من نواب خان بروكسل - 10 - 11 (كونا) -- تتجه اوروبا نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والامني مع قارة آسيا سيرا على خطى إلتزام الولاياتالمتحدة بإعادة توازن العلاقات مع قارة آسيا. ووصف عدد من المحللين هنا شهر نوفمبر بالاستثنائي بالنسبة للعلاقات بين الاتحاد الاوروبي وآسيا حيث خطط لعدد قياسي من الاجتماعات بين زعماء الاتحاد الاوروبي وقارة آسيا. ويرى المحللون ان الاتحاد الاوروبي الذي يعاني من الازمات الاقتصادية والمالية وارتفاع التأييد الشعبي مع الولاياتالمتحدة حول فضائح التجسس في اوروبا ومواجهة عالم سريع التغير حول تركيزه الى آسيا. ولفتوا الى انه بعد القمة السابعة التي عقدت في بروكسل في الثامن من الشهر الجاري اعرب الاتحاد الاوروبي وكوريا الجنوبية عن ارتياحهم للتطور الملحوظ من الشراكة الاستراتيجية المبنية على اساس المشاركة المتزايدة والشاملة. واوضحوا ان البيان المشترك الذي صدر بعد القمة رحب بتوسيع التعاون الثنائي بين الاتحاد الاوروبي وكوريا الجنوبية في مجال الشؤون السياسية والامنية. وذكر المحللون ان الاتحاد الاوروبي واليابان سيعقدان قمتهما ال21 في طوكيو في ال19 من نوفمبر الجاري والتي من المتوقع ان ترفع مستوى العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واليابان بعد بدء المفاوضات في شهر مارس الماضي على اتفاق شراكة استراتيجية لتطوير التعاون الاقتصادي والاجتماعي على نطاق واسع النطاق واتفاق التجارة الحرة. واشاروا الى ان الاتحاد الاوروبي واليابان يمثلان نسبة 30 في المئة تقريبا من الناتج الاقتصادي العالمي وبالتالي يكون لهما دور رئيسي في الاستقرار الاقتصادي العالمي. وتوقع المحللون ان تحرز القمة التي ستعقد بين الاتحاد الاوروبي والصين في بكين في ال21 من نوفمبر الجاري بمناسبة الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاتحاد الاوروبي تقدما في العلاقات بين الجانبين في العقد المقبل. وبالنسبة للصين بين المحللون ان الاتحاد الاوروبي والصين يتمتعان بأحد اكبر العلاقات تجارية في العالم حيث يعد الاتحاد الاوروبي اكبر شريك تجاري للصين في حين تعتبر الصين ثاني اكبر شريك تجاري له بعد الولاياتالمتحدة مع بلوغ قيمة التجارة في السلع 434 مليار يورو والخدمات 43 مليار يورو في عام 2012. ويرى مسؤولون في الاتحاد الاوروبي ان اوروبا والصين تتشاطران هدفا مشتركا لتحسين الامن الدولي بما في ذلك تعاونهم للحد من الانتشار النووي في العالم وحل القضية النووية الايرانية لكون الصين جزء من مجموعة (خمسة زائد واحد) التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والتي تترأسها الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون. واشار المسؤولون الى اتفاق الجانبين على ضرورة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية لضمان الاستقرار في منطقة شرق آسيا. وسيسلط الضوء اليوم على اجتماع الوزاري لآسيا وأوروبا (أسيم) الذي سيعقد في نيودلهي والذي تأمل اشتون مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي ان يسهم في اعادة تنشيط الشراكة بين الاتحاد الاوروبي وآسيا. وكانت اشتون اجرت زيارة رسمية للمرة الاولى الى مقر رابطة امم جنوب شرق آسيا (آسيان) في جاكرتا وافتتحت مكتب التعاون بين الاتحاد الاوروبي ورابطة (آسيان) وعقدت محادثات مع المسؤولين الاندونيسيين لتعزيز علاقات اوروبا مع اكبر بلد مسلم في العالم. من جهة اخرى وضع الاتحاد الاوروبي وتايلند في بروكسل في السابع من نوفمبر الجاري اللمسات الاخيرة على نص الشراكة بينهما واتفاقية التعاون لتعزيز الحوار السياسي وتكثيف عملهما معا بشأن القضايا العالمية مثل عدم انتشار ومكافحة الارهاب والاسلحة الصغيرة والاسلحة الخفيفة. وتحرك الاتحاد الاوروبي بسرعة ايضا لتحسين العلاقات مع ميانمار (بورما) والتي قد تسبب بعض الاستياء في العالم الاسلامي بسبب استمرار حملة الاضطهاد ضد (الروهينجا) وغيرهم من المسلمين في البلاد حيث افتتحت اشتون مكتبا للاتحاد الاوروبي في العاصمة (يانغون) خلال اول زيارة لها هناك في شهر ابريل عام 2012. وقالت اشتون انها ستشارك ايضا برئاسة (فرقة عمل) مع ميانمار في الفترة من ال13 حتى ال15 من نوفمبر الجاري في العاصمة (يانغون) لتوفير دعم شامل للعملية الانتقالية في البلاد. ويقول المحللون ان كلا من اوروبا وآسيا يدركون الآن ان مطالب العولمة السريعة خلقت تحديات معقدة تتطلب تعاون دول العالم بشكل وثيق لضمان حقوقهم الاقتصادية والسلام والمصالح الامنية والاستقرار العالمي.(النهاية) ن خ / م خ كونا101114 جمت نوف 13