وصف الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في غزة إيهاب الغصين، أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع بأنها سياسية بامتياز، مطالبًا في الوقت ذاته سلطات رام الله برفع الضرائب المفروضة على الوقود المخصصة لمحطة التوليد الوحيدة بغزة، وتوفيره بسعر استيراده مؤكدا ان غزة لن ترفع الراية البيضاء. غزة (فارس) واتهم الغصين - في مؤتمر صحفي عقده ظهر اليوم الأحد، وتناول خلاله تأثيرات وأبعاد أزمة الكهرباء في غزة - سلطة رام الله بالزج بملف الكهرباء في أتون الخلاف السياسي، والضغط به على الحكومة بغزة، رغم حرص الأخيرة على عدم إقحام أبناء شعبنا في أي خلاف. وقال: "أراد البعض الضغط على غزة بطرق مختلفة لكسر إرادتها، والحصول على مكاسب سياسية، ورأوا أن أزمة الكهرباء من أكثر الأمور التي تؤثر على الناس هنا، وأنه ليس من السهل إيجاد بدائل لها، فزادوا الحصار، واعتقدوا أن شعبنا لا يعرف المؤامرات". وشدد الغصين على أن أهالي غزة "لن يرفعوا الراية البيضاء، ومن يظن أننا بسبب هذا الحصار سنوقف المقاومة، وسنسير في طريق الذلة فهو واهم". وفند ادعاءات سلطة رام الله بأنها تدفع لغزة وتساهم في حل أزماتها، وتغطي التحويلات الطبية وغير ذلك، موضحًا أن تلك "ادعاءات لا أساس لها من الصحة". وطالب الغصين بضرورة حصول غزة على نصيبها كاملاً من المنح والهبات التي تصل للسلطة الفلسطينية، والتي بعضها يأتي خصيصاً دعماً للقطاع بسبب الوضع الإنساني الناتج عن الحصار والاحتلال. كما طالب الحكومة في رام الله برفع الضرائب المفروضة على الوقود المخصص لمحطة التوليد وتوفيره بسعر الاستيراد وهو 2,2 شيكل، مضيفًا "ليس من المنطقي ولا الأخلاقي ولا الوطني أن يتم فرض الضرائب على أمور خدماتية لشعبنا المرابط الصابر". وفي تفصيل أزمة الكهرباء، أوضح الناطق باسم الحكومة في غزة أن مشكلة الكهرباء في القطاع ليست جديدة، وهي متواصلة منذ عدة سنوات، لكنها مختلفة في الحجم والمقدار. وبالأرقام، بيّن الغصين أن حاجة القطاع من الكهرباء تتراوح بين 380 ميجا وات في فصلي الخريف والربيع، إلى 440 ميجا وات في الصيف والشتاء. وبحسبه فإن خط الكهرباء الآتي من طرف الاحتلال الإسرائيلي يغطي 120 ميجا وات، والخط الواصل من مصر يزود غزة ب 27 ميجا وات، إضافة إلى ما يتم إنتاجه من محطة التوليد الوحيدة الموجودة وسط القطاع. ويحتاج القطاع من محطة التوليد ما يعادل 233-283 ميجا وات، لكن أقصى ما تعطيه المحطة حال تشغيل كافة مولداتها الأربع هو 110 -120 ميجا وات، ما يعني أن غزة في وضعها الطبيعي تعاني عجزًا يقدر ب 123-173 ميجا وات، أي 32% إلى 40% من حاجتها الأساسية. وأفاد الغصين بأن المحطة تحتاج يوميًا 670 ألف لتر سولار صناعي لتوليد كمية الكهرباء اللازمة، مشيرًا إلى أن تكلفة الكيلو وات الواحد 1,7 شيكل، في حين يدفع المواطن نصف شيكل فقط مقابله. /2336/ 2811/