولة الإمارات بالمبادئ الإنسانية العالمية ومساندتها الدائمة للمنكوبين والمتضررين والمحتاجين حول العالم، موضحا أن دولة الإمارات تضطلع بدور محوري في حشد الدعم والتأييد للقضايا الإنسانية التي تؤرق الكثير من الشعوب التي طالتها نوائب الدهر ومحنه. وأضاف سموه: "إن الإرث الذي حققته الدولة في هذا الصدد والمكانة التي تبوأتها جعلتها الوجهة المناسبة لإطلاق المبادرات الخلاقة والنبيلة التي تستهدف الإنسان وتسعى لتحقيق حلمه في الحياة والعيش الكريم". مبادرة وأشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في هذا الصدد إلى مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالتبرع مؤخرا بمبلغ 440 مليون درهم دعما للجهود الدولية لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018 . وقال سموه إن هيئة الهلال الأحمر تولي برامجها في مجال الطفولة اهتماما خاصا بسبب المخاطر الكثيرة التي تواجه الأطفال الضعفاء ضحايا النزاعات والحروب، مؤكدا أن الهيئة تتحرك في هذا الاتجاه انطلاقا من مسؤوليتها الإنسانية تجاه المستضعفين من الأطفال الذين شاءت أقدارهم أن يتعرضوا للنكبات والمحن وأن يحرموا من حقوقهم الطبيعية في الصحة والتعليم والعيش الكريم والحماية و المساواة. اجتماع وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد بتطعيم الأطفال السوريين ضد شلل الأطفال، عقدت هيئة الهلال الأحمر بمقرها اجتماعا تنسيقيا حول المبادرة، حضره من جانب الهيئة الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام، ومن اليونيسيف الدكتور إبراهيم جودت الزيق ممثل المنظمة الدولية لدى الدول العربية في الخليج. وناقش الاجتماع الإجراءات والآليات التي يتم عبرها تنفيذ المبادرة بما يخدم أوضاع الأطفال السوريين ويحقق تطلعات الإمارات في القضاء على شلل الأطفال. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون والتنسيق في الفترة المقبلة لإنجاز المبادرة بالسرعة المطلوبة. وقال الدكتور محمد الفلاحي إن الاجتماع خرج بمقترحات إيجابية من شأنها أن تعزز جهود الجانبين تجاه تحسين أوجه الرعاية للأطفال السوريين وتوسع مظلة المستفيدين من حملة التطعيم، مشيرا إلى أن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان جاءت في وقت أحوج ما يكون له الأطفال السوريون من عناية خاصة في الجوانب الصحية. وأضاف الفلاحي أن الهيئة تنظر لتوجيهات سموه باهتمام باعتبارها خارطة طريق تسهم بشكل مباشر في القضاء على مرض شلل الأطفال، مؤكدا أن سمو الشيخ حمدان بن زايد يتابع عن كثب تطورات الأوضاع الإنسانية لدى الأشقاء السوريين، ويوجه دائما بتقديم كل ما من شأنه أن يخفف من حجم المعاناة الإنسانية عن كاهلهم. تقدير وأعرب الدكتور إبراهيم الزيق عن تقدير المنظمة الدولية لمبادرة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان تطعيم مليون و600 ألف طفل، وأكد أن المبادرة تغطي أكثر من نصف العدد المستهدف من الأطفال السوريين، وتنم عن إحساس أبوي من سموه لمتطلبات أوضاع الأطفال السوريين من الدعم والمساندة في الوقت الراهن واحتياجات الطفولة بصفة خاصة. وقال إن دولة الإمارات تعتبر من أكبر المانحين لبرامج اليونيسيف في مجال رعاية الطفولة، مثمنا دور هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مجال الطفولة والإغاثة الإنسانية من خلال المبادرات المحلية والدولية التي نفذتها وتنفذها ودعمها لبرامج اليونيسيف ومشاريعها، ومبادراتها المحلية والإقليمية والدولية التي تهدف إلى ضمان حقوق الأطفال في جميع أنحاء العالم وتحسين فرص بقائهم ونمائهم وحمايتهم. مذكرات كانت هيئة الهلال الأحمر وصندوق الأممالمتحدة للطفولة قد وقعا مذكرات تفاهم خلال مسيرتهما المشتركة، كان آخرها مذكرة تفاهم وقعت في يناير الماضي لتبادل المهارات والتعاون في مجال المشروعات وبرامج رعاية الطفولة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين الجانبين في المجال الإنساني وتمتين أطر التعاون وآليات التنسيق بين الجانبين لتعزيز الوقاية والاستجابة الإنسانية ضمن الإطار العالمي للالتزامات الأساسية تجاه الأطفال، خصوصاً المتعلقة بحق الطفل في الحياة والنمو وتوفير التعليم الأساسي والمساواة بين الجنسين، إلى جانب الوقاية من العنف والاستغلال وسوء معاملة الأطفال. نماء تعمل منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" ميدانيا في أكثر من 190 بلدا وإقليما لمساعدة الأطفال على البقاء على قيد الحياة والنماء منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية فترة المراهقة. وتعد المنظمة أكبر جهة في العالم تقدم الأمصال للبلدان النامية وتوفر الدعم لصحة الأطفال وتغذيتهم، إضافة إلى توفير المياه النقية والصرف الصحي والتعليم الأساسي النوعي لجميع الأطفال من بنين وبنات، وتقدم الحماية للأطفال من العنف والاستغلال ومرض الإيدز.