جرت مواجهات عنيفة فجر امس، بين القوات النظامية السورية ومقاتلي الجيش الحر خصوصاً حول قاعدة وادي الضيف العسكرية، وذلك قبل ساعات من تقرير حول النزاع في سورية لموفد الجامعة العربية والأمم المتحدة الاخضر الإبراهيمي في مجلس الامن الدولي. وبينما ترددت انباء عن إن إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما تدرس احتمال التدخل بشكل أعمق في سورية لتنحية الرئيس بشار الأسد عن السلطة، اصدرت بريطانيا إشارة واضحة عن استعداد الغرب لتسليح المعارضة في غضون أشهر، في حين اتهمتها منظمة هيومن رايتس ووتش باستخدام اطفال في العمليات العسكرية. وتفصيلاً، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان وقوع مواجهات عنيفة امس، بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة خصوصاً حول قاعدة وادي الضيف العسكرية في شمال غرب سورية، وذكر المرصد في بيان «تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة في محيط معسكر وادي الضيف للقوات النظامية الواقع شرق مدينة معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب)». وأشار المرصد الى وجود حشد للكتائب المقاتلة في محاولة لاقتحام المعسكر، لافتاً الى ترافق الاشتباكات مع قصف متبادل. وقتل 15 شخصاً بينهم خمسة أطفال وسيدتان، وأصيب اكثر من 20 شخصاً آخرين بغارة جوية على حي الأنصاري، الواقع غرب مدينة حلب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الأثناء، قطعت شبكات الاتصالات في عدد من المناطق السورية، لاسيما العاصمة دمشق، بحسب ما افاد ناشطون، بينما حذرت لجان التنسيق المحلية من أن تكون الخطوة تمهيداً لمجزرة قد ترتكبها قوات نظام الرئيس بشار الأسد. من جهة أخرى، استولى مقاتلو «الجيش الحر» على عدد من صواريخ ارض جو، التي تشكل خطراً على سلاح الطيران التابع للقوات النظامية، بحسب ما أكد ملازم منشق لوكالة «فرانس برس». وكان المقاتلون المعارضون تمكنوا من إسقاط مروحية وطائرة مقاتلة باستخدام صاروخين مباشرين في محيط كتيبة الشيخ سليمان للدفاع الجوي في ريف حلب. وأسفرت اشتباكات جرت في دير الزور عن مقتل مقاتل من المعارضة، فيما سقط آخر بالقرب من مدينة الرستن في ريف حمص، وآخران في بلدة السفيرة ريف حلب، حسب ما اضاف المرصد. وفي حلب، ثاني مدن سورية التي تشهد مواجهات دامية منذ اربعة اشهر، «تدور اشتباكات عند اطراف حيي العامرية وصلاح الدين، كما دارت اشتباكات عنيفة فجر امس بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب مقاتلة عدة عند اطراف حيي الصاخور وسليمان الحلبي». وفي ريف حلب، اضاف المرصد ان الكتائب المقاتلة التي سيطرت على سد تشرين في منبج هددت بضرب خطوط الكهرباء ان لم يتوقف النظام عن القصف. وفي العاصمة، رافق اشتباكات بين حي الحجر الاسود ومخيم اليرموك سقوط قذائف على المنطقة. وشهدت بلدات وقرى الغوطة الشرقية في ريف العاصمة تحليقاً للطيران الحربي رافقها قصف على مناطق عدة في الغوطة. كما تعرضت بلدتا بيت سحم وبيبلا بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية رافقها اصوات انفجارات. وأعلن ناشطون امس، أن جرافات السلطات السورية بدأت في هدم المنازل فوق ساكنيها في حي اللوان بمنطقة كفر سوسةبدمشق ويأتي استمرار العنف في سورية، قبل ساعات من عرض الابراهيمي تقريراً عن مهمته في مجلس الامن الدولي الذي مازال منقسماً بين الغربيين من جهة والصينيين والروس من جهة أخرى. وفي واشنطن قال مسؤولون أميركيون، إن إدارة الرئيس باراك أوباما تدرس احتمال التدخل بشكل أعمق في سورية لتنحية الرئيس بشار الأسد عن السلطة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين حكوميين على صلة بالمناقشات، أن إدارة أوباما تأمل أن يكون الصراع في سورية وصل إلى نقطة تحول، وهي تدرس القيام بتدخل أعمق للمساهمة بتنحية الأسد عن السلطة. وأشاروا إلى أنه على الرغم من عدم اتخاذ أي قرار بعد، إلا أن الإدارة الأميركية تدرس بدائل عدة من ضمنها تزويد بعض المقاتلين المعارضين بالسلاح بشكل مباشر. وقال مصدر إن المسؤولين الأميركيين ناقشوا الاحتمالات كافة قبل الانتخابات الرئاسية غير أن فوز أوباما والنجاحات التكتيكية لمقاتلي المعارضة شجع البيت الأبيض على اتخاذ قرارات أكثر جرأة ومنح هذا الجدل طابعاً ملحاً جديداً. وفي لندن ذكرت صحيفة ديلي تلغراف امس، أن بريطانيا أصدرت إشارة واضحة عن استعداد الغرب لتسليح المعارضة السورية في غضون أشهر، بعد فوزها بالمعركة الدبلوماسية لضمان قيام الاتحاد الأوروبي بمراجعة الحظر الذي يفرضه على تسليحهم في مطلع العام المقبل. وقالت الصحيفة إن القرار الذي اتخذه سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتمديد الحظر المفروض على الأسلحة إلى سورية لمدة ثلاثة أشهر فقط، هدف إلى توجيه رسالة قوية لنظام الأسد بأن الحكومات الأوروبية على استعداد متزايد لتقديم الدعم العسكري للمقاتلين. واخيراً، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش المقاتلين المعارضين باستخدام اطفال في النزاع المسلح والعمليات العسكرية، داعية اياهم الى الكف عن ذلك. وقال بيان للمنظمة التي تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان «خدم فتيان في ال14 من عمرهم في ثلاث كتائب معارضة على الاقل (وعملوا) في نقل الاسلحة والمؤن والمراقبة»، مشيرة الى ان آخرين يبلغون من العمر 16 عاماً حملوا السلاح واتخذوا مواقع قتالية ضد القوات النظامية.