قيل للإمام الحسين بن علي عليهما السلام، بعد عزمه على السير نحو العراق «بيعة يزيد خير لك في دينك ودنياك! فقال عليه السلام: إنا لله وإنا إليه راجعون، وعلى الإسلام السلام، إذ قد بُليت الأمة براع مثل يزيد!». (فارس) كلمة عظيمة وعميقة، إذ لم يقل الإمام الحسين انه لا يبايع يزيد، بل كل شخص جعل الحسين مثلاً له لا يبايع مثل يزيد على مر العصور والأزمان، فكل قضايا البشرية تنسى او تذكر كحدث إلا قضية الحسين فهي خالدة حيّة في القلوب وكأنها حدثت اليوم، وليست هناك أي ملحمة تبعث في نفوس الأحرار رغبة التضحية في الله والتسابق إلى الشهادة مثل عاشوراء الحسين عليه السلام. وكالة أنباء فارس أعدت هذا التقرير عن هذه الملحمة التاريخية العظمى في تاريخ الإسلام والبشرية، فمن السعودية يقول الشيخ عباس السعيد أن "الإمام الحسين عليه السلام يبقى أعظم ثائر في التاريخ"، مضيفاً "ألا ترى كيف أن اسمه بعد أكثر من 1370 عاما لا يزال يلهب حماسة الثائرين ويرهب الطغاة والمتجبرين وهو في قبره". وأوضح الشيخ السعيد في حديثه انه قد تعرف الحسين وتذكره في كل عام "لكنك لن تنجو إن لم تركب سفينته وترفع رايته في الإصلاح وتتأسى به في سيرته ومسيرته وقيمه وأخلاقه"، مؤكداً أن "الإمام الحسين عليه السلام يبقى شعلة لا تنطفئ أبدا يستضيء بها الأحرار ويهتدي بها المؤمنون إلى قيم النهوض والإصلاح، فمن أراد النجاة فليركب سفينته". السيد جواد القزويني من دولة الكويت، يقول أن "لغة الحسين عليه السلام لغة عالمية، فهي لغة الإنسان الذي ناطح جبينه السماء والسمو فوق كل معاني الذل والخضوع للظلم"، مشيراً إلى أن من يعادي الإمام الحسين عليه السلام فهو لا يفهم مفردات الملحمة الحسينية التي رسخت مفهوم الإباء والكرامة والسمو والفداء والتضحية وانها مفردات غريبة على النفوس الصغيرة. وأضاف سماحة السيد القزويني أن البعض يخشى أن ينتمي إلى الحسين عليه السلام لأن الانتماء له يعني أن تعيش بكرامة أو تموت بكرامة وهذا ما لا يريد، مبيناً "اننا كشيعة نولد كل عام من رحم عاشوراء واعمارنا ممتدة بعمر الحسين عليه السلام، انه الوجود الذي لايفنى والانتماء الخالد. ومن البحرين يقول الشيخ جعفر الشارقي أن الإمام الحسين عليه السلام، علمنا أن كل من كان مثله في الدين لايجوز له أن يبايع أو يساند من كان مثل يزيد في الكفر والانحراف، مضيفاً أن "الحسين عليه السلام، علمنا أن نقف مع الحق ضد الباطل وإن غضب علينا الأهل وقاطعنا الأحبة فالحق أحق أن يتبع". واستغرب سماحة الشيخ جعفر الشارقي من تعصب بعض الشخصيات تجاه الثورة الحسينية والترضي على يزيد بن معاوية، قائلاً "أستغرب من بعض أنصاف الكتاب، كيف يجتمع في قلبك حب الإمام الحسين عليه السلام والترضي على أعدائه وقتلته". وأضاف الشيخ الشارقي إن التعصب والعصبية مما نبذه الإسلام وحذر منه أشد التحذير حتى ورد أن من كان في قلبه مثقال ذرة من عصبية حشره الله مع أعراب الجاهلية الكفار. /2336/