صرح سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس أن إيران تتوقع توقيع اتفاق مع المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة يوكيا أمانو أثناء زيارته الاثنين إلى طهران لبحث الملف النووي الإيراني، وقال رضا نجفي للتلفزيون الرسمي: إن جمهورية إيران الإسلامية قدمت اقتراحًا جديدًا يتضمن خطوات ملموسة ونتوقع أن توضع اللمسات الأخيرة على النص الاثنين وأن يتوصل الطرفان إلى اتفاق"، وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة أن أمانو سيتوجه الاثنين إلى طهران لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني المثير للخلاف، وأضاف: "في موازاة ذلك سيجتمع خبراء إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران لبحث المسائل التقنية"، والهدف من اللقاء سيكون "تعزيز الحوار والتعاون" بحسب الوكالة. وقالت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ، أمس: إنه لا تزال هناك قضايا مهمة بحاجة لحل في المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي وإنه من غير المؤكد إمكان التوصل لاتفاق خلال هذه الجولة من المحادثات رغم إحراز تقدم جيد للغاية حتى الآن، وقبل ذلك بوقت قصير، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه ليس لديه "أي يقين" حتى الآن بأن اتفاقًا سيبرم بين طهران والقوى الكبرى في جنيف حيث افتتح أمس اليوم الثالث من المفاوضات، وقال فابيوس لإذاعة فرانس إنتر: "هناك نص مبدئي قبلنا به ليس لدي أي يقين بأننا سنتمكن في الوقت الذي أتحدث فيه معكم من إبرام اتفاق"، وأضاف وزير خارجية فرنسا: "إن مفاعل آراك واليوارنيوم المخصب أبرز عقبات المفاوضات مع إيران". ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله "ننوي التوصل إلى نتيجة طويلة الأمد ينتظرها العالم كله"، مؤكدًا ألا أحد من المشاركين يرغب في مغادرة جنيف "بدون نتيجة إيجابية"، وأكد أنه في حال حدث العكس "سيكون ذلك خطأ إستراتيجي"، وتتمحور المحادثات "بالغة التعقيد" بين إيران ومجموعة الدول الكبرى(5+1) حول اقتراح إيراني يدل على تغيير في النهج بشأن هذا الملف منذ انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في آب/أغسطس الماضي. وبحسب هذا الاقتراح الذي لم يعلن مضمونه، توافق إيران على تعليق كلي أو جزئي لتخصيب اليورانيوم الذي يجري حاليًا بنسبتي 3,5 بالمئة و20 بالمئة، ويمكن أن يسمح بإنتاج سلاح ذري إذا بلغت نسبة التخصيب 90 بالمئة. وتحدث الوفد الفرنسي عن ثلاث نقاط أخرى ما زال التفاوض حولها جارٍ تتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة ومصير موقع أراك حيث تبني إيران مفاعلاً يعمل بالمياه الثقيلة، وآفاق تخصيب اليورانيوم على أمد أطول بالنسبة لإيران. إلى ذلك رحبت الصحف الإيرانية المعتدلة بمفاوضات جنيف ورأت في طياتها "اتفاقًا تاريخيًا" بشأن الملف النووي فيما اعتبرتها الصحف المحافظة مجرد "سراب"، وعنونت صحيفة "شرق" صفحتها الأولى "نحو اتفاق تاريخي" ونشرت صورة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون يمشيان والابتسامة تعلو محياهما. وكتب المحلل صادق زيبا: "يبدو أن حدثًا تاريخيًا يسجل حاليًا بين إيران ومجموعة 5+1 أو أكثر تحديدًا بين إيران والغرب". وأضاف: "إن جنيف حدث تاريخي لأن إيران والغرب وافقا على الجلوس وجهًا لوجه بعد 35 عامًا من الريبة المتبادلة واتهامات بلا نهاية"، واعتبرت أن "ذلك سيبقى في التاريخ"، كذلك تحدثت الصحف المعتدلة الأخرى المقربة من الحكومة عن "بوادر اتفاق في جنيف" أو "صدمة مفاوضات جنيف" مشيرة إلى "اللقاء غير المتوقع بين ظريف وكيري" وزير الخارجية الأميركي الذي قطع جولته في الشرق الأوسط ليتوجه على عجل إلى جنيف،